"اضرب المربوط".. بعد هجوم الحرس الثوري.. إيران توجه رسالة لمعارضيها في سوريا

صورة أرشيفية
كتب : سارة صقر

جاءت تصريحات محسن رضائي، أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران، بخصوص الضربة الصاروخية التي نفذها الحرس الثوري فجر اليوم على معقل لقادة هجوم الأهواز، والتي وصفها بأنها "كانت مجرد تحذير والقادم أعظم" استمرارا لمسلسل الصراع القائم بين التنظيمات المتطرفة التي تتخذ من سوريا مسرح للصراع القائم.

_أصل الصراع

الصراع من البداية كان بين الدولة الفارسية من طرف وحركة المقاومة الوطنية الأحوازية التي تسعى لتحرير منطقة الأحواز من الإحتلال الفارسي، من طرف آخر، ذلك الصراع الذي له تاريخ طويل واتخذ من سوريا ساحة لتنفيذ عملياته التهديدية لكلا من الطرفين داعش وجبهة المقاومة، أى أن الصراع كان مذهبى من الأساس ومحاولة لتدعيم عناصر الشيعة داخل سوريا، إلا أن جبهة المقاومة أرادت أن تظهر داخل الصراع بشن عدة هجمات .

وجاءت البداية عندما أعلنت المقاومة الوطنية الأحوازية، في 30أغسطس الماضي، مسئوليتها عن استهداف أنابيب نفط رئيسية مخلفة بذلك خسائر كبيرة في اقتصاد الاحتلال الفارسي.

وحصل المكتب الإعلامي لحركة النضال العربي لتحرير الأحواز، بيان مرفق بمقطع فيديو لعملية استهداف أنابيب نفطية رئيسية في منطقة زيتون التابعة لمدينة الأحواز العاصمة.

وأطلقت الجهة المنفذة على نفسها "كتائب الشهيد أحمد مولى" معلنة بذلك انطلاق عملياتها العسكرية ضد العدو الفارسي، وذلك باستهدافها خطوط نفط مهمة يستخدمها الاحتلال الفارسي في دعم الإرهاب في المنطقة وخططه الخبيثة الرامية لطمس الهوية العربية في الأحواز العربية.

ثم تأتي ثاني عمليات حركة النضال العربي لتحرير الأحواز في 22 سبتمبر، حيث أعلن يعقوب حر التسترى، أن المقاومة الوطنية الأحوازية نفذت هجومًا، ضد قوات الحرس الثوري الإيراني، وأن تبنّي داعش للهجوم غير صحيح.

وأضاف التستري، أن مدنيين قُتلوا بسبب إطلاق نار عشوائي من قِبل قوات الأمن، مشيرًا إلى أن العملية في الأحواز كانت "فدائية".

وكان حبيب جبر، رئيس حركة النضال العربي لتحرير الأحواز، قد أكد أن استهداف الحرس الثوري في استعراضه العسكري في الأحواز من قِبل المقاومة الوطنية الأحوازية يأتي في إطار الدفاع عن النفس وضد ميليشيا عسكرية إرهابية مصنّفة على المستوى الدولي.

_ رد رادع

إلا أن إيران أرادت أن ترد على كل من تسول له نفسه القيام بعملية ضد سيادتها أو حتى التفكير بالأمر، في 29 سبتمبر المقضي، أعلن عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي "سيد حسين نقوي حسيني"، عن اتخاذ التدابير اللازمة لمنع حركات إرهابية محتملة في البلاد.

كما صرحت جميع وكالات الأنباء الإيرانية، أن لجنة "الأمن القومي والسياسة الخارجية" في مجلس الشورى الإسلامي قامت بدراسة كاملة وشاملة لحادث الأهواز الإرهابي الذي أسفر عن استشهاد عدد كبير من العسكريين الإيرانيين وإصابة عدد منهم خلال الاستعراض العسكري بمناسبة ذكرى الحرب المفروضة (1980-1988)، وقد عقدت دورتان من هذه اللجنة بمشاركة المسؤولين المعنيين والشرطة والأمن الداخلي ووزراء الأمن والداخلية.

وأوضح نقوي حسيني، إنه تم اتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع حركات إرهابية محتملة في البلاد، وقال " يجب الإشارة إلى أن قوات الأمن الداخلي، ومنتسبي كوادر وزارة الأمن وجميع القوات ذات الصلة لديها الاستعداد والإشراف الكافي من أجل الحيلولة دون حدوث حركات إرهابية في البلاد، وتعمل على قدم وساق لبسط الأمن على نحو كامل في كافة أرجاء البلاد".

_تهديد صريح

وأضاف عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان، أنه لا شك أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية سترد ردا حاسما إزاء العمل الإرهابي الإجرامي الذي حدث مؤخرا على يد شرذمة جبانة قامت بهذا الاعتداء داخل البلاد بعد أن تلقت خسائر موجعة في المنطقة والعالم.

_ضربة محرم

وفي شهر محرم الذي يعتبره المسلمين السنة شهر محرما فيه القتال، لكنه يمثل عند الشيعة حادث يوم عاشوراء، أعلن الحرس الثوري الإيراني، شنه هجوما صاروخيا باليستيا على جماعات إرهابية في مدينة البوكمال شرقي الفرات في سوريا، ضمن عملية "ضربة محرم" الهادفة للانتقام من منفذي هجوم الأهواز.

وقال الحرس الثوري، في بيان له، "تم استهداف جماعات إرهابية وتكفيرية من تنظيم "داعش" في شرق الفرات، مدعومة من أمريكا وممالك المنطقة، ردا على هجوم الأهواز".

وأضاف البيان "العملية أدت إلى مقتل وجرح عدد كبير من عناصر وقياديي تلك الجماعات الإرهابية، بالإضافة إلى تدمير بناها التحتية ومخازنها للعتاد والسلاح".

وأوضح الحرس أن قواته استهدفت تلك الجماعات الإرهابية بـ6 صواريخ باليستية، مشيرا إلى أن الصواريخ قطعت مسافة 570 كم وأصابت أهدافها بدقة.

ولفت الحرس الثوري إلى أن 7 طائرات قتالية من دون طيار قصفت مواقع الجماعات في شرق سوريا بعد الضربة الصاروخية.

_ مطلب شعبي

ومن جانبه كتب رضائي على تويتر، "الضربات الصاروخية التي شنها الحرس الثوري، كانت تنبيها لهؤلاء المجرمين، والعقاب الأكبر آت قريبا".

أما عضو لجنة الأمن القومي في البرلمان حسين نقوي حسيني، فقال إن "قوات حرس الثورة الإسلامية، انتقمت اليوم بضربتها على داعش، لشهداء الأهواز، وهي تعد بمثابة انتقام من جميع الجماعات الإرهابية".

واعتبر نقوي أن رد الحرس الثوري على اعتداء الأهواز، كان مطلبا للشارع الإيراني، مؤكدا أن "الشعب ومجلس الشورى الإسلامي يدعمان هذا العمل الثوري، الذي دل على قوة قواتنا المسلحة".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
وفاة والدة مي عز الدين بعد تدهور حالتها الصحية