يبدو أن الإرهابي عمر متين لازالت تحمل حياته الكثير والكثير من الخبايا والأسرار التي تطفو على السطح يوما بعد الآخر لتفصح عن تفاصيل هامة في حياته التي كونت شخصيته الإرهابية.
من جانبها أكدت صحيفة "دايلي بيست" الأمريكية" أن عائلة "متين" هي من كونت الإرهابي حيث اتهمت والدته بالعنف المنزلي، ضد زوجها، ويصف مراقبون حالتها بالبارانويا(انفصام الشخصية)، بينما كان والده من مؤيدي تنظيم طالبان الأفغاني، وبناءً عليه، قضى والداه سنوات بين ردهات المحاكم.
كما حصلت الصحيفة على سجلات المدرسة التي تردد عليها متين وتأكد أنه واجه صعوبات في الدراسة، كما مارس أفعالًا عنيفة ضد العديد من زملائه في المدرسة، ووصفه أحد معلميه بأنه "يفتقر للشعور بالندم"، كما واجه الطرد من المدرسة عدة مرات، على خلفية العنف الذي لازمه.
وتشير تقارير رسمية إلى أن والدي متين كان يعانيان مشاكل زوجية عديدة، ففي 2002، عندما كان عمر في الـ 16 من العمر، احتجزت الشرطة والدته، شاهلا، بتهمة ضرب زوجها، حيث كانا يتشاجران بينما نام عمر، وعندنا توجه الزوج، صدّيق، للنوم، بدأت شاهلا بسبه، ثم جرته من شعره وقرصته بقوة لدرجة أنها تركت علامة حمراء واضحة على يده للشرطة.
وخلال التحقيقات، ذكر صدَيق أيضًا أن زوجته هددته بأن تؤذيه في المستقبل، كما سبق وأن ضربته قبل تلك الواقعة.
ورغم أن صديق دفع كفالة زوجته، ولم تسجل وقائع مماثلة بين الزوجين فيما بعد، إلا أن لهذه الحادثة صداها، حيث اتهمت طليقة عمر متين، بعد تنفيذه العملية الإرهابية في أورلاندو، بأنه كان يضربها، ويمنعها من مغادرة المنزل في بعض الأحيان.
كما تشير التقارير إلى أن اسمي شاهلا وصديق وردا في أكثر من 8 قضايا مدنية في مقاطعتي سانت لويس ومارتين، منذ 1994، في قضايا تتعلق بالدَّيْن والادعاء على آخرين.
كما أشارت الصحيفة الي أن "صديق" أنشأ مؤسسة غير ربحية، حيث كان يظهر في سلسلة فيديوهات تسجيلية على يوتيوب، متحدثًا عن الخلافات بين الحدود الأفغانية الباكستانية، وداعيًا للسلام بين الاثنين، إلا أنه كان يدافع عن طالبان أحيانًا، ويدين أفعالها أحيانًا أخرى.
ومؤخرًا، اتخذت فيديوهات صديق متين طابعًا غريبًا بعض الشيء، حيث نصب نفسه رئيسًا لأفغانستان، ووضع صورًا وأسماءً لأشخاص يفترض أنه "عيّنهم" على رأس الوزارات المختلفة في البلاد، على صفحته على فيس بوك، ونشر صورًا لنفسه مرتديًا ثيابًا عسكرية في حين يؤدي التحية العسكرية للكاميرا. ومع هذا، تؤكد "دايلي بيست" إلى أنه لم يكن هناك ما يشير إلى أن صدّيق أصولي متدين، حيث كان خطابه أفغانيًا قوميًا، ولا يوجد ما له صلة بالدين، أو ما يدين المثليين أو غيرهم.
كما اكدت تقاير أمريكية "صديق" مؤيد قوي لحركة طالبان الأفغانية من خلال مواقفه السياسية المعلنة.
وأشارت إلى أن صديق متين يقدم برنامجًا استعراضيًا باسم (دوراند جيرغا ـ Durand Jirga) على قناة (بيام أفغان)، التي تبث من فلوريدا وكاليفورنيا، كما نشر عشرات من أشرطة الفيديو تحت اسمه على موقع يوتيوب حيث يتحدث عن مجموعة من الموضوعات السياسية في لغة (الداري).
وفي آخر فيديو بثه صديق متين على قناة (يوتيوب) أعلن ترشحه للرئاسة الأفغانية، ويعود تاريخه إلى 24 مايو 2015.
وفي الفيديو، يبدو غير متماسك في بعض الأحيان يبدل لغته من الباشتو، وهي لغة قبائل (البشتون) ولغة الداري، فضلًا عن عدم التركيز والقفز بين الموضوعات بطريقة غير منتظمة.
ومن بين ما نشره والد إرهابي اورلاندو مشاركات تشمل موضوعات مثل "صعود الشعب الأفغاني ضد باكستان" و"الاستخبارات والجيش في باكستان هما العدو الحقيقي للولايات المتحدة الأميركية (كذا)".
وفي أحد أشرطة الفيديو، يقف الأب متين ويحمل لافتة تقول: "المخابرات الباكستانية العسكرية دمرت 14 عامًا من انجازات الولايات المتحدة في افغانستان تعمل في أفغانستان، اقطعوا المساعدات عن القتلة".
وفي فيديو آخر، ظهر صديق متين وهو يقول أمام الكاميرا: "إخواننا في وزيرستان، إخواننا المقاتلون في حركة طالبان وحركة طالبان الأفغانية الوطنية صامدون ومعنوياتهم عالية"، ويضيف: "إن شاء الله سوف يتم حل القضية خط دوراند قريبًا"، وفقا لترجمة صحيفة (واشنطن بوست).
يذكر أن خط دوراند هو خط الحدود البرية الأفغانية ـ الپاكستانية ويمتد بطول 2640 كلم، ولا تزال أجزاء منه غير مرسمة بصورة نهائية أو متداخلة. والتسمية جاءت نسبة إلى وزير الخارجية البريطاني لشؤون الهند أواخر القرن الـ19 هنري مورتيمر دوراند.
وكان صديق متين نشر شريط فيديو لنفسه في زي الميدان للجيش الأفغاني ليظهر نفسه كـ"رئيس مقبل للبلاد"، وبدا وهو يصدر أوامره باعتقال عدد من الشخصيات الأفغانية البارزة. ويضيف: "أنا أصدر أوامري للجيش الوطني والشرطة الوطنية ودائرة المخابرات لاعتقال الرئيس السابق حامد كرزاي والرئيس الحالي أشرف غاني، وزلماي خليل زاد (الدبلوماسي الأميركي من أصل أفغاني) وعبدالرسول سياف على الفور لأنهم ضد مواطنينا وضد بلدنا".
وتشير شبكة "سي إن إن" الأمريكية عن مصدر في التحقيق أن منفذ الهجوم الإرهابي عمر متين تبادل رسائل نصية قصيرة مع زوجته أثناء قيامه بإطلاق النار على الموجودين داخل النادي والذي أدى إلى مقتل أكثر من 50 شخصًا وإصابة العشرات.