يعد "هضبة الجلالة" أحد مشروعات التنمية فى سيناء التي أعلن عنها الرئيس عبد الفتاح السيسى ذات طبيعة خاصة، لما يحمله من أهمية اقتصادية واستراتيجية.
وترجع أهميته الاقتصادية إلى أنه رغم تكلفته التي تبلغ الملايين إلا أنه سيساهم كثيرا في إدارار المليارات، وتوفير العملة الصعبة وتنشيط السياحة.
بينما تتمثل أهميته الاستراتيجية باعتباره أحد مشروعات تعمير سيناء وهو ما يعد أحد خطوط الدفاع ضد أي عدائيات على الحدود الشمال الشرقي المصرى.
وستصبح "منطقة جبل الجلالة" شرم شيخ جديدة قريبة من العاصمة، لما ستحمله كمنطقة سياحية على الطراز الأوروبى بجلباب مصرى وهو ما يجعلها منطقة جاذبة للسياحة.
"أهل مصر" رصد طبيعة عمل ما يزيد عن 53 شركة بمنطقة "هضبة الجلالة" حيث يجرى العمل فيها ليلا ونهارا على قدم وساق، حتى فى رمضان، وقد حظيت بزيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى بالعديد من المرات.
مشروع "هضبة الجلالة " ليس فقط مشروعا سياحيا بل أيضا هو مدينة متكاملة تضم مدينة سكانية وجامعة تحمل اسم الملك عبد الله،فضلا عن طريق العين السخنة – الزعفرانة الذي سيوفر الوقت على المواطنين.
وأكد كامل الوزير رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة أن مشروع طريق اللعين السخنة - الزعفرانة، الذى يشق جبل الجلالة جزء من مشروع طريق مصر – أفريقيا، ويبدأ من بورسعيد ويقطع طريق السويس والعين السخنة فى منطقة وادى حجول، ويتجه جنوبا حتى يصل إلى الكيلو متر 10 فى محافظة بنى سويف عند طريق بنى سويف الزعفرانة، ويتم الآن تنفيذ هذا الطريق بطول 82 كيلو متر، بالإضافة إلى عدد من الوصلات مع الطريق الساحلى، مثل وصلة منطقة "رأس أبو الدرج"، بطول 17 كيلو متر، التى يقام فيها منتجع سياحى عالمى على جبل الجلالة، بالإضافة إلى وصلة وداى ملحة بطول 13 كيلو مترا، للربط بين الطريق الساحلى والطريق الرئيسى، لافتا إلى أنه سيتم إغلاق الطريق الساحلى خلال الفترة المقبلة، وتحويله إلى طريق داخلى بين القرى السياحية، نظرا لكثرة الحوادث عليه.
وأوضح اللواء كامل الوزير على هامش زيارة لمنطقة جبل الجلالة على خليج السويس أن طريق العين السخنة الزعفرانة سيكون اتجاهين، بعدد 3 حارات مرورية فى كل اتجاه، وسوف يتفادى كل سلبيات طريق التحرك من السخنة إلى الزعفرانة على الطريق الساحلى، وسيكون له دور كبير جدا فى خدمة التنمية والمنشآت السياحية والتجارية.
وأشار الوزير إلى أن الأهمية الثانية لطريق العين السخنة - الزعفرانة، هى الربط مع محور 30 يونيو لتسهيل حركة التجارة بين مصر وكل دول قارة إفريقيا، وكذلك ربط المشروعات الزراعية والسياحية والمناطق الصناعية والموانىء والمناطق السكنية الجديدة المنتظر تأسيسها فى تلك المنطقة الواعدة.
وأضاف الوزير: "المهمة الثالثة للطريق هى مروره بمنطقة المحاجر، التى يوجد بها جميع أنواع الخامات الهامة، مثل الرخام، وخام "الكولينا" و"الطفلة" و"رمل الزجاج" بالإضافة إلى مناجم وخيرات كثيرة جدا، وسوف يساهم الطريق فى دعم عمليات استخراج وتصنيع تلك المواد، دون الحاجة إلى عمل مدقات وعرة أو طرق غير ممهدة تكثر فيها المشكلات والحوادث.
