عزل ترامب أصبحت تلك القضية الأكثر تداولًا بعد تطرق الرئيس الأميركي نفسه إلى القضية، حيث انشغلت وسائل الإعلام الأمريكية في البحث باحتمال بدء إجراءات عزل ترامب ، وذلك بعد 24 ساعة من توجيه تهم ثقيلة لمدير حملة ترامب الانتخابية السابق بول مانافورت، واعتراف محاميه أيضاً مايكل كوهين بانتهاك قانون تمويل الحملات الانتخابية بطلب من موكله مما دعى دونالد ترامب للخروج بتصريحات اعتبرها البعض تهديدا مستفزا وعبروا عن ذلك بقولهم "ترامب خلاص اتجنن"
بعد الضجة التي أُثيرت حول إمكانية عزل ترامب ، خرج الرئيس الأمريكي نفسه بمجموعة تغريدات اعتبر فيها أن محاميه السابق كوهين) لجأ لـ "اختلاق قصص" بهدف الحصول على صفقة لتخفيف التهم الموجهة إليه. في المقابل، أشاد ترامب بمدير حملته السابق مانافورت الذي لم يتعاون مع المحققين الفيدراليين، ووصفه بـ "الرجل الشجاع جداً".
عزل ترامب... ومطاردة ساحرات
لم تغفل الصحف العالمية قرار ترامب اليوم الرئيس الأمريكي، فقد قالت صحيفة "الشرق الأوسط" إن ترامب قلل من أهمية التهم الموجهة لكوهين بانتهاك قانون التمويل الانتخابي واعتبر أنها "ليست جرائم"، كما كرر أن التحقيق الذي يقوده المدعي الخاص روبرت مولر حول تدخل روسيا في حملة الانتخابات الأميركية ليس سوى "مطاردة ساحرات"، وفق قوله.
وتضيف الصحيفة أنه وعلى الرغم من أهمية التطورات القضائية الأخيرة والاهتمام البالغ بها في أروقة الكونغرس، فإن تأثيرها الفعلي على رئاسة "ترامب" يبقى محدوداً حتى الآن، كما أن احتمال إقناع المشرعين بعزله غير متوقع.
وأشارت إلى احتمال تغير ذلك إن كشف (كوهين)، الذي عبر عن استعداده للتعاون مع تحقيق (مولر)، عن حقائق جديدة وقابلة للتحقق حول تواطؤ محتمل لحملة الرئيس مع روسيا.
كيف يمكن عزل ترامب
يرى مدير برنامج الولايات المتحدة والقارة الأميركية في معهد "تشاتهام هاوس" جاكوب باراكيلاس أن هناك طريقتين فقط لعزل الرئيس، وفرص نجاح كلتيهما متدنية للغاية. الأولى تمر عبر إطلاق عملية عزل الرئيس في الكونغرس الأميركي، وهو ما لم يلق صدى كبيرا بين الديمقراطيين حتى الآن، فيما يرفض الجمهوريون الفكرة تماما في الوقت الراهن. وفي حال نجح الديمقراطيون في استعادة مجلس النواب بعد الانتخابات النصفية في نوفمبر، وبرزت قضايا جديدة تورّط الرئيس، قد يرضخ الديمقراطيون للضغوط السياسية ويطلقون إجراءات العزل التي تتطلب المصادقة عليها موافقة غالبية النواب، أي (50 +1).
بعد المصادقة عليها، يمر مشروع قرار العزل إلى مجلس الشيوخ، حيث تتطلب المصادقة غالبية الثلثين، وهو ما يستبعد حصوله حتى إن نجح الديمقراطيون في السيطرة على المجلس بعد التجديد النصفي، إذ إنهم سيحتاجون إلى 17 سيناتورا جمهوريا على الأقل.
وأضاف باراكيلاس أن هذا النوع من الإجراءات وشعبيتها يعتمد إلى حد كبير على الجو السياسي الطاغي في البلد، وذكّر بالفرق بين إجراءات عزل الرئيسين نيكسون وكلينتون.
ففي حال الأول، قرر "نيكسون" الانسحاب لإدراكه انقلاب غالبية نواب حزبه ضده، أما "كلينتون" فقرر مواجهة الكونغرس ونجح في ذلك عزله مجلس النواب، لكن مجلس الشيوخ رفض عزله.
ترامب والقدس
لم تكن التصريحات الأخيرة لرئيس الولايات المتحدة الامريكية بشأن عزله هي الوحيدة، فلطالما كانت ترامب والقدس متلازمة في رأس القضية الفلسطينية، ففي الساعات الأخيرة أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن إسرائيل مطالبة بدفع "ثمن كبير" في مفاوضات السلام مع الفلسطينيين، مقابل قرار واشنطن نقل سفارتها إلى القدس.
وخلال خطابه أمام تجمع لأنصاره في ولاية فيرجينيا الأمريكية وصف ترامب قراره المتعلق بالقدس بأنه "شيء جيد كان يجب فعله إذا كان للسلام مع الفلسطينيين أن يتحقق في يوم ما".