أطفال في عمر الزهور، بدلا من أن يلعبوا ويلهوا مثل أقرانهم، اختارت لهم أسرهم مصيرًا آخر، لم يروا في بناتهم المشروع الذي يراه كل أبٍ وأم، يجب أن يبذلوا له الغالي والنفيس، ومنذ الأيام الأولى رأوا بناتهم حملًا ثقيلًا ينتظرون اليوم الذي يتخلصون فيه منهن، البنت التي تظل معشوقة أبيها، في مصر يلقي بها أبوها إلى غياهب المجهول ظنًا أنه يضمن لها مستقبلًا مشرقًا كـ"ست بيت وأم"، لكنه لم يفكر كيف لطفلته الصغيرة أن تربي طفلًا وهي لم تبلغ الرشد بعد.
اقرأ أيضا.. عمر فى دعوى طلاق: "مراتى بتشرب منكر"
"رحاب" ابنة كرداسة، تروي قصتها، تقدم لخطبتها أحد شباب القرية يعمل على عربة نقل، وهي في الصف السادس وعمرها١٠ سنوات، معللة السبب بـ"شدة جمالها"، لا تعرف عن الزواج غير الفستان الأبيض، وتم عقد قرانها عندما أتمت ١٥ عامًا دون توثيق عن طريق مأذون القرية، بحجة أنها عندما تبلغ السن القانوني يتم توثيق الزواج بالمحكمة، وتزوجت في بيت أهله وأصبحت تخدم طوال اليوم، وتلبي طلبات البيت بأكمله بالرغم من ضعف جسدها، وما أن مر على الزواج ٤ أشهر حتى بدأ أهله ينتظرون خروجه من البيت، ويختلقون المشكلات معها، وينتظرون عودة زوجها ليشكون إليه ويحرضونه على ضربها.
وتابعت:" استجاب الزوج وضربني حتى سقطت على الأرض مغشيًا عليَّ من فرط الألم".، ولم تتحمل الطفلة والتي أطلق عليها "زوجة" هذه الآلام وذهبت إلى أهلها تستغيث بهم من أجل إنقاذها من هذا الزوج، وهى تحمل في أحشائها جنينا عمره ٣ أشهر، وظلت في بيت أهلها حتى وضعت طفلها، وطوال هذه الفترة لا يسأل عنها ولا عن طفله وبعد إلحاح من أهالي القرية، تم توثيق عقد القران، وطلقها بعد توثيقه بلحظات، ورفعت الزوجة دعوى نفقة متعة برقم ٤٣٥ لسنة ٢٠١٨.