في أحد أزقة ميدان سوق اللبن بمدينة المحلة الكبرى، يقع ذلك الدكان الصغير، الذي لا يتجاوز الأربعة أمتار وبداخله حجر حدادي يدور على موتور، وبجانبه حجر من مادة الجرانيت، يقف بينها شاب ثلاثيني، تظهر على ملامحه الإرهاق بفعل الحرارة من جانب والشرر المنبعث من حجر الجرانيت من جانب آخر، بينما يتكدس الزبائن خارج المكان.
بدأ "محمد السنان" كلماته قائلاً: المحل من أقدم محال سن السكاكين في الغربية، اعتدت أنا وأبى قديماً أن نبحث عن الزبائن، فنحمل الحجر على ظهورنا ونتجول فى شوارع المدينة القديمة، نسن كافة أنواع السكاكين، بداية من سكين المطبخ والبلطة ومقصات الخياطين، أما في فترة الأعياد نبدأ في فتح المحل، يتوافد علينا الجزارين والسلاخين من قرى المحلة وأغوارها لسن عدة الذبح.
يضيف "السنان": تنقسم عملية السن لثلاثة مراحل، الأولى هي تمريرها على الحجر الحدادي ذلك لفرد الأجزاء المطرمة منها، وبعدها تغمس السكين في الماء، كي لا تحرق يدي أثناء الاحتكاك، وتبدأ دورتها على الحجر "القرص الحجري" وإدارته، وتلك العملية "احتكاك القرص والسكين" ينتج عنها شرارات من النار، فلابد من الحذر، أما المرحلة النهائية هي مرحلة "الشطف" وتتمثل في تمرير السكين على قطعة من المعدن المصقول لإزالة أي قشور أو رايش عالق بالسكين.
تبدأ أسعار سن السكاكين وفق "محمد" من 10 جنيهات لسكاكين المطبخ والتشفية أما "الكزلك الصغير" يسن بـ 8 جنيهات، و"سكين الشط والسكين البرازيلى والبرازيلي أبو أوره" فتكلفتهم 25 جنيهًا، أما الساطور 35 جنيهًا، يضيف: "الموسم لا يدوم فاضطررت لمحاولة زيادة دخلي بجلب بعض مستحضرات الشعر والتجميل وخاصة أن فى الأيام العادية معظم الزبائن من السيدات، ولكن على الرغم من ذلك أعشق مهنة أبى وأجدادي".