منذ عام 2014 .. والرئيس المعزول محمد مرسى و130 متهمًا آخرين يحاكمون في قضية اقتحام السجون، والتي عرفت بعد ذالك بـ "اقتحام الحدود الشرقية"، والتي تضمنت عددا من الوقائع منها اقتحام السجون، نهب محتوياتها من أسلحة وذخائر إبان 25 يناير 2011، وقتل الضباط والجنود، واختطاف 3 ضباط وأمين شرطة.
- البداية:
تعود وقائع قضية اقتحام السجون إلى الأيام الأولى للثورة 2011، حين هرب المعزول محمد مرسي، وأعضاء قيادات الجماعة الإرهابية، وكان وقتها مجرد قيادي في جماعة الإخوان المسلمين، من سجن وادي النطرون، شمال غرب القاهرة.
- سير القضية:
وأثناء سير القضية مرت تلك المحاكمة بعدد من المحطات، لعل أبرزها سماع المحكمة لشهود كثيرين من الضباط والجنود، وبعض المواطنين الذين عاصروا الأحداث، واجتمعت شهادتهم على اقتحام الإخوان بمساعدة حماس، وبعض عناصر البدو، وطالب دفاع المتهمين سماع شهادة اللواء حسن عبد الرحمن، واللواء حمدي بدين وغيرهم.
واستمعت المحكمة للشهود، أبرزهم اللواء محمود وجدي وزير الداخلية الأسبق، فيما قدم المحامى منتصر الزيات مذكرة تتضمن الدفوع القانونية التي استند إليها في طلب البراءة، حيث دفع بعدم اختصاص المحكمة بنظر القضية مكانيا، والدفع ببطلان إجراءات المحاكمة لافتقادها مبدأ علانية الجلسات.
- المعزول يترافع عن نفسه:
في جلسة 14 فبراير طلب مرسي التحدث إلى المحكمة وقال: "حضرتك سامعني"، فرد القاضى عليه: "أيوه اتفضل"، فقال مرسى: "أنا بذكّر حضرتك بالموقف السابق بالنسبة للمحكمة وعايز أقابل الدفاع علشان اللي هيتقال بالنسبة للاختصاص الولائي للمحكمة علشان أعرف هم هيقولوا إيه وأنا هقول إيه"، فرد عليه المستشار شعبان الشامى، رئيس المحكمة: "عايز مين منهم"، فرد مرسى: "عايز التقي أي حد من الجماعة سواء الأستاذ كامل مندور أو الأستاذ أسامة علشان عايز أنسق معاهم، علشان عندي قضية بكرة معرفتش بيها إلا من الصحف، وتحية لحضرتك وللشعب كله المحترم، فرد عليه رئيس المحكمة: "تانى.. مالكش دعوة بالشعب.. خليك فينا وسيب الشعب في حاله"، فضحك مرسي.
- شهادة اللواء حمدي بدين:
وفي جلسة مهمة أدلى اللواء حسن عبد الرحمن رئيس جهاز مباحث أمن الدولة الأسبق، في شهادته منها أن جهاز مباحث أمن الدولة كان خلال شهر يناير 2011 في طور الإعداد لقضية ضد عدد من قيادات جماعة الإخوان، لاتهامهم بالتخابر مع دول وعناصر أجنبية، واستعرض ما وقع فى البلاد من أحداث منها يوم 29 يناير قائلًا: إن بعض العناصر الفلسطينية و تنظيم حزب الله اللبناني، تسللت عبر الحدود الشرقية للبلاد، بالتعاون مع بدو سيناء وقامت بالهجوم بشراسة على المبانى والمراكز الشرطية في شمال سيناء، ومقار جهاز مباحث أمن الدولة، ومعسكرات الأمن المركزي، واحتلوا الشريط الحدودي لمدينة رفح، المجاور لقطاع غزة بطول 60 كيلو مترًا.
- مرافعة النيابة
استمعت المحكمة لمرافعة النيابة العامة والتي بدأ مرسى ينصت لها باهتمام شديد بينما أدار باقى المتهمين ظهروهم للمحكمة في إشارة الى عدم اعتدادهم باتهامات النيابة التي وصفت المتهمين بأنهم قوم ألسنتهم عسل وقلوبهم قلوب ذئاب، أرادوا إسقاط البلاد مستغلين ضعفها وتآمروا للقضاء على الدولة، والقاسم المشترك الخيانة والهوان مع جماعة الإخوان وجماعات إرهابية، ولكن الله كشفهم وكشف جماعة تتستر خلف الإسلام، مؤكدا أن تخابر المتهمين هو من قادهم للهروب من السجون.
وأضاف ممثل النيابة أنه "في زخم الأحداث، تمكنت الشرطة من القبض على المتهمين محمد مرسي والعريان والكتاتنى والحسينى وأبو شعيشع وأيمن حجازى وأحمد عبد الرحمن وماجد الزمر وآخرين، ودخلوا السجون يوم 29 يناير ولم يعبأ المتهمون بحبسهم بل ملوا الجدران بأن ساعات هى آخر عهدهم بالسجون، وتحدث المتهمون إلى من أودعهم السجون قائلين "لن نبقى فى السجون طويلا.. أيام وسنحكم البلاد".
