أصالة الماضي تنافس الحاضر.. "المنجد"مهنة الأباء تحتفظ ببريقها رغم تراجع الإقبال عليها

أهل مصر

من الصناعات الهامة التي لا يمكن الاستغناء عنها، ورغم وجود منتجات تلك الصنعة عن طريق المصانع الحديثة، ولكن يفضل الأغلبية العظمى من المواطنين صناعة المنجد اليدوية عن الصناعات الجاهزة.

ارتبط حضوره منذ قديم الأزل بالفرح، حيث يأتي المنجد لصناعة المراتب، والمساند، والمخدات، من القطن الجيد، بالإضافة الى الاقمشة البيضاء والملونة .

دائمًا ما يأتي المنجد إلى المنازل قبل الأفراح بأيام قليلة، يلهو بجواره الأبناء من الذكور والإناث، يمرحون بالقطن الذى يتناثر من حولهم، ويشاهدون بإعجاب حركاته غير المألوفة أثناء تنجيد المراتب والمخدات والألحفة، ويتناثر من حوله زغب القطن وهو يضربه بالعصا.

يقول طه "المنجد" المقيم بمدينة طهطا، شمال محافظة سوهاج، إنه وأخاه ورثا تلك الصنعة أبًا عن جد، وإنه يعمل بمحل افتتحه بإحدى القرى، ويأتي إليه الزبون، فيذهب معه وهو يحمل عدته التي تحتوى على ماكينة بها موتور لتقطيع ونفض القطن تعمل بالكهرباء، ومخيط وسلك وبعض الأدوات الأخرى.

ويضيف أن تكلفة المرتبة الكبيرة التي يبلغ طولها 150 سم فى 200 سم حوالى 600 جنيهًا، شاملة القطن والقماش وأجرة الصنعة، والمرتبة الصغيرة تكلفتها أقل، أما المخدة فتتكلف 75 جنيهًا حاليًّا، والخدادية 50 جنيهًا ، وعادة ما تزيد أو تنقص تلك الأسعار نتيجة اختلاف أنواع الاقمشة المستخدمة ومدى جودتها.

وأضاف أن المراتب والصناعات الجاهزة تبلغ تكلفتها 4 أضعاف الصناعة اليدوية حيث تصل المرتبة إلى 2000 جنية ، حسب النوعية والجودة.

وأكد أن الصناعات الجاهزة من المراتب والمخدات، أثرت فى بادئ الأمر على صنعة المنجد ولكن الأن لا تأثير لها، وعادت كما كانت ، معللاً ذلك بوجود عيوب فى المراتب الجاهزة بسبب سخونتها وتعرض السست بها للتلف وخلافه، مما دفع المواطنين للعودة الى المراتب البلدي.

وعن مدى قدرة تلك الصناعة على فتح البيوت وتلبية متطلبات المنازل، قال إنها جيدة وتكفينا ونحمد الله ، فيمكن أن نتقاضى 80 جنيها عن صناعة المرتبة الكبيرة وأما الصغيرة 50 جنيها وهكذا ، يمكن أن نقوم بصناعة مرتبة أو اثنين فى اليوم .

وأكد أن العمل يزداد فى الصيف لوجود أفراح كثيرة وخاصة على الأعياد ويلزم ذلك تجهيز مستلزمات الشقة بالكامل، أما الشتاء فيقل نوعا ما ، قد يحتاج شخص تجديد لمستلزمات المنزل .

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً