اعلان

للأغنياء فقط.. مستشفيات "ولاد الذوات" بسوهاج: "الفقراء يمتنعون".. 10 آلاف جنيه لعلاج الجلطة و9 آلاف للولادة.. وفي الحوادث والطوارئ: "الأسرة مشغولة"

أعطى الإهمال الشديد داخل المستشفيات الحكومية، فرصة على طبق من ذهب للمستشفيات الخاصة لاستغلال جيوب المواطنين، الغنى منهم والفقير، وإن لم تكن تملك المال لدخول المستشفيات الخاصة، عليك انتظار الموت داخل المستشفيات العامة.

يضطر كثير المواطنين للذهاب إلى المستشفيات الخاصة، بسبب المعاناة الحقيقية داخل مستشفيات الحكومية، وعدم توفر الخدمة الطبية المطلوبة، بالإضافة لنقص الأدوية، وعدم توافر الاشتراطات الطبية، وتهالك الأسِرة وانتشار العدوى، والقمامة في أرجاء تلك المستشفيات وخلافه.

يعاني الأهالي كثيرا من أسعار المستشفيات الخاصة في محافظة سوهاج، خاصة في ظل عدم وجود رقابة على الأسعار، وعدم تحديد تسعيرة محددة للعلاج داخل تلك المستشفيات.

يقول "هانى على"، 40 عاما: "دخل والدى يعاني من جلطة ونقلته إلى المستشفى المركز، وتم علاجه عن طريق أحد المعارف، ولكن بدون اهتمام، أو رعاية حقيقية، لذلك نقلته إلى مستشفى خاص بمدينة سوهاج، ولكني تفاجأت بالأسعار الخيالية التى تم المحاسبة عليها مقابل 4 أيام فقط داخل غرفة العناية، وسددت مبلغ 10 آلاف جنيه، بجانب شراء الكثير من الأدوية على حسابي الشخصي.

وأضاف "هانى" أنه لا توجد مراقبة على تلك المستشفيات التى تنهش جيوب الفقراء والأغنياء، والجميع مجبر على ذلك، الغنى والفقير، ولا يمكن ترك المريض يعاني الألم ولو اضطر أهله للتسول لعلاجه، ولذلك يجبرون على دخول تلك المستشفيات هربا من الموت في المستشفيات العامة.

يروي "عبداللاه محمد" مهندس، تعرضه لحادث طريق برفقة صديقة فى أحد الطرقات، وكانت بالقرب منه مستشفى خاص، وعند دخوله طلبوا 6 آلاف جنيه تحت الحساب، ولم يكن معه المبلغ لإسعاف صديقة، قال لهم إن قانون الطوارئ يسمح بعلاج المريض 48 ساعة، وردوا عليه، بأن جميع الأسِرة مشغولة ولا يوجد مكان لاستقبال المريض وعليه التوجه لمستشفى آخر أو مستشفى حكومي.

أما حشمت طة، مهندس بالبترول ، بمركز ومدينة طما شمال سوهاج، قال إن زوجته وضعت فى مستشفى خاص بعملية قيصرية، ولم تكن تحتاج إليها، ولكن أصر الطبيب على ذلك معللا خطورة الانتظار على الجنين، وعليه استجاب، ووضعت زوجته ودخل الطفل حضانة لمدة يوم بحجة تحت المراقبة؛ خوفا على صحته بالرغم أن حالته كانت مستقرة، وحجمة كبير يصل 3 كيلو جرامات.

وأضاف "حشمت"، أنه سدد 9 آلاف جنيه، في عملية وضع زوجته ودخول ابنه الحضانة لمدة يوم واحد، موضحًا، أنه ليس بمقدور الكثير من المواطنين فعل ذلك، وتتعرض حياتهم للخطر بسبب عدم توافر الإمكانات بالمستشفيات الحكومية، وعدم امتلاكهم للمال للدخول إلى مثل تلك المستشفيات.

أدى تزاحم المواطنين على تلك المستشفيات، هربا من الموت داخل المستشفيات العامة لإيجاد بعض القصور بها، وارتفاع أسعار العلاج والعمليات بداخلها، فلم تخل أيضا تلك المستشفيات الخاصة من الإهمال، وشهدت محافظة سوهاج منذ شهور قليلة واقعة إصابة 9 أطفال مبتسرين و4 ممرضات بحالات اختناق بعد تسرب غاز من داخل إحدى الحضانات الخاصة بالمدينة الطبية بحى غرب بمدينة سوهاج، وتم نقلهم إلى المستشفيات الخاصة والعامة المجاورة لاستكمال العلاج.

ويقول "محمد مهدى" مدرس: "لا أملك مصاريف العلاج داخل تلك المستشفيات، وبالنسبة لنا نحن الفقراء نرى دائما عند النظر إليها جملة واحدة تخطر أمام أعيننا وهى: ممنوع الاقتراب أو التصوير- مستشفيات ولاد الذوات".

وتابع: "نعلم جيدًا مقدورنا، لسنا أبناء ذوات يملكون المال الوفير الذي يمكنهم من علاج مرضاهم بداخلها، وعلينا الذهاب إلى المستشفيات العامة للعلاج حسب المتاح وحسب الإمكانيات".

وقال مصدر بمديرية الصحة في سوهاج، إن هناك حملات على تلك المستشفيات الخاصة، والمراكز الطبية غير المرخصة، لمعاقبة غير مستوفى شروط مكافحة العدوى والاشتراطات الطبية، ولكن لا يمكن تحديد قيمة الأسعار بتلك المستشفيات، لأنها تختلف من مستشفى لآخر حسب الخدمة المقدمة، وهذا عرض وطلب بين المستشفى والمريض.

نقلا عن العدد الورقي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً