"سكر"، الفتاة ذات الـ25 عامًا، أمتهنت مهنة جديدة على النساء وهي العمل ككوافير رجالي، مهنة احتكرها الرجال في مصر لسنوات طويلة دون أن تحاول المرأة منافستهم فيها.
سكر سعيد، التي أصبحت أول كوافير رجالي بمنطقة القناة وسيناء وشرق الدلتا، اختارت محلا صغيرا بالإسماعيلية ليكون بداية لانطلاق نشاطها الذي بدأ يتسع ويكبر داخل المحافظة الصغيرة.
داخل محلها الصغير تحرص سكر على استقبال زبائنها، هي تراهن على جودة الخدمة التي تقدمها وحسن معامله الزبون، وترى نفسها من أفضل من يقدمون سرفيس حلاقة رجالي بالإسماعيلية والذي تقدمه مع لمسات جمالية بحس المرأة.
زبائن سكر كانوا في البداية مترددين لأنها التجربة الأولى لهم حيث سيسلم رأسه وذقنه لفتاة تحمل موسا حادا وهذه تجربة ليست بالسهلة على رجال اعتادوا على أن من يقوم بهذا الدور رجال مثلهم.
لكن منذ اللحظة الأولى يدرك الزبون أن رأسه ورقبته في أيدي محترفة وأمينة نظرا لحرفية سكر الشديدة وإتقانها العمل.
سكر لا تخجل في أن تقول إنها بدأت في تعلم المهنة منذ الصغر كصبي حلاق تقوم بالتنظيف ومساعدة "الأسطى" في الكثير من الصالونات لتتمكن من الإنفاق على دراستها في مجال السياحة حتى حصلت على ترخيص بمزوالة المهنة.
سكر، التي خرجت على الأعراف والتقاليد التي جعلت مهنة الحلاق في مصر حكراً على الرجال، أثارت دهشة الرجال والنساء معا حين أصرت على إدارة عملها بنفسها، وكل يوم تستقبل زبائنها بابتسامة رضى وتفاؤل، سعيدة بأنها تكاد تكون أول امرأة في منطقة القناة التي تعمل في هذه المهنة.
وتقول سكر: "اتعلمت المهنة في صالونات عديدة، وهذه المرة الأولى التي أمارس هذه المهنة في الإسماعيلية إلا أنني تعلمتها في القاهرة حيث عملت بها منذ أن كان عمري 8 سنوات كنت أعمل وقتها مساعدة في الصالونات وكنت أعمل إلى جانب دراستي حتى أتمكن من الإنفاق عليها، وجدت دعم وتحفيز من المحيطين بي شجعني على أن أبدأ العمل بالإسماعيليه".
وتابعت: "فضلت مهنة قص الشعر للرجال عن النساء نظرا لطبيعة شخصيتي فأنا أفضل القيام بكل ما هو جديد وبحكم سني أصبحت أتفهم ما يفكر فيه الشباب من جيلي وتعلمت جميع قصات الشعر والدقن المختلفة والجديدة، وأعتقد أن عملي مميز على الرغم من وجود من هم أفضل مني إلا أن عملي مميز وذلك بشهادة زبائني"، مشيرة إلى أنها "تعرضت للعديد من الانتقادات والهجوم نظرا لكوني أول فتاة بالإسماعيلية بل وبمدن القناه تمتهمن مهنة الحلاقة للرجال، وكان هذا ملحوظا على مواقع التواصل الاجتماعي حيث العديد من التعليقات الساخرة والمسيئة لي، إلا أنني لم ألتفت إليها قط وقررت أن استمر في عملي دون الالتفات لمثل هذه الأنتقادات".
ويقول محمود علي، ـحد زبائن سكر: "فضلت قص شعري وتهذيب ذقني لدى سكر، نظرا لما وجدته فيها من حرفية واهتمام بعملها وبزبائنها وأخذ رأيي قبل البدء في عملها، وهي مميزه في عملها عن باقي الحلاقين الموجودين في الإسماعيلية".