في الوقت الذي تبحث فيه المنطقة العربية عن وسائل لمشاهدة مباريات كاس العالم روسيا 2018 الذي ينطلق منتصف الشهر الجاري خصوصاً بعد إعلان إحدى الشبكات القطرية عن احتكار بث المباريات المباشرة كشفت عدة محطات وقنوات فضائية إسرائيلية عن إتاحة البث المفتوح لذاعة المباريات بالمنطقة العربية.
ويشارك بالمونديال أربعة منتخبات عربية ثلاثة من افريقيا وهم مصر وتونس والمغرب واخر من آسيا وهو السعودية اضافة الى مشاركه المنتخب الإيراني.
الأمر الذي أثار موجة من الغضب والاستياء العام لدى جموع الجمهور العربي بسبب الموقف من القضية الفلسطينية والنزاع العربي الإسرائيلي الدائر حولها حخاصة أن خبراء أمن المعلومات أوضحوا أن الكيان الإسرائيلي يعمل على تحقيق استفادة متعددة من خلال بث المباريات للدول العربية واستغلال اهتمامها بكرة القدم وحاجتها الماسة لمشاهدة مباريات البطولة.
كشف المهندس وليد حجاج خبير أمن المعلومات أن إعلان إسرائيل بث مباريات كأس العالم المقبلة يعد أحد أشكال الاختراقات المعلوماتية الصريحة مشيرا إلى أنها سياسة ذكية من الكيان الصهيونى لتوصيل رسالة للعرب مفادها أن "أعدائنا مشتركون".
وكانت الخارجية الإسرائيلية أعلنت عن بث مباريات كأس العالم، روسيا 2018، وتعتزم الهيئة بث المباريات عبر الأقمار الاصطناعية بتعليقات عربية، لكل من مصر والأردن ولبنان.
وقال حجاج في تصريحات خاصة لأهل مصر أن إسرائيل تعمل على غسل دماغ العرب باستخدام علم الهندسة الاجتماعية لتغيير الحقائق وكسب تعاطف العالم فى الوقت الذى يقتل فيه أشقائنا العرب موضحا أن الهدف من ذلك التأثير الثقافى والسعى نحو تغيير المعتقدات والأفكار لدى الأجيال العربية الجديدة بجانب إظهارها بصورة طيبة على مستوى الرأى العام العالمى.
وأوضح حجاج الملقب بصائد الهاكرز تكثيف إسرائيل للدعاية الرقمية هدفه كسب ثقة العرب من خلال وسائل التواصل الإجتماعى التى أصبحت أداة العولمة فى العصر الحديث ووسيلة الاختراق المعلوماتى السهل السريع مستشهدا بالمتحدث الرسمى لجيش الدفاع الاسرائيلى "أفيخاى أدرعى" والذى يعد عسكرياً عادياً بل إعلامى محترف من أصول سورية يتقن اللغة العربية ويتفنن فى ابتكار أشكال الدعاية الإسرائيلية لمخاطبة الجمهور العربي حيث يدعمه جهاز الاستخبارات الصهيونى "أمان" .
ولفت حجاج أن حسابات الكيان الإسرائيلى الرسمية وغير الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي تقود مايعرف بالدبلوماسية الرقمية والتى أخذت بالاتساع منذ عام 2015 بهدف التطبيع الرقمى بين العرب واسرائيل لتحقيق قبول شعبى لدى الجمهور العربى وتقديم محتوى إعلامى يؤثر فيها من خلال دراسة خصائها النفسية .
وشدد حجاج أن بث المباريات سيصاحبه عدة آليات مخاطبة للجمهور بطريقة غير مباشرة مثل الإعلانات والفواصل بين المباريات وشوطى المباراة الواحدة علاوة على الاستديوها التحليلية للمباريات مما سيجعل المشاهد العربى تحت تأثير الثقافى النفسي للخطاب الإعلامي الصهيوني.
قال المهندس عادل عبدالمنعم رئيس لجنة أمن المعلومات بغرفة صناعة تكنولوجيا المعلومات أن اتجاه اسرائيل لبث مباريات كاس العالم للمنطقة العربية يعتمد على عدة محاور رئيسية تشمل محاولة تغيير المنظور للعلاقات بين الطرفيين تغييب المصلحة على الخلاف التاريخي والذي يظهر في التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأشار عبد المنعم في تصريح خاص لأهل مصر أن الكيان الإسرائيلي اتجه لكرة القدم وهو يعلم كمية الشغف الذي يعقده الجمهور العربي حولها وحول بطولاتها مؤكدا أن الاقمار الصناعية أصبحت الوسيلة الوحيدة لتجاوز حدود الأفكار والتأثير الثقافي بنسبة ١٠٠٪ في ظل العولمة المعلوماتية التى نحياها.
وألمح عبد المنعم الى أن محاولة منع البث وعمليات التشويش عليه لن تكون مجدية خاصة أنه يمكنهم الإذاعة من عدة قنوات واذاعات مختلفة واستغلال أقمار أخرى للنفاذ إلى المشاهد العربي بأى طريقة موضحاً أن هناك فئة كبيرة من المشاهدين غير مدركة لإبعاد البث الإسرائيلي لمباريات المونديال الحقيقية .