لم يتوقع سكان المريوطية أنهم سيستيقظون علي حادث بشع يهز المنطقة السكنية التي يوازيها الكوبري الدائري وتحديدًا على بُعد أمتار من فندق "سيج" الشهير، وكانت الصدمة القاتلة بوجود ملفتين حول ثلاث جثث ملفوفة بأكياس بلاستيكية موضوعة داخل سجاجيد مهترئة، لتتوقف قلوبهم من صعوبة المشهد، وفور "النبش" تبين أنهم أطفال صغار تتراوح أعمارهم ما بين 5 إلى 8 سنوات ملقون جثامينهم على جنبات الطريق بشارع الثلاثيني الجديد، الأمر الذي أثار دهشة المارة وسط حالة من الخوف والهلع التي سيطرت عليهم.
لحظات من الصمت عمت الأرجاء، مُلبدة بالحزن والدموع التي تنهمر فور دخول تلك المنطقة وعندما تمر من أمام شارع الثلاثيني تجد رجالًا وأطفالًا ونساء، يرددون كلمات لم تسمع من قبل، بدورها انتقلت "أهل مصر" إلى مسرح الجريمة، لكشف تفاصيل العثور على جثث أطفال المريوطية.
وقال أحد شهود احازم مغربي: "أنا كنت ماشي الصبح زي كل يوم عشان ألحق ميعاد الشغل شفت ناس بتبكي وتصرخ كانت الساعة 6 الصبح، ببص لقيت منظر بشع لأطفال مرمية في الشارع، ومتاخد أعضائها مقدرتش أمسك نفسي وبكيت وانهارت".
"جثث الأطفال من سن 3 وحتى 10 سنوات، موضحًا أن الجثث ملقاة في سواد الليل، وأنه شاهد الجثث أثناء عودته من العمل في الثامنة صباحًا، وأن المشهد كان مرعب للغاية وسط حالة من الخوف سيطرت على بعض المواطنين المتواجدين في المكان مضيفًا: "جثث الأطفال مش باين ليهم أثر عشان نعرف ملامحهم وشوهم متفحمة".
ويضيف الطفل محمد جمال، البالغ من العمر 15 سنة أنه كان يشتري طعامًا، وشاهد الجثث ملفوفة بسجاد قديم وأكياس سوداء تشبه أكياس الزبالة، مضيفًا أن المشهد كان مرعب للغاية وسط حالة من الخوف سيطرت على بعض المواطنين.
وتابع أن الجثث التي عُثر عليها كانوا لثلاثة أطفال مشوهة موضحًا: "مش باين إنهم مدبوحين، ده اللي ارتكب الجريمة البشعة دي مولع في الجثث"، ووجه الطفل نصائح للأسرة المصرية قائلًا: "خلوا بالكم على أطفالكم".
وقامت أم محمد، إحدى قاطنات المنطقة بالتصرف مثل جارتها، بعدما سمعت باكتشاف الواقعة والعثور علي جثث الأطفال الثلاثة، مؤكدة أن إحدى بناتها كادت منذ عدة أيام أن تتعرض لمحاولة خطف بعدما استوقفها شخص يرتدي النقاب، وطلب منها أن تعطيها هاتفها لتجري مكالمة، لكن الصوت الصادر كان يبدو أنه صوت رجل، ما دفع الفتاة لتجاهله والتوجه مباشرة لمنزلها.
وعبرت "أم شهد" عن خوفها على أبنائها، موضحًة أنها قررت اصطحابهم لرؤية الجثث، رغم صعوبة المشهد إلا أنهم سيتعلمون أنه لا أمان لأي شخص غريب.
اقرأ أيضا..ننشر أول صور للحظة العثور على جثث 3 أطفال مذبوحين بالمريوطية
_"ليسو مصريين"
أرجح مصدر أمني، مطلع على التحقيقات حول الواقعة، أن الجثث لأطفال ليسوا مصريين، مضيفًا أن العثور على فتحات في بطن الطفل الرضيع وطفل آخر كانت بسبب انفجار أجسامهم نتيجة التعفن، مضيفًا: أنه لا صحة لما يتردد بأن الجريمة وقعت بهدف سرقة أعضاء الأطفال، لأن أعضائهم كاملة داخل أجسامهم، وأن عملية القتل تمت عن طريق الخنق أو السم وهو ما ستكشفه التحاليل خلال الساعات القليلة المقبلة.
_"الطب الشرعي".. حروق واختناق
وكشف التقرير المبدئي للطب الشرعي حول حادث المريوطية، أن سبب وفاة الأطفال الثلاثة الذين عثرت الأجهزة الأمنية على جثثهم بجوار سور فيلا مهجورة بالمريوطية - الهرم، ناتج عن حروق واختناق بدخان، ولا توجد أى جروح أو مظاهر لسرقة الأعضاء البشرية.
وأوضح التقرير أن الأطفال الثلاثة أعمارهم عام ونصف، وعامين، وخمس أعوام ونصف، مضيفًا أنه جرى أخذ العينات اللازمة من الجثث لتحليلها.
وأشار التقرير إلى أن فريق الأطباء الشرعيين انتهى من التشريح، وثبت وصول ألسنة اللهب إلى أجساد الأطفال الثلاثة واختناقهم،
والسيناريو المتوقع أن الأطفال كانوا محتجزين داخل مكان ونشب حريق، مما أدى إلى وفاتهم متأثرين بالنار والدخان
اقرأ أيضا.. 5 قرارات عاجلة من النيابة في واقعة العثور على جثث 3 أطفال مذبوحين بالمريوطية
وكانت غرفة عمليات الجيزة قد تلقت بلاغًا من الأهالي بالعثور على 3 جثث ملقاة على رصيف الشارع بمنطقة المريوطية على مقربة من أحد الفنادق الشهيرة، وعلى الفور انتقلت القيادات الأمنية بالجيزة وتشير المعاينة الأولية إلى أن الضحايا الثلاثة مذبوحين، وتم نقل الجثث الثلاث إلى مشرحة المستشفى، وتشكيل فريق بحث لتحديد هوية الضحايا ومرتكبي الواقعة وإلقاء القبض عليهم.
اقرأ أيضا.. المعاينة الأولية تكشف مفاجآت في واقعة مذبحة "أطفال المريوطية"
وأمرت نيابة العمرانية، برئاسة المستشار أحمد عبد الفتاح، مدير النيابة، بالتحفظ على كاميرات المراقبة المتواجدة بالقرب من العثور على جثث الأطفال للتوصل لهوية الجناة، وكشفت المعاينة الأولية أن الجثث عثر عليها داخل أكياس سوداء، ومقطعة لأشلاء، وهم لثلاث أطفال، وفي حالة تعفن تام ومشوهة، ويرجح قتلهم منذ يومين على الأقل.