"ودخل الإرهابيون سيناء يوم 28 يناير من خلال سراديب، بعد أن اتحد حزب الله مع الحرس الثورى الإيراني؛ لتهريب المساجين وتهريب خلية إرهابية كانت تسعى لخراب عقول المصريين. وتحققت المؤامرة وفتحت السجون وهرب المجرمون بعد أن ظل رجال الشرطة فى حالة رعب، وضحى الحراس بأرواحهم فى سبيل الواجب، وبعض السجناء لم يبرحوا السجون وظلوا بها" – يقول ممثل النيابة.
وأضاف قائلا "إن المتهمين جعلوا الدين وسيلة وأداة لإفساد الوطن ومقدراته وأنهم ادعوا حماية الوطن والحفاظ على الدين سعيا لبناء الخلافة الراشدة"، فالإخوان لا يهمهم هذا الوطن لأنهم لهم وطن آخر ينتمون إليه، غير مبالين بأهمية الأرض التى يعيشون فيها ويأكلون ويشربون من خيراتها".
وأنهى ممثل النيابة العامة مرافعته قائلا: "ما ساقت النيابة المتهمين إلى المحاكمة إلا بالحق والعدل واليقين، موضحا أن هناك أربعة أقسام للمتهمين فى هذه القضية أولها قسم جماعة الإخوان المسلمين وهو القسم الأكبر ثم قسم متهمى حركة حماس وقسم متهمى حزب الله اللبنانى وأخيرا قسم الجهاديين الموجودين بشمال سيناء، مؤكدا أن هناك رابطا واحدا وهدفا يجمع جميع هذه الأقسام وهى التآمر على مصر، مطالبا بتوقيع أقصى عقوبة على المتهمين".
- إهانة المحكمة
22 فبراير2014، ثاني جلسات محاكمتهم بتلك القضية قاموا خلال عقدها بإهانتهم للمحكمة لتقضي بحبس المتهم في القضية صفوت حجازي سنة واخراجه هو والبلتاجي من القاعة.
كما تم معاقبة محمد البلتاجي 6 سنوات في جلسة أخرى لاتهامه باهانة المحكمة، بعد تعقيبه على أداء المحكمه أثناء تفريغها للاسطوانات المدمجة المقدمه من الدفاع والخاصه بالتسجيلات المسربة والمزعومة لبعض القيادات العسكرية والشرطية ووزير الداخلية والنائب العام، حيث طالب من داخل قفص الاتهام تفريغ محتواها نصياً ووجه حديثه الى المحكمة قائلاً له '' اللي انت بتعمله ده مش عدل".
كما عاقبت المحكمة بحبس المتهمين 3 سنوات ما عدا مرسي، بعد أن قاموا المتهمون بالتهليل داخل القفص بعبارات باطل باطل .
- الحكم (أول درجة)
في 16 يونيو 2015، أصدرت محكمة للجنايات أصدرت حكمها على مرسي، وخمسة آخرين من قيادات جماعة الإخوان، بينهم المرشد العام للجماعة محمد بديع، في القضية، وعاقبت المحكمة 93 متهما غيابيا بالإعدام شنقا، بينهم يوسف القرضاوي ووزير الإعلام الأسبق صلاح عبد المقصود، وعناصر من حركة حماس الفلسطينية وحزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني، كما قضت المحكمة بمعاقبة 20 متهما حضوريا بالسجن المؤبد.
-إلغاء إعدام المعزول وآخرين وإعادة محاكمة
وفي 15 نوفمبر 2016 ، ألغت محكمة النقض المصرية، الثلاثاء، حكما بإعدام الرئيس السابق محمد مرسي وعناصر من جماعة الإخوان في القضية المعروفة باسم "اقتحام السجون".
وأمرت النقض، وهي أعلى محكمة ، بإعادة محاكمة المتهمين، في القضية التي تتعلق باقتحام عدة سجون وتهريب سجناء إبان ثورة 25 يناير التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك عام 2011، أمام دائرة قضائية أخرى.
-تأجيل محاكمة مرسي في "اقتحام الحدود الشرقية" لـ10 أكتوبر
أجلت الدائرة 11 إرهاب بمحكمة جنايات جنوب القاهرة بمعهد أمناء الشرطة بطره، جلسة إعادة محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي وآخرين من قيادات جماعة الإخوان الإرهابية، على راسهم محمد بديع المرشد العام لجماعة الأخوان، و26 متهمًا آخرين في القضية المعروفة إعلاميًا بـ "إقتحام الحدود الشرقية " إبان ثورة 25 يناير، لجلسة 10 أكتوبر المقبل، وذلك للقرار السابق بسماع شهادة اللواء حبيب العادلي، وزير الداخلية الأسبق، وذلك بعد ما تبين للمحكمة مع وجود خلل في مكبر الصوت داخل قفص الاتهام.