تحل اليوم ذكرى اندلاع ثورة 23 يوليو، وحرص المصريون على الاحتفال بالذكرى الـ66 لثورة يوليو، التي تعد أحد أهم صفحات تاريخ مصر المعاصر، وارتبطت ثورة 23يوليو بذكر مجموعة من الأبطال الذين كانوا نماذج مشرفة في التضحية والفناء من أجل رفعة الوطن، ويأتي على رأس هذه الأسماء البكباشي "يوسف صديق"، ابن قرية "زاوية المصلوب"، بمحافظة بني سويف، فهو واحد من قيادات الثورة الذي أنقذها من الفشل وحمى الضباط الأحرار من الإعدام شنقًا في ميدان عام.
اقرأ أيضًا مفاجأة.. سمير غانم أول من أدى kiki challenge تحدي كيكي في العالم (فيديو)
بدأ مشوار يوسف الصديق الوطني عندما زاره الضابط وحيد رمضان، الذي عرض عليه الانضمام للضباط الأحرار، وأطلعه على برامجهم، وقبل الموعد المحدد لقيام ثورة 23 يوليو بقليل تحرك البكباشي يوسف صديق مع مقدمة كتيبته مدافع الماكينة من العريش إلى المقر الجديد في معسكر هايكستب قرب مدينة العبور ومعه معاونه عبد المجيد شديد.
واجتمعت اللجنة القيادية للثورة، وقررت أن تكون ليلة 23 يوليو 1952 هي ليلة التحرك، وتحددت ساعة الصفر في الثانية عشرة مساءً، إلا أن جمال عبد الناصر عاد وعدل هذ الموعد إلى الواحدة صباحًا، وأبلغ جميع ضباط الحركة ماعدا يوسف صديق، وكان لهذا الخطأ البسيط على العكس أعظم الأثر في نجاح الثورة.
وما أن خرجت القوة من المعسكر، حتى فوجئت باللواء عبد الرحمن مكي قائد الفرقة يقترب من المعسكر، فاعتقتله القوة بأوامر من يوسف صديق، وتم اقتياده بصحبة طابور القوة بسيارته، وعند اقتراب القوة من مصر الجديدة، صادفت أيضًا الأميرالاي عبد الرءوف عابدين قائد ثاني الفرقة، فأمر يوسف صديق أيضًا باعتقاله، وأركبه إلى جانب اللواء المعتقل من قبل بنفس سيارة اللواء، وساروا مع القوة والمدافع موجهة عليهما من العربات الأخرى.
ولم تقف الاعتقالات عند هذا الحد، فقد فوجئ يوسف ببعض جنوده يلتفون حول رجلين تبين أنهما جمال عبد الناصر وعبد الحكيم عامر، وعندها حدث خلاف بينه وبين جمال عبد الناصر، حيث رأى جمال خطورة تحرك يوسف قبل الموعد المحدد ضمن الخطة الموضوعة سابقًا للثورة على أمن ضباط الحركة الأحرار وعلى إمكانية نجاح الثورة، لكن يوسف صرح له أنه لم يعد يستطيع العودة مرة ثانية دون إتمام الثورة وأنها قد بدأت بالفعل حينما قامت قوة يوسف بالقبض على قائده اللواء عبد الرحمن مكي ثم الأميرالاي عبد الرءوف عابدين قائده الثاني وقد حسم يوسف صديق الجدل بينه وبين جمال حينما أصر على مواصلة طريقه لاحتلال القيادة.
وبعد نجاح ثورة 23 يوليو استاء يوسف من قرارات المجلس الثوري ولم يجد أمامه سوى محبرته، فحارب القيادات بها وبدأ الصدام الحاد، وقام المجلس باعتقال هؤلاء الثائرين ومحاكمتهم، فاتصل يوسف بالبكباشي جمال عبد الناصر وأخبره أنه لا يمكن أن يبقى عضوًا في مجلس الثورة، فاستدعاه إلى القاهرة، ونصحنه بالسفر للعلاج في سويسرا في مارس1953.
وفي العام التالي وقعت أزمة فبراير ومارس عام1954، طالب يوسف صديق في مقالاته محمد نجيب بضرورة دعوة البرلمان المنحل ليمارس حقوقه الشرعية، وتأليف وزارة ائتلافية من قبل التيارات السياسية المختلفة من الوفد والإخوان المسلمين والاشتراكيين والشيوعيين، وعندها اعتقلته السلطات هو وأسرته، وأودع في السجن الحربي في أبريل ثم أفرج عنه في مايو 1955، وحددت إقامته بقريته بقية عمره إلى أن توفي في 31 مارس 1975.