واستطرد الوزير: "المهمة الرابعة والرئيسية لطريق العين السخنة – الزعفرانة هى التنمية الصناعية، خاصة بعدما تم التخطيط من قبل جهاز مشروعات الخدمة الوطنية لإنشاء مصنع عملاق للأسمدة الفوسفاتية ومشتقاتها، بطاقة إنتاجية تصل إلى مليون طن فى العام، وسيكون له موقع مميز ونفق تحت الطريق الرئيسى لخدمة حركة النقل وعملية الإنتاج، بالإضافة إلى تصميم المصنع بتقنيات حديثة تقلل من استهلاك الغاز، وقد تم التنسيق مع وزارة الكهرباء على توفير الطاقة اللازمة لتشغيل هذا المشروع العملاق، وكذلك سيتم عمل محطة تحلية لمياه البحر لخدمة المشروع، الذى يتم بالتعاون مع شركات عالمية.
وقال اللواء الوزير إن أكثر من 53 شركة مدنية وطنية تعمل مع القوات المسلحة فى مشروع هضبة الجلالة، منهم 40 شركة مصرية فى مجال الطرق و5 فى مجال الانشاءات والأعمال الصناعية والكبارى والأنفاق والبرابخ ومحطات الوقود وبوابات الرسوم، إلى جانب 8 شركات تعمل فى منطقة رأس ابوالدرج فى المنتجع السياحى المطل على خليج السويس، بإجمالى عدد عمال يصل إلى 15 ألف عامل وفنى ومهندس، تحت إشراف ومتابعة الهيئة الهندسية للقوات المسلحة.
وذكر رئيس أركان الهيئة الهندسية أنه تم الانتهاء أكثر من 20 كيلو متر تقريبا من الطريق أعلى هضبة الجلالة، بالإضافة إلى أكثر من 65 كيلو متر تم الانتهاء منها مابين قطع ونسف فى الصخور شديدة الصلابة، إلى جانب أعمال الحماية والتدبيش.
وأوضح اللواء الوزير أن المشروع تم بدء العمل فيه منذ شهر يونيو 2014، وقد تم نقل المعدات الثقيلة التى تتولى تفتيت الصخور فوق جبل الجلالة، من أجل شق الطريق، الذى سيكون بوابة للتنمية الحقيقية فى خليج السويس، وشريان أمل جديد للأجيال المقبلة.
وأكد الوزير أنه يتم توفير 750 ألف لتر وقود يوميا لخدمة المعدات الثقيلة التى تعمل فى منطقة جبل الجلالة، بالتعاون مع جهاز مشروعات الخدمةالوطنية، حتى يتم تسيير العمل بشكل مرن دون توقف على مدار 24 ساعة، وكذلك نعمل على إدخال الخامات المصرية فى المشروعات حتى نقلل التكلفة، ونوفر "كسارات" لتفتيت الصخور ومعاونة الشركات المدنية، بالإضافة إلى دعم تلك الشركات بتوفير المعدات الهندسية لها لدعم قدرتها على العمل.
وأكد اللواء الوزير أن السرعة فى تنفيذ المشروعات التنموية الجديدة لاتعنى تراجع مستويات الجودة، فهى الأساس فى كل المشروعات التى يتم تنفيذها، موضحا أن المثلث الذهبى الذى تعمل وفقه القوات المسلحة هو الوقت والتكلفة والجودة، بحيث يتم إنجاز العمل فى أسرع وقت وبأقل تكلفة وأعلى معدلات الجودة والمعايير القياسية العالمية.
وأوضح الوزير أن درجة الميل فى طريق العين السخنة الزعفرانة 3% حتى لا يشعر المسافر بأى معوقات أو صعوبة، أو مشقة نتيجة ارتفاع الطريق الذى يمر بين الجبال، بالإضافة إلى وجود سدود توجيه وإعاقة ومخرات سيول على جانبى الطريق حتى تنقل مياه السيل الزائدة من اتجاه الجبل إلى البحر، لافتا إلى أنه تم عمل مخرات وبرابخ للاستفادة من مياه السيول فى المشروعات الصناعية والزراعية، وقد تم التعاون مع جامعة عين شمس لإنشاء بربخ صندوق 2 عين خرسانى، نظرا لخبراتهم الكبيرة فى هذا المجال.
وحول فرص العمل المتوفرة خلال الوقت الراهن فى مشروع هضبة الجلالة أكد اللواء الوزير أن كل من يرغب فى العمل بالمشروع عليه الحضور إلى مواقع العمل، والضباط الموجودون لديهم تعليمات بتشغيل كل من لديه حرفة، سائق أو سباك أو نجار أو حداد، أو من يرغب فى العمل بالتدبيش أو أعمال الردم سواق جريدر قائلا:"سواق الجريدر بياخد 12 ألف جنيه فى الشهر، وكل اللى معاه حرفة ييجى يشتغل، انما اللى عاوز يشتغل أمن أو يقعد على جهاز كمبيوتر مالوش مكان".
وبيّن اللواء كامل الوزير أنه تتم عمليات نسف حذر للصخور حتى لا يتم إهدار الجبل أو التأثير على البيئة الجيولوجية للمكان، ثم يتم الاستفادة من الصخور التى تم نسفها فى أعمال الردم، خاصة وأن هناك نحو 120 مليون متر مكعب، أعمال حفر وردم، من خلال مواد محجرية عالية الجودة نبنى بها جسم ترابى للطريق.
وحول عمليات التأمين للمشروع والعمال والمعدات أكد اللواء كامل الوزير أن كل شركة عاملة فى المشروع توفر لعمالها ومعداتها التأمين اللازم طوال فترة العمل وكذلك مسئولة عن الإعاشة وتوفير الطعام والشراب والمسكن لهم، بالإضافة إلى أن الموقع مؤمن بالكامل من جانب رجال القوات المسلحة على مدار 24 ساعة بكافة وسائل التأمين الممكنة، قائلا: "نحن نبنى ونعمر، وكل اللى بيشوفونا لازم يعمروا معانا، مش يعملوا أعمال عدائية، نحن نخدم بلدنا ولسنا ضد أحد".
وقال اللواء كامل الوزير: "إحنا بنتحدى التحدى، ولو فيه تحدى بصعوبة الجبل فأنا عندى معدات بتشق الجبل، من خلال كتائب النسف والتدمير بسلاح المهندسين، لو فيه تحدى مرتبط بالوقت فنحن نعمل على تزويد الشركات بالمعدات الهندسية لزيادة معدلات الإنجاز، لو أن هناك تحدى فى التكلفة المالية، فنحن نحاول استغلال الخامات المصرية لتقليل التكلفة".
وقال اللواء الوزير إن أصعب جزء فى مشروع جبل الجلالة هو أعمال النسف والتدمير التى تتم لقطع الطريق، حيث يتم نسف ارتفاعات كبيرة جدا 230 مترا، ما يعادل عمارة 70 أو 80 دورا، إلا أن رجال المهنددسين العسكريين لهم خبرات واسعة فى هذا المجال، وقادرون على قهر الصخور وتفتيتها لكشف مسار الطريق.
وحول منتجع الجلالة السياحى أكد اللواء كامل الوزير أنه على مساحة 1000 فدان، وسو يتم إنشاء فندقين به، أحدهم جبلى وآخر ساحلى، الجبلى يضم 300 غرفة و40 شاليها، بينما الساحلى يضم 300 غرفة أيضا و60 شاليها، إلى جانب غرف وأجنحة مختلفة المستويات ومول متطور وسيتم ربطه بطريق 17 كيلو متر وتليفريك تصممه وتشرف عليه شركة فرنسية، ويتم تنفيذه بسواعد شركة مصرية، بالإضافة إلى مدينة ألعاب مائية ومارينا لليخوت.
وأشار اللواء الوزير إلى أنه تم البدء فى مشروع المنتجع السياحى منذ شهر أكتوبر 2015، وسوف يتم الانتهاء منه قريبا، عدا الفندق الجبلى، ومارينا اليخوت، الذى تم الانتهاء من التصميم الخاص به، جارى عرض أفضل الاسعار لتنفيذه، موضحا أن المنتجع بالكامل ينتهى أول يوليو 2017.
وأوضح الوزير أن هناك محطة تحلية بطاقة 150 ألف متر مكعب لخدمة المنتجع السياحى ومدينة الجلالة العالمية ستكون جنوب المنتجع مباشرة، بالإضافة إلى توفير الكهرباء اللازمة للمشروع، مؤكدا أن كافة المرافق الخاصة بالمشروع جاهزة، والمدنية العالمية أعلى هضبة الجلالة مساحتها 17ألف فدان قابلة للزيادة.
وحول جامعة الملك عبد الله أكد اللواء الوزير أن الجامعة ستعمل وفق أحدث النظم العلمية والوسائل الحديثة وستضم كليات متطورة يحتاج إليها المجتمع المصرى فى تخصصات غير نمطية، وغير موجودة فى الجامعات العادية، لن يكون فيها كليات مثل التجارة والحقوق، ولكن سيكون بها كليات للزراعات الحديثة، وتكنولوجيا توليد الطاقة الشمسية والرياح وكليات التعدين، بالإضافة إلى كلية للطب وستكون الجامعة على مساحة 100 فدان.