أكد النائب سليمان وهدان، الوكيل الثاني لمجلس النواب، أن مصر قبل عام 2013 تختلف كثيرا عن مصر التي رأيناها بعد عام 2013 ، إذ كانت هناك حالة خوف وقلق تسود قطاع عريض من الشعب والشعوب العربية حول مصير مصر وإلى أين سينتهي بها الحال في ظل حكم جماعة الإخوان للبلاد، لم يكن أحد يتحدث عن إنجازات أو مشروعات تنموية كما نرى الآن، لافتاً إلى أن الفضل كله يرجع إلى المولى عز وجل والذي سخر لمصر جيش وطني، أنقذها من مصير لايعلمه إلا الله.
«وهدان» أضاف في حوار صريح مع «أهل مصر» أن الشعب بمختلف فئاته ملتف حول الرئيس السيسي للعبور بسفينة الوطن إلى بر الآمان خلال الولاية الرئاسية الثانية، مشددا على أن الرئيس السيسي نجح في الحفاظ على الوطن وحاضره ومستقبله في ظل التخبطات والعقبات التي كادت تعصف بنا .
وأشار «وهدان» إلى أن مجلس النواب الحالي هو الأفضل في تاريخ الحياة السياسية التي شهدتها مصر من 1968 ، فلأول مرة نجد المرأة والشباب وذوية الإعاقة والمصريين في الخارج ممثلين بقوة تحت القبة .. وإلى نص الحوار.
*بداية حدثنا عن استعدادات البرلمان لاستقبال الرئيس السيسي لأداء القسم رئيسًا لمصر لولاية ثانية؟
سيشرف البرلمان المصري باستقبال الرئيس عبدالفتاح السيسي، يوم 3 يونيه المقبل، لحلف اليمين الدستورية رئيسًا لمصر لولاية ثانية مدتها أربعة سنوات، ومن المقرر أن تتضمن مراسم الاستقبال، لقاءا يجمع السيد الرئيس مع قيادات البرلمان، الدكتور علي عبدالعال، والوكيلين وأمين عام المجلس، وبعدها سيلقي الرئيس السيسي كلمة أمام النواب، في اعتقادي ستتضمن رؤيته لمصر خلال السنوات الأربعة المقبلة، وسيكشف التحديات التي تواجه البلاد.
*كيف ترى مصر خلال السنوات الخمس الأخيرة بعد ثورة الثلاثين من يونيه ؟
30 يونيه .. يوم فارق كثيرا في تاريخ مصر ومستقبل شعبها إذ نحن كنا أمام أمرين لا ثالث لهما، فقبل هذا التاريخ، كان الجميع في مصر وأشقائنا في الدول العربية وأبنائنا في الخارج ينتابهم القلق والخوف الكبير حول مستقبل بلدهم وأبنائهم في ظل المعطيات التي كانت سائدة آنذاك من غياب الأمن والاستقرار وتفشى الفوضى التي ضربت أرجاء حياة المصريين، ضف إلى ذلك الخطر الشديد الذي كان يمثله أعضاء الجماعة والموالين لها على شعب مصر، واعتصام رابعة وما صدر عنه من تهديدات ووعيد بالقتل والترويع ليس ببعيد عنا.
أتذكر صديق عربي لي كان سفيرا لبلاده بالقاهرة، بادرني بالاتصال عقب اعتصام أنصار الجماعة أمام قصر الاتحادية وتهديدها للمتظاهرين المعارضين للإعلان الدستوري الشهير آنذاك، والذعر ينتابه من المشهد الذي تبثه جميع الفضائيات لدول العالم، وقلق كبير على مصير بلاده بأعتبار أن مصر هي الجائزة الكبرى لمن أراد شرا بدول المنطقة، إن نجحوا في أقتناصها نجحوا في اقتناص باقي دول المنطقة، أبلغته بكلمة واحدة «أن مصر محفوظ من عند الله وببركة أولياء الله الصالحين المنتشرين في أرجاء مصر، قد تتعرض لتعرجات، لكن الشعب لن يسمح باختطاف بلاده عندما يشعر بالخطر الشديد».. وهو ما رأيناه بالفعل الملايين التي خرجت بعد عام من حكم جماعة الإخوان للبلاد تتطالب برحيلها فما كان أمام جيشها الوطني سوى الإنصات لمصالب الشعب والإنحياز له.
* الجيش المصري كان عند حسن ظن الشعب إذن؟
نعم فالقوات المسلحة وعلى رأسها الرئيس عبدالفتاح السيسي أنقذت مصر من مصير مظلم لا يعلم نهايته إلا الله وسخر لها من يستطيع إنتشالها مما عليه ووضعها في مكانها، فنحن الآن نتحدث عن إنجازات على أرض الواقع ومشروعات قومية ضخمة لا تخلو منها كل محافظة .
*ننتقل إلى جانب آخر.. كيف ترى أداء مجلس النواب بعد 3 أعوام من انطلاقه ؟
مجلس النواب الحالي.. هو الأفضل على الإطلاق في تاريخ البرلمانات التي شهدتها الحياة السياسية في مصر منذ عام 1868 ولا أبالغ في ذلك لأسباب عدة، أنا من أسرة لها باع طويل في العمل البرلماني شهدت مختلف الأنظمة الحاكمة، كما أنني عاصرت أكثر من 5 برلمانات منذ عام 1990 ، لم أجد ما نراه في البرلمان الحالي من تنوع وتمثيل حقيقي لمختلف فئات المجتمع، فلأول مرة نجد أن الشباب ممثلين تحت القبة بأكثر من 100 نائب، من بينهم 50 نائب فوق سن الـ 30 ، بعد أن كان دخول البرلمان حجرا على أصحاب الأموال ، ولأول مرة نجد أن المرأة ممثلة بأكثر من 80 نائبة ، بعد أن كان تمثيلها قاصرا على تعيين اثنتين أو ثلاثة من جانب الرئيس، ضف إلى ذلك ذوي الإعاقة والمصريين بالخارج .
* لكن الشعب لا يشعر بأن صوته مسموعا لدى نوابه ..لماذا؟
من قال إن صوت المواطن غير مسموع في البرلمان ؟!..من نراهم تحت القبة أتوا بإرادة شعبية حقيقة وبناء على إرادة أبناء دوائرهم، والنواب على تواصل دائم معهم.
*لكن ما أقصده أن المواطن لا يشعر بتغير حقيقي ملموس لدى حياته على المستوى الاقتصادي أو الاجتماعي؟
البرلمان الحالي ..هو في المقام الأول برلمان تشريعي ورقابي والجانب الخدمي من توفير وظائف وخلافه انتهى بغير رجعة، آتى في ظروف في غاية الصعوبة وسط تحديات صعبة تشهدها مصر، وكان بمثابة خطوة ثانية في بناء مؤسسات الدولة، ومع ذلك حقق الكثير من الإنجازات التي ستعود بالنفع على المواطن وأبنائه.
* مثل ماذا؟
على سبيل المثال لأول مرة أصبح للمواطن المصري تأمين صحي شامل على أعلى مستوى يضاهى دول العالم، وخلال 15 يوما من انعقاده نجحنا في إقرار أكثر من 345 قانون وهي مهمة لم تكن سهلة كما يتصور البعض .
* ما هي أهم القوانين التي أقرها المجلس من وجهة نظرك؟
قانون الكنائس وقانون الاستثماروقانون الإجراءات الجنائية، وأيضا قانون ذوي الإعاقة، قانون تنظيم الصحافة والإعلام، كلها ثمرة عمل مجلس النواب، وهي قوانين تمس قطاعا عريضا من المواطنين ، وخلال دور الانعقاد الثالث سننتهي من قانون الإدارة المحلية وقانون العمل وقانون التأمين الاجتماعي الموحد وقانون البناء الموحد، وهي بطبيعتها قوانين تصب في صالح المواطن.
*غياب النواب ظاهرة تعطل العمل داخل المجلس ..كيف يمكن التغلب عليها؟
نائب البرلمان يحمل على عاتقه أمانة في المقام الأول قبل أن تكون مسؤولية، فلا يصح بأي حال من الأحوال، نجد قاعة البرلمان خاوية من ممثلي الشعب الذي اختارهم للدفاع عن حقوقه وصون واجباته، وسبق وإن حذر الدكتور علي عبدالعال من هذه الظاهرة ، لاسيما أننا نخشى أن تتحول إلى "عادة" تلازم النواب، لذا نحن في طريقنا إلى اتخاذ إجراءات تأديبية ضد هؤلاء النواب طبقا للائحة الداخلية، كما سنعلن عن أسمائهم لدى وسائل الإعلام حتى يراقب الشعب أداء ممثليه.
*وما المانع من عودة البث المباشر لجلسات البرلمان كما كان في السابق ؟
هذا المطلب أعيد بقوة لدة هيئة المكتب السياسي للبرلمان، ولكن بعد دراسة عيوبه والتي على رأسها "الشو الإعلامي" الذي قد يلازم نواب بعينهم من أجل أن يتصدروا للمشهد، تراجعنا عنه واستقرينا على اختيار متحدث إعلامي لمجلس النواب، للتواصل مع وسائل الإعلام وإطلاع الشعب بكل ما يدور تحت القبة .
*لكن البعض انتقد هذا القرار ؟
البعض كان يعتقد أن اختيار متحدث إعلامي لمجلس النواب، سيقطع الطريق أمام باقي النواب للحديث في وسائل الإعلام، وهو أمر غير صحيح، فلا أحد يمكن أن يحجر على رأي نائب الشعب، وله حرية كاملة قبل أن يكون حق أصيل له لتعبير عن رأيه في وسائل الإعلام .
نقلا عن العدد الورقي.