قال الدكتور الدكتور مفيد شهاب، أستاذ القانون الدولي بجامعة القاهرة، ووزير التعليم العالي والبحث العلمي الأسبق، إن ثورة 30 يونيو هي ذكري غالية، حيث اتخذ الشعب قرارا لعودة الدولة إلى ما كانت عليه، لافتا إلي أنه كان هناك مخطط لتفكيك الدولة خاصة القضاء والإعلام، إلا أن الشعب تصدي لكل ذلك.
جاء ذلك خلال إلقائه الندوة التي نظمها نادي سبورتنج بالإسكندرية، برئاسة الدكتور أحمد وردة، تحت عنوان"ذكريات من الإسكندرية"، لتبادل الأفكار الهادفة التي تفيد المواطن السكندري، وذلك بحضور الدكتور محمد سلطان، محافظ الإسكندرية، وأعضاء النادى.
وأعرب شهاب، عن سعادته لوجوده بالإسكندرية المدينة التى تربى ونشأ بها، لافتاً إلي أن والده وأسرته كانوا أعضاءً بنادى سبورتنج وهو يمثل له الكثير من الذكريات، حيث أنه من مواليد منطقة "زين العابدين" بمحرم بك، مضيفا: "كنت أذهب دائما وأنا في السابعة من عمري لمنطقة الرصافة لمشاهدة فيلا الملك الإيطالى فيكتورعمانويل حيث كانت حلمي أن أدخلها وأتحدث دائما عن أنى دخلتها".
وأضاف الوزير الأسبق، أن الأماكن لم تكن متكدسة بالسيارات والبناء العمرانى، فكان يحمل الذوق والجمال الذى قَلَّ فى معظم شوارع مصر، موضحا أنه التحق بمدرسة الليسيه فرنسية فى الصف الثاني الابتدائى وكان عدد الطلاب قليل جدا، وأمضي بها 9 سنوات تعلم خلالهم الجدية والانضباط والنظام وحب العمل.
وتابع "شهاب": أن المدرسة كان يوجد بها العديد من الأنشطة حيث كانت تحتوي علي مسرح كبير وكان هناك متابعة للأنشطة الطلابية، مضيفا أنه من المؤسف أن يتحول الوضع الآن إلي انعدام الأنشطة المختلفة في مدارسنا الحكومية؛ نتيجه لتكدس الفصول.
وتابع أن المدارس الحكومية كانت تهتم بالأنشطة الغير مدرسية والجامعات أيضا كان بها مسرح وأنشطة مختلفة لاوجود لها الآن مما أضعف شخصية الخريج الذى أصبح كل همه أن ينجح ويحصل على مجموع.
وأضاف الوزير الأسبق: "كنت أتمنى الالتحاق بكلية الآداب قسم فرنسية ورفض والدى وأكد لى أنه يرانى فى كلية الحقوق حيث دائما ما أجادل بالقانون، والتحقت بكلية الحقوق جامعة الإسكندرية التى كانت غرة الكليات وقتها وكان بالمدرج 1000 طالب، ونجحت بتقدير جيد فى السنة الأولى، ثم جيد جدا فى السنة الثانية، ثم فى السنة الرابعة حصلت على امتياز، وكان يدرس لى أساتذة عظماء فى القانون ولأى كنت أول دفعتى بحقوق ونزل إعلان عن طلب معيد للكلية وتقدمت واستمريت لمدة 5 سنوات وكان هناك مدرس بالكلية فرنسى كنت أترجم للطلاب محاضرته، ووجدت إعلان عن بعثة للسربون فى القانون الدولى تتبع جامعة القاهرة فقدمت واختارتنى جامعة القاهرة وسافرت مبعوثا لجامعة القاهرة".
واستطرد: "أقمت في فرنسا لمدة 6 سنوات وعدت من فرنسا معى خبرة وقيم جميلة جدا تعلمتها من المجتمع الفرنسى، حيث كان من حسن حظى أننى تعاملت مع دكاترة متميزين، وكنت أقيم مع أسرة فرنسية جيدة، وحاليا أعمل أستاذ بكلية الحقوق ولدى مكتب محاماه وتحكيم دولي".
وردا علي تساؤل من قِبل محافظ الإسكندرية حول كثرة التشريعات والثغرات القانونية المختلفة والتى يستغلها البعض للتحايل وأخذ ما ليس من حقهم، أكد أن المسؤولية تقع على المسؤول وعلى المواطن وعلى المؤسسة التربوية، مشيرا إلي الاهتمام بالتعليم وإعطائه حقه حيث لابد من الاهتمام بأعداد المعلمين والأهم المدرس الابتدائى، حيث تكون المرحلة الابتدائية هى مرحلت التكوين للأخلاق والقيم فلابد من إعطاء موازنة كبيرة للتعليم والصحة "أُعجبت كثيرا عندما تحدث الرئيس السيسى عن ضرورة الاهتمام بعودة الأخلاق ولابد من الاهتمام بالتعليم والإعلام والثقافة، فالمسؤول لابد أن يكون قدوة، فمثلا الوزير لابد أن لا يسمح بالاستثناءات، فمصر من أكثر دول العالم التى بها تشريعات وهذا ليس عيب حتى من أيام حملة نابليون القانون فى مصر له قواعد راسخة فى مختلف المجالات والعالم الغربى أخذ منا التشريعات، فالعيب ليس بالتشريعات وإنما العيب عندما أجد ثغرة فى القانون، وبدل من أن أقوم بتعديل أقوم بإصدار تشريع جديد".