البشمهندس اشتغل بوّاب.. حكاية مخترع برمجيات ألقى بأبحاثه في النيل بعد ضياع حلمه (صور)

حلمه الوحيد الذى عاش من أجله سنوات طويلة، أن يكون مبرمج كمبيوتر وتكنولوجيا المعلومات، سواء داخل مصر أو خارجها، من بين عيشة وضحاها تحول حلمه إلى سراب، كونه من عائلة فقيرة لا تملك الوساطة أو المحسوبية، فتوصل إلى اختراع برامج لتصليح الأجهزة الكهربائية عن بعد من خلال إدخال برامج للتكنولوجيا، بعد أن درس بكلية الهندسة لعدة سنوات، فلم يتبقى للشاب الذى اقترب من سن الأربعين من مستقبل كان ينتظره سوى فلاح يبحث عن قوت يومه فحسب.

بالقرب من الطريق الصحراوي الغربي، لمركز سمالوط، حيث مسقط رأس المهندس محمود أبو الليل، الشاب الذى قارب على السابعة والثلاثين من عمره، أغلقت الدنيا أبوابها في وجهه، بعد أن تقدم بالمشاركة فى مسابقة عالمية فى مجال البرمجة وتكنولوجيا المعلومات لكنه خرج منها محبطا على أمل أن يسافر خارج مصر لاستكمال لكنه فقد الأمل. 

محمود الذى تخرج من كلية الهندسة كان يحلم أن يكون مهندسا معروفا ومشهورا فى أوساط تكنولوجيا المعلومات والذى ولد بقرية طرفا التابعة لمركز سمالوط لوالد ريفى يعمل بالفلاحة وأم ربة منزل لا تقرأ ولا تكتب عرف عنه بالتفوق الدراسى وحصل على أعلى التقديرات لكنه لم يصبه الحظ أن يكون أستاذا بالجامعة وأخذ يبحث عن طريق المسابقات العالمية لكن الحظ لم يحالفه.

اضطر محمود، أن يسافر للقاهرة ويبحث عن عمل لكنه فشل فى الحصول على وظيفة مناسبة، فما كان أمامه سوى العمل "بواب" عمارة فى أحد أحياء محافظة الجيزة. 

على الفور اصطحب محمود زوجته وأولاده الثلاث حتى أسودت الدنيا فى وجه لكن الأمل عاد إليه حين راأى ابنه الأكبر أحمد حافظا للقرآن الكريم، والثاني متفوق بالمدرسة الابتدائية. 

قال محمود، خلال حديثه مع محرر " أهل مصر"، "إن المحسوبية والوساطة حرمونى من حلم حياتى الوحيد الذى فقدته منذ تخرجت من الجامعة،وارتضيت أن كون حارس عمارة لكي أعيش وأنفق على أولادى الثلاث وزوجتى وتقدمت لأكثر من جهة بحثية رسمية وغير رسمية لكن القدر شاء أن أكون حارس عمارة والقيت بمؤهلاتى وأبحاثى في البحر بعد أن فقدت الأمل فى كل شىء حولي".

ولفت محمود إلى أنه يتقاضى شهريا 600 جنيه من حراسته إلى جانب مساعدة زوجته له بالعمل داخل العمارة، لمواجهة متطلبات الحياة.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً