عندما تخط قدمك ساحة شيخ العرب السيد أحمد البدوي، تخطف أنظارك أنوار مسجده، فسرعان ما يأخذك الشوق لترى ما يحكي عنه من سبقك بالزيارة إلى هناك، "أثار النبي"، صلى الله عليه وسلم، تتجه مستقبلا الباب الأحمدي، وما إن تخلع نعليك، تغمر قلبك الروحانيات المحمدية، ويسكن قلبك وتخشع نفسك، وتأخذك فطرتك لتتحسس، "موطئ رسول الله"، تجوب عيناك هنا وهناك، تنظر من خلف الزجاج على صاحب المقام وتدعوا بما شئت، وتستنشق روائح المسك وما أفاض الله على أهل الزيارة من عطور تبهج روحك، هنا، في هذا الركن اليماني، "أثر قدم رسول الله وخصلة لحيته المبارك"، داخل صندوق زجاجي محكم الغلق، يراه الزائر فقط ويتبرك به طوال فترة بقاءه داخل المسجد.
كرامة خصها الله تعالى، بمسجد السيد البدوي في طنطا، إذ جعل مستقر" أثر قدم النبي" صلى الله عليه وسلم، عنده، كما قص لـ"عدسة أهل مصر"، ياسر الحويت أحد مريدى البدوي:"فى بداية عهد مسجد العارف بالله سيدى أحمد البدوي ، كان مجرد خلوه وملحق بها غرفة ينام فيها الشيخ، لكن بعد وفاتة بنى تلميذه عبدالعال، المسجد وتوسع فيه، حتى وصل إلى عهد على بك الكبير والذى قام بعدد التعديلات على طراز المسجد، فبنى القباب النحاسية والمآذن الثلاث.
وأضاف، أن حول الضريح الخيمة النحاسية، والثريا المعلقة بسقف المقام، وقسم المسجد إلى أعمده رخامية لامعه، وكان لكل منها قارئ ومعلم كالأزهر قديماً، وللمسجد 5 أبواب أكبرها البوابة الأمامية ولم يكن بشكله المعتاد الذي عليه في الوقت الحالي منذ بناء السلطان قايتباي، إلا أنه تأثر بعوامل الزمن وتم ترميمه مرتين أولهم عام 1975، في عهد الرئيس أنور السادات، والمرة الأخيرة في عام 2005 بتكلفه وصلت لـ17 مليون جنيه ، وبدء الترميم من الواجهه والساحه الخارجية والنافوره التابعه لصحن المسجد.
وأضاف أن في ركن من أركان الضريح حجر كلسى طبعت عليه قدم النبي صلى الله عليه وسلم، وأشار بيديه لركن زجاجى بداخله حجر، مطلى باللون الأسود، وأشار إلى أنه وصل بالتنقل بين البلدان حتى وصل لضريح البدوي، كما يحتوى أيضا على خصله من لحية الرسول الكريم، لكن لا يراها ولا يزورها الكثيرين، فبعد اقتراحات عدة، صرح وكيل الوزارة أنه سيتم تركيب شاشه عرض فوق الغرفة لعرض المقتنيات للزوار، وعلى رأسها العباءتين والعمامة والأمشاط وعصا العارف بالله.
يذكر أن اليوم الخميس هو الختامية للاحتفال بمولد السيد البدوي، بمشاركة 78 طريقة صوفية على مستوى الجمهورية الجمهورية، و ما يقرب من 2 مليون مشارك في الاحتفال من المريدين وذوي المعمائم الحمراء.