يشهد مسجد الصالح طلائع الأثري حالة من الفوضى والإهمال، حيث انتشرت مياه الصرف الصحي والقمامة والطحالب فى الجزء الأسفل منه وتركت المكان برائحة كريهة وحالة يرثى لها لا تليق بالمبنى الأثري، كما تعرضت البوابات الحديدية بمسجد الصالح طلائع الأثري للسرقة ولم يتبقى سوى بوابة واحدة.
وعانى أهالي الدرب الأحمر من الرائحة الكريهة المنتشرة بسبب الشوارع الغارقة بمياه الصرف الصحي بالإضافة إلى القمامة المحاصرة المسجد، في حين أن صوفيا عبد الهادى، مدير عام آثار مناطق الدرب الأحمر والسيدة عائشة، اكتفت بالتعليق فقط دون أي تحرك من الأجهزة التنفيذية بالحي قائلة: "إن المياه تتسرب لمسجد الصالح طلائع، بسبب سوء شبكات المياه بالمنطقة، والمسئولة عنها الحي.
جدير بالذكر أن جامع الصالح طلائع الأثري، بمنطقة الدرب الأحمر بالقاهرة، هو آخر ما بناه الفاطميون فى القاهرة "555 هـ ــ 1160م"، قبل سقوط الدولة الفاطمية بـ 11 عامًا، وأمر بإنشائه الوزير الصالح طلائع بن رزيك، والذى كان وزيرًا للخليفة الفاطمي الفائز، ثم للخليفة العاضد من بعده.
وأمر "ابن رزيك" ببناء المسجد ليدفن فيه رأس الإمام الحسين لكن الخليفة الفاطمي الفائز لم يمكنه من ذلك، حيث أشار عليه خواصه بأن رأس الإمام الشهيد جد الفاطميين يجب أن تكون في القصر، فأعّد له الفائز مشهدا خاصا داخل باب الديلم أحد أبواب القصر الفاطمى.
جامع الصالح طلائع إحدى المساجد الكبيرة، وتبلغ مساحته 1522 مترا، ويطلق عليه الجامع المعلق، نظرًا لأنه كان يرتفع عند بنائه 4 متر عن مستوى الشارع الأرض، وللمسجد 4 وجهات مبنية بالحجر والوجهة الغربية أهم وجهات الجامع وبها الباب العمومي أمامه رواق محمول على 4 أعمدة من الرخام تحمل عقودًا مزخرفة عليها أفاريز من كتابات قرآنية بالخط الكوفى المزهر.