تشتهر قرية فانوس التابعة لمركز طامية بمحافظة الفيوم، بانتشار مزارع البلح بها، حيث تضم ما يقرب من 50 ألف نخلة، تنتج 5 أنواع من البلح هي السمان والحياني والسيوي والزغلول والأمهات.
قال أحمد عبد الرحمن كامل، أحد العاملين بحصاد ثمار البلح، إنه تعلم طلوع النخل وتقليمه، منذ كان عمره 10 أعوام من والده، وأنه احترف طلوع النخيل، موضحا أن هذه الأيام هي الموسم الذي يعمل فيه ويحصد فيه ثمار تعبه التي تكفيه طوال العام، موضحا أنه يعمل في جمع "عراجين" البلح من على النخيل، كما أنه يقوم على مدار العام بتقليم النخيل، بالإضافة إلى وضع حبوب اللقاح بين الكيزان المؤنثة في شهر مارس من كل عام.
وأضاف في تصريح لـ"أهل مصر" أن حصاد البلح ينطلق في منتصف أغسطس وحتى بداية أكتوبر من كل عام، وأنهم يعملون طوال العام على رعاية النخيل كي يكون المحصول جيد في نهاية العام، فيبدأون بتقليم النخيل بشكل جيد، دون التقليم الجائر كي لا يضر النخيل، ثم يعطون النخيل الأدوية اللازمة لمكافحة دودة ثمار البلح، ودودة نواة البلح، وسوسة النخيل، وفي شهر مارس يبدأ النخيل بطرح الكيزان ويتم تلقيح الكيزان المؤنثة بالمذكرة من خلال شخص مدرب جيدًا على هذه العملية كي يتم تلقيح كافة الكيزان المؤنثة، لأنّ الكيزان التي لا تلقح لا تُنتج ثمار البلح.
وأشار إلى أنه بعد ذلك ينمو البلح وتدخل في مرحلة "الرامخ" ثم يبدأ بالنمو ويصبح جاهزا للحصاد في منتصف أغسطس، وذلك يكون في أنواع البلح الجافة مثل الزغلول والسمان، أما البلح السيوي فيتم حصاده بدءا من سبتمبر وحتى أكتوبر، ثم يتم تجفيفه تمهيدا لتصديره للخارج، أوتعبئته وبيعه للمواطنين.
وكشف أنه يتم ربط نخيل البلح السيوي داخل أجولة كي لا تلتهمه الحشرات، ولأنه عندما يصبح رطبا يسقط من على النخل بسهولة فبدلا من أن يسقط على الأرض يسقط داخل الأجولة ويأتي العامل ويفرغ الأجولة على المناشر ثم يعيدها إلى النخيل مرة أخرى.
وكشف أن النخيل مصدر رزق للكثيرين ليس فقط صاحب الأرض، فصاحب الأرض يجني أرباح بيع البلح، ومن يقلم النخيل يحصل على ربح كما أنه يأخذ الجريد الزائد فيبيع الجريد لصناع الأقفاص، ويبيع السعف لصناع الخوص، ويبيع الليف لصناع الحبال، بالإضافة إلى عمال يجمعون البلح وعمال يقومون بتجفيفه، وعمال التعبئة، وعمال النقل، لذلك هناك مثل يقول اللي عنده نخلتين يا سعده يا هناه".
وأكد على أن النخلة الواحدة تنتج ما بين 70 إلى 100 كيلو بلح، وفدان النخيل ينتج ما بين 4 آلاف إلى 6 آلاف ونصف طن بلح سنويا، يباع بالكيلو حسب نوع فالبلح الزغلول والسمان يباع بـ 4 إلى 5 جنيهات للكيلو، أما السيوي والأمهات يباع الكيلو بـ 10 إلى 12 جنيها.
في سياق متصل، قالت نسرين سعد إسماعيل، رئيس الوحدة المحلية بفانوس، إنها محظوظة بالعمل في قرية منتجة مثل فانوس التي تشتهر بزراعة النخيل، فأهالي القرية يعشقون البلح، قائلة إن كل منزل في القرية أمامه نخلتين أو ثلاث أو أكثر، بالإضافة إلى عدد كبير من المزارعين الذين حولوا أرضهم إلى مزارع نخيل حتى أصبحت فانوس تضم ما يقرب من 50 ألف نخلة.
وأشارت إلى أنهم يعانون من عدم التسويق الجيد لمنتجاتهم، موضحة أن قرية بيهمو التابعة لمركز الفيوم اكتسبت شهرة أكبر بسبب قربها من المدينة واهتمام المحافظة بتسويق منتجاتها عالميا وتصديرها للخارج، أما في فانوس فيعتمد الأهالي على التسويق لمنتجاتهم بأنفسهم، وعلى بيعها إما للتجار أو للمواطنين العاديين بالقطاعي ما يتسبب في خسارة لهم، أما إذا فُتحت أمامهم أبواب التصدير للخارج الذي سيعود بالنفع على الاقتصاد المصري بإدخال العملة الصعبة.