انتقدت الرئاسة الفلسطينية الوفد الأمريكي الذي أرسلته إدارة الرئيس دونالد ترامب، مشددة على أن الجولات الأمريكية في المنطقة التي تتجاهل القيادة الفلسطينية وقضيتي القدس والدول الفلسطينية والعودة لن تؤدي إلا إلى طريق مسدود.
وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، في بيان اليوم السبت "الجولات الأمريكية المتعددة للمنطقة، واستمرار البحث عن أفكار أو الإعداد لصفقة أو خطة، متجاوزة القيادة الفلسطينية وموقفها الثابت من القدس وإقامة الدولة الفلسطينية وقضية اللاجئين، لن تؤدى سوى إلى طريق مسدود".
وشدد المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية "السلام الحقيقي يتطلب الالتزام بقرارات الشرعية الدولية القائمة على مبدأ حل الدولتين المدعوم من المجتمع الدولي، لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود العام 1967، من خلال وضع آلية دولية تعيد التوازن والثقة بإمكانية العودة إلى مسار السلام الصحيح".
وكان وفد أمريكي رفيع المستوى وصل إسرائيل برئاسة كبير مستشاري البيت الأبيض جاريد كوشنير، والمبعوث الخاص للشرق الأوسط جيسون غرينبلات في إطار جولة شرق أوسطية، لبحث آلية تقديم خدمات إنسانية لغزة من دول المنطقة.
وأَضاف أبو ردينة "على الوفد الأمريكي التخلص من الوهم القائم على إمكانية خلق حقائق مزيفة، من خلال مناورات سياسية تسوق لتلك الأوهام، وتحاول تزييف التاريخ"، متابعا "العنوان الصحيح لتحقيق السلام العادل والدائم والذي لا يمكن تجاوزه، لا إقليميا ولا دوليا، يمر بصاحب القرار الفلسطيني المتمثل برئيس دولة فلسطين محمود عباس، وأعضاء القيادة الفلسطينية المدعومة بالشرعية والمساندة العربية، التي أبلغت الوفد الأمريكي ذلك بوضوح".
وأوضح الناطق الرسمي باسم الرئاسة "رغم ثقل الاعتبارات الإقليمية، فإن هناك أمورا لا يمكن وزنها بالذهب والمساعدات الإنسانية، وحلول تحاول أن تختصر مواجهة تاريخية عمرها أكثر من مائة عام".
وقال أبو ردينة "استمرار العبث بمصير المنطقة لن يزيد الأمور سوى اشتعالا وتوترا، والحل للصراع هو أن يكون فقط مع الشعب الفلسطيني وقيادته الوطنية، المدعومين من أشقائهم العرب جميعا شعوبا وحكومات".
وأضاف أبو ردينة "المطلوب بعد انتهاء جولات الوفد الأمريكي للمنطقة، أن تدرك الإدارة الأمريكية وتستوعب ضرورة التوقف عن السعي لبدائل سياسية وهمية ومشاريع هدفها شق الوطن الفلسطيني لمنع قيام دولتنا الفلسطينية".
يذكر أن الولايات المتحدة الأمريكية افتتحت، منتصف مايو الماضي، سفارتها في القدس، تنفيذا لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الصادر في ديسمبر الماضي، بنقل سفارة بلاده في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس كجزء من اعتراف واشنطن بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وأثار القرار موجة غضب شعبية في الأراضي الفلسطينية، كما دفع جامعة الدول العربية إلى اعتبار الولايات المتحدة وسيطا غير نزيه لعملية السلام.