"لا يأس مع الحياة .. ولا حياة مع اليأس،" مقولة شهيرة سردها الراحل مصطفى كامل، ومازال مفعول هذه الكلمة موجود حتى اليوم، تلك المقولة تنطبق على، أحمد السيد النجار 30 سنة من محافظة كفر الشيخ، نموذج مشرف لكل شاب تعرض لكبوة وفشل في حياته العامة والخاصة، خرج للعمل منذ طفولته للإنفاق على أمه وشقيقته خاصة أن والده متزوج من أخريات ولديه أبناء كثيرين، توجه في سن الـ15 عامًا إلى ليبيا للعمل وظل هناك 5 سنوات، وقرر أن يظل في ليبيا بعد وفاة أمه وأبيه وزواج أخته، إلى أن قامت الثورة الليبية وتم أسره في مصراته، وعاد إلى مصر صفر اليدين، ليبدأ مرحلة جديدة من حياته في مصر.
عمل أحمد، في "النجارة"، حتى أصبح أحد أهم أشهر نجاري الموبيليات في محافظة كفر الشيخ، وتعرض لأزمات بعد ارتفاع أسعار الخشب، فقرر التوجه إلى محافظة جنوب سيناء للعمل بها، واستقر في مدينة دهب وبدأ رحلته للإبداع وسداد ما عليه من ديوان جراء ارتفاع أسعار الخشب.
قرر أحمد العمل في تجميل قطع الأشجار وتصنيعها وعمل نماذج فنية للفنادق السياحية والقرى والمنتجعات ومنازل الأهالي، من خلال ورشة صغيرة كانت في منطقة العصلة بدهب، وتحولت إلى مركز للفنون والإبداع، واستطاع خلال فترة بسيطة أن يلفت نظر أصحاب القرى السياحية، وأهالي المدينة وبدء رحلة الإبداع والفن للشاب العشريني.
يقول أحمد، إن محافظة جنوب سيناء من المحافظات الجاذبة للسكان، وفرص العمل بها متوفرة لمن يريد، مضيفًا: "حاولت أن أجد مجالًا جديدًا لا يوجد في المحافظة، وقررت العمل في مجال خشب الأشجار، بدأت في تأجير ورشة صغيرة والحمد لله، عملت مركب لواحد (نجارة بس) بخمسين ألف جنيه وبدأت أسدد الديون اللي عليا وجبت معدات جديدة".
وأضاف أنه يحصل على الأشجار من الجبل أو من الأهالي الذين يقومون بتقليم وقطع الأشجار، ثم يقوم بتنظيفها وتقطيعها إلى أجزاء صغيرة، وتحويل القطع إلى تحف فنية بعد نحتها ودهانها، موضحًا أن الزبائن تقبل على شراء هذه القطع المصنوعة من الخشب كديكور وللاستخدام أيضًا وأسعارها في متناول الجميع.
(برجولات خشبية ومراكب وأحواض وتابلوهات فنية) أهم منتجات أحمد، من عمليات تقطيع وتجميل الأشجار، بالإضافة إلى قطع خشبية للديكور عبارة عن آيات قرآنية وإشكال ورسومات متعددة حتى أطلق عليه الأهالي في دهب لقب مخترع الأشجار.
وقال إنه نقل ورشته بمدينة دهب واستقر في منطقة رأس شيطان في مدينة نويبع بأحد الكامبات لأن عمله يحتاج إلى مساحات، وسيقوم بعرض منتجاته على مواقع التسوق الالكتروني، وكل القرى والمنتجعات في جنوب سيناء إلى جانب وضع نماذج على الطريق الدولي طابا نويبع.
يأمل أحمد، في نهاية حديثة أن يتعلم الشباب هذه الحرفة خاصة أبناء وادي النيل لوجود أشجار كثيرة هناك غير مستغلة ويتم التخلص منها بطرق سيئة، وأن تعود صناعة الأشجار إلى سابق عهدها.