هل تأخذ قضية جمال خاشقجي الكاتب السعودي المختفي منذ 5 أيام في اسطنبول منحى أخر؟ يبدو ذلك فقد فوجئت وسائل الإعلام صباح اليوم بسحب 4 شهود، في قضية القس الأمريكي المحتجز في تركيا أندرو برانسون، شهاداتهم السابقة، وقالوا إنه إما أسيء فهمهم، أو أن ما ذكروه سمعوه في وسائل إعلام حول إبرام
صفقات مع تركيا ، وأنهم ليسوا مصدر هذه الإفادات، ورغم تمسك تركيا بموقفها طوال الفترة الماضية رغم العقوبات الأمريكية وانهيار اقتصادها، إلا أنها لم تحرك ساكناً، وبشكل مفاجئ بعد اتهامات بشأن تورط تركيا وليس السعودية في اختفاء الكاتب الصحفي جمال خاشقجي، ومن الواضح أن الولايات المتحدة قد استغلت تلك القضية للافراج عن مواطنيها المتهمون بقضايا التجسس.
ويمثل القس الأمريكي الذي أثار اعتقاله ثم وضعه في الإقامة الجبرية في تركيا أزمة خطيرة بين أنقرة وواشنطن، وكان برونسون يشرف على كنيسة صغيرة في إزمير، ومنذ نهاية يوليو، فرضت عليه الإقامة الجبرية بعد حبسه لسنة ونصف بتهمتي "الإرهاب" و"التجسس"، وهو ما ينفيه قطعا.
وقال موقع "إن بي سي نيوز" أنه بموجب اتفاق تم بين مسؤولون كبار في إدارة ترامب مع تركيا ، تم إطلاق سراح برونسون بعد أن يتم إسقاط بعض التهم الموجهة إليه في جلسته القادمة للمحاكمة، والمقرر عقدها يوم الجمعة، وفي المقابل سيتم تخفيف الضغط الاقتصادي على تركيا، وعدم تعرضها للمساءلة بشأن قضية اختفاء جمال خاشقجي.
وأضاف الموقع أن بعض الأدلة قد وصلت أول أمس إلى الكونجرس الامريكي تم التأكيد فيها أن جمال خاشقجي لم يدخل إلى القنصلية السعودية في اسطنبول بهذا اليوم، كما أكدت الأدلة على أن والد خديجة جانكيز التي تزعم أنها خطيبة خاشقجي يعمل مستشاراً لدى الرئيس التركي رجب طيب اردوغان.
وقد نفت عائلة جمال خاشقجي تلك الخطبة، مؤكدين أنها تلقت أموال من تركيا لإجراء تلك اللعبة ، مؤكدين أن الدليل على ذلك تغريداتها على تويتر التي تؤكد انتماءها للإخوان المسلمين.
وأكدت مصادر للموقع أن وزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو أجرى اتصالاً برئيس حزب العدالة والتنمية التركي "ايكتاي" يعمله بالأدلة التي وردت للكونجرس الأمريكي، وتم الاتفاق على تلك الصفقة، دون وعد من الإدارة الأمريكية إذا ما كانت ستستخدم تلك الاوراق ضد تركيا في وقت لاحق أم لا.
وفي سياق متصل كشفت صحيفة الجارديان البريطانية مفاجأة تؤكد صدق الادلة التي وردت للكونجرس الأمريكي، وهي صورة جمال خاشقجي مع خطيبته المزعومة خديجة جانكيز التي اتضح علاقة قرابتها بالرئيس التركي، الصورة التي نشرتها صحيفة الواشنطن بوست مؤخراً.
وقال الموقع أنه بفحص الصورة بصيغة (HD) وتكبيرها 7000%، وجد إطار الصورة مسنن وضبابي على حجاب خديجة كما أنه بالنظر لصورة خديجة بجوار خاشقجي يبدو أن هناك ظلالا متعمدة، كما كشف أن صورة جمال حقيقية ولكن جرى التلاعب بها لأن لون قميصه يبدو مشبعًا، وأشار التحليل أيضًا إلى أن أخذ عينات الألوان على الصورة الأصلية (HD)، بين تشبعا مفرطا في منطقة القميص، بالإضافة لاختلافات على الصورتين، حيث إن صورة خديجة كبرت لتتناسب مع صورة جمال.
وقد اتهمت الحكومة التركية برونسون بمساعدة الجماعات الإرهابية ، وهو ما نفاه. وقد دفعت إدارة ترامب بقوة لإطلاق سراحه ، قائلة إنه تم اعتقاله بشكل خاطئ. في يوليو / تموز ، أطلقت تركيا سراح برونسون من السجن ونقلته إلى الإقامة الجبرية. يواجه عقوبة محتملة تصل إلى 35 سنة في السجن إذا أدين.
وقال مسؤولون في الإدارة الأمريكية إن إطلاق سراح برونسون وغيره من الأمريكيين سيكون خطوة مهمة نحو إصلاح العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا.
وقال المسؤول الكبير الثالث في الادارة "هذه الادارة شاركت بفاعلية في طلب الافراج عن القس برونسون لشهور مع علماء وكالة ناسا سيركان جولج وموظفي البعثة الامريكية في تركيا." "من شأن تطور إيجابي في حالات القس برونسون وسيركان جولج والموظفين المحليين للبعثة الأمريكية في تركيا أن يفعلوا الكثير لتحسين الثقة واستعادة العلاقات الثنائية".