يعد الاتجار بالبشر أبشع جريمة ارتكبها الإنسان على الأرض، وذلك لأن الإنسان يتحول لجلاد لأخيه الإنسان، وتصبح النفس البشرية مجرد سلعة تباع وتشترى بالمال كغيرها من المنتجات، وانتشرت تجارة الرقيق بشكل كبير في العصور الغابرة فكلما رجعنا بالزمن للوراء كلما وجدنا تجارة الرقيق منتشرة بشكل كبير.
اقرأ أيضًا.. بسبب عقدة نفسية من أهله.. طفل يهرب من بلده بعد قتله "بطة جدته"
وكانت تجارة الرقيق في العصور الحديثة إبان عصر النهضة بأوروبا واكتشاف الأمريكيتين أكثر وحشية وقسوة من الماضي، فكان العالم المتمدن في هذا الوقت يحتاج القوة البشرية بشكل كبير لأنها تعتبر عماد الصناعة وتظطور المجتمع بصفة عامة، ونظرًا لغلاء أسعار القوة البشرية وندرتها فكانوا يلجأون إلى الأتجار بالبشر لتحقيق رغباتهم.
ووجدت الدول الأوروبية وعلى رأسهم البرتغال وانجلترا ضالتهم المنشودة في الدول الفقيرة كالموجودة بجنوب إفريقية وآسيا، ومن هنا بدأت عملية اصطياد الرقيق.
كان هؤلاء يتعاملون مع العبيد على أنهم حيوانات ولذلك نصبوا لهم الفخاخ في الأرض وعند اصطيادهم كانوا يقيدونهم بسلاسل حديدية ثقيلة ويجعلوهم سيرون في طابور إلى الشواطئ حيث السفن التي تقلهم إلى العالم الجديد، وراح جراء هذه العملية عدد كبير من أرواح هؤلاء الأبرياء.
وبعد الوصول للشاطئ كانوا يضعون هؤلاء الرقيق في سفن مكونة من عدة أرفف لحمل البضائع، وكانوا يجلسون بشكل غير آدمي، فهذه الأماكن لم تكن مؤهلة لإقامة البشر، وكان العبيد يجلسون في السفينة بهذا الوضع لمدة أيام دون طعام أو شراب، فقد بلغ بهم الشقاء لأنهم كانوا يقضون حاجتهم في أماكنهم، وكان هذا هو السبب الرئيسي لانتشار الأمراض.
كانت رحلة نقل الرقيق تسمى "مثلث النار والموت"، وذلك لأن السفن كانت تخرج من موانئ أوروبا لإفريقيا لتحمل بالرقيق ثم تذهب للأمريكاتين لتفرغ الرقيق وتحصل في المقابل على بضائع ثم تعود مرة أخرى إلى بلادها، فإذا نظرنا للخريطة نجد أن هذه الرحلة تشبه المثلث.