تحولت المقابر الفرعونية في البر الغربي بمركز القرنة غرب الأقصر إلى "مستنقعات للصرف الصحي"، في العديد من المنازل التي بني عليها السكان قديما منذ عشرات السنين، ما ترتب عليها معاناة جديدة ولدت من رحم المقابر، وهي تعرض المنازل للإنهيار.
كان لمرور الزمن وتراكم الأتربة عليها عاملا كبيرا في إختفاء معالم المقابر التي سرقت محتوياتها قديما، وأقام عليها الأهالي مساكنهم، وحفر "بيارات" للصرف الصحي، بالإضافة إلى أن هناك آخرين قاموا بتوصيل مواسير الصرف إليها لتفرغ المياه بها، بدلًا من تحملهم نفقات بناء خزانات ودفع مبالغ مالية شهريًا لصرفها، فقد تحولت العديد من المقابر الأثرية المنبوشة إلى مستنقع مليء بالقاذورات.
ليس ذلك فقط، بل هناك خطر النبش، والذي جعل التراث الفرعوني أكثر عرضة للسرقة، من قِبل الباحثين عن الثراء السريع، وذلك عن طريق الحفر لمسافات طولية بعيدة المدى أسفل تلك المنازل دون دراسات، من أجل الوصول إلى تلك المقتنيات الأثرية وسرقتها، وبيعها في دول خارجية.
وعلى الرغم من تلك المساوئ التي تتعرض لها المقتنيات الفرعونية التاريخية بمدينة القرنة غرب الأقصر، وتجاهل وزارة الآثار لذلك، ليس عمدًا، وإنما لاحتياجها تمويلات مادية ضخمة، إلا أن هناك مأساة أخرى لا تقل خطورة عن تهالك وسرقة الآثار المصرية يشهدها أهالي البر الغربي، بتصدع العديد من المنازل وانهيار بعضها، فوق رؤوس سكانها، بعد اختلاط المياه بالطبقات الفاصلة بين المقابر المتواجدة أسفل الأرض على أعماق تتراوح من 4 إلى 7 أمتار، مما جعلها تتخلخل، وتصيب المساكن إما بالتصدع أو الانهيار التام، لذا يرى الأهالي ضرورة تكاتف جميع الجهات المعنية لانقاذهم قبل أن تحصد تلك الكارثة أرواح المئات من السكان.
والدليل على ذلك الحادثة التي شهدتها منطقة "صف البقر" بمدينة القرنة في عام 2014، لابتلاع الأرض منزل بعد تخلل الطبقة العازلة بين مقبرة اثرية والسطح، وأسفرت عن مصرع الزوجة التي كانت تعد الطعام لزوجها بداخل المطبخ و انقاذ الزوج الذي كان يتواجد في الدور العلوي للمسكن بذلك الوقت، ومصرع 4 آخرين بينهم سيدتين وطفلين، في 2008 بنجع المخزن.
وبعد ترميم المنزل بشهور قليلة بالتعويض الذي صرف لهم ويبلغ 10 آلاف جنيه، أصيبت والدة الزوج بكسر في قدمها لانهياره مرة أخرى، بالإضافة إلى أن العناية الإلهية أنقذت أرواح العديد من السكان التي انهارت مساكنهم، وما زال الكثيرون مهددون بالموت تحت أنقاض المنازل المتصدعة المهددة بالانهيار، في مناطق الطارف، والسوالم، و صف البقر، وعجورة، بمدينة القرنة غرب الأقصر، مطالبين مجلس الوزراء بضرورة التدخل لحل هذا الأمر بتهجيرهم من تلك المناطق التي تعرض حياتهم للخطر، بجانب تعرض ممتلكات الدولة من آثار فرعونية للسرقة أو الهلاك.