أدى تفشي ظاهرة الخلع المدني في المجتمع إلى قضايا تحتاج إلى حسمها، خاصة في الجانب الشرعي. فإذا خالع الزوج زوجته، هل يعد
طلقة، أم أنه مجرد فسخ لعقد زواج؟
هل يحسب الخلع طلقة؟
فريق من العلماء يرى أنه إحدى الطلقات الثلاث المتاحة للزوج، وفريق آخر يراه فسخًا، ولا يحسب طلاقًا, فلو وقع الطلاق مرتين، ثم حدث بعدهما خلع، لا يعد طلقة ثالثة عند أصحاب هذا الرأي, وما زال للزوج طلقة ثالثة.
أول خلع في الإسلام
الرأي الأصح هو ما يراه القائلون بأنه طلاق, ويدل على هذا الحديث الأصلي في الخلع, وهو أول خلع حدث في الإسلام, وفيه أن زوجة ثابت بن قيس ذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقالت: يا رسول الله, إن ثابت بن قيس لا أعتب عليه في خلق ولا دين, لكني أكره الكفر في الإسلام. (تقصد أنها لا تحب أن تخالف أحكام الإسلام بعد أن دخلت فيه), وكان رسول الله صلي الله عليه وسلم يعلم أن زوجها قد ملكها حديقة مهرا لها.. فقال لها صلوات الله وسلامه عليه: أتردين عليه حديقته؟ قالت: نعم. فأرسل إلى زوجها.
وقال له: اقبل الحديقة وطلقها تطليقة. ويلاحظ هنا أن الرسول الكريم سمى الخلع طلاقا في قوله (طلقها تطليقة).
حق الخلع 3 مرات
للمرأة الحق فى أن ترفع دعوى خلع 3 مرات مثلها مثل الرجل. وإذا كان للمرأة حق الخلع ثلاث مرات لزوجها، إلا أنه لا يجوز لها أن ترجعه إليها خلال فترة العدة مثل الزوج الذى يجوز له إعادة زوجته خلال فترة العدة، وذلك لأن الخلع الذى تقوم به المرأة يعتبر طلقة بائنة لا يجوز الرجوع فيها إلا بعقد زواج جديد.
وطبقا لقانون الخلع ليست هناك أسباب للخلع، وبالتالى من حق الزوجة ألا تبدى أى أسباب لطلب خلعها، وعليها أن تكتب فى عريضة الدعوى ومحضر الجلسة الخاصة بالصلح أنها تبغض الحياة مع هذا الزوج، وتخشى ألا تقيم حدود الله. ومن خلال العديد من الدعاوى القضائية التى يقيمها موكلو طالبي الخلع، فإن المرأة تلجأ لهذا بسبب كرهها لزوجها، لأنه بخيل أو يسىء معاملتها أو لا ينفق عليها.
للمرأة طلقتان وخلع أو خلعان وطلقة
اختلف الفقهاء حول الخلع، وهل يجوز للمرأة أن تتزوج من خلعته مرة ثانية..
رأي الإمام أحمد ابن حنبل أن الخلع فسخ، ولا يجوز للمرأة الرجوع لمن خلعته نهائيا، وأيد هذا الرأى أبو بكر الصديق. وهناك من يرى أن الخلع طلقة بائنة، وهو سعيد بن المسيب ومالك وفقهاء الأحناف، حيث يرون جواز الرجوع إليه بعقد جديد.