تكتظ محافظة سوهاج بالعديد من الأماكن الأثرية المشهورة وغير المشهورة والتى يهتم المسئولين بالبعض منها ولا يهتمون بالبعض الآخر، مثل عرابة أبيدوس ومتحف سوهاج القومي، والدير الأبيض، والدير الأحمر، وأيضًا حمام على بك. ويعتبر حمام علي بك الفقاري والذى يوجد بمدينة جرجا جنوب محافظة سوهاج من العلامات التاريخية المميزة، و نموذجًا للعمارة المدنية و الآثار الإسلامية بجرجا والتي يشتاق لرؤيتها الناس من المحافظة وخارجها.
ويرجع إنشاء هذا الحمام إلى علي بك الفقاري أمير اللواء السلطاني، حاكم ولاية جرجا وتوابعها آنذاك، والذى حكم جرجا من 1043هـ إلى 1063هـ؛ وذلك من أجل نظافة الأبدان والاسترخاء بعد عناء العمل، ولكنه لم يقتصر على ذلك فحسب، بل كان مكان للترفيه والتسلية بين الأصدقاء ومناقشة الأمور العامة، السياسية والتجارية وغيرها.
ولا شك لعب حمام على بك دورًا بارزًا في تزيين النساء فى مدينة جرجا ومحافظة سوهاج، حيث كانت النساء تتزين فيه وتتجمل وتستعيد حيويتها بعد عناء العمل بالمنازل، وأيضًا كانت الخاطبات تقومن بمشاهدة العرائس والفتيات لجلب العريس لهم أو دلهم علي الفتاة المناسبة، ويقمن بوصف الفتيات للرجال الراغبين في خطبتهن.
وكان حمام على بك ايضا يستخدم فى علاج الكثير من الامراض مثل الهرش والحمى والروماتيزم وغيره من الامراض التى كانت منتشرة فى ذلك الوقت .
يؤدي مدخل حمام على بك الي ممر طويل ويعلو هذا الممر سقف خشبي مسطح يوجد بصدره نافذه صغيره مستطيلة ثم ينكسر الممر في زاوية قائمة وينتهي الي المسلخ ، وهو عبارة عن مساحة مربعة علي جوانبه مصاطب مرتفعة ليستريح عليها المستحمين ويلاحظ ان المصطبة التي في الجهة الغربية مخصصة "لمعلم الحمام" الذي يستقبل المستحمين اما المصاطب الثلاثة في الجوانب الثلاثة الأخرى فعلي كل منها حجاب خشبي ويعلو المصاطب سقف خشبي مسطح ويتوسط مساحة المسلخ فسقية مثمنة المسقط ويعلو الفسقية سقف خشبي متوسطة شخشيخة مثمنة الشكل أيضا وفي نهاية المصطبة التي يجلس عليها "معلم الحمام" يوجد سلم يصعد الي سطح الحمام يجاور هذه المصطبة فتحت باب تؤدي الي دهليز ويعلوه قبو تتخلله فتحات صغيره للتهوية والاضاءة وعلي يمين الداخل في الدهليز فتحة باب تؤدي الي المرحاض ثم ينتهي الدهليز البيت الاول.
و البيت الاول عبارة عن ايوان به مقعد مرتفع مربع وحوض من الرخام ويعلوه قبو به فتحات للتهوية والاضاءة ويوجد بهذه الغرفة باب صغير يؤدي الي بيت الحرارة ، والذى هو عبارة عن أربعة اواوين صغيرة يتوسطها فسقية مثمنة من الرخام تغطيها قبة تتخللها فتحات او ثقوب للإضاءة مغشاة بالزجاج الملون وبصدر كل ايوان مسطبة يتوسطها حوض .
ويضم بيت الحرارة عدة خلاوي حيث يحصر المغطس الأول والايوان الثاني خلوة ويكتنف المغطس الثاني خلوتان ويفتح في الضلع المحصور بين الايوان الثالث والرابع بابان يؤدي كل منهما الي خلوة وبينهما حوض رخامي صغير معلق وفي الضلع المحصور بين الايوان الرابع والأول بابان يؤدي احداهما الي خلوة والاخري هي الباب الذي يدخل منه الي بيت الحرارة.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
