خلف مدرسة المنيا الاعدادية جنوب المدينة بالمنيا يوجد اقدم واعرق شارع للقفاصين بمحافظة المنيا شارع ملىء بالعشش والغرف الضيقة والجريد وسعف النخيل والاشكال المختلفة من تشكبلات متنوعة من جريد النخيل ما بين كراسى واقفاص وكنب ومقاعد اطفال واقفاص صغيرة للعصافير والطيور
حين تدخل الشارع تعود بك الذاكرة الى عصر المهن القديمة والتى تعبر عن التراث الشعبى الاصيل لكن حين تنظر فى وجوه الصنايعية والقفاصين فى ظل الظروف الاقتصادية الطاحنة التى يعيشونها تنظر وكانم يقولون لك اننا نحاول ان نحافظ على مهنة تبحث عن بقاء هى مهنة صانع الاقفاص والكراسى وغيرا من جريد النخيل
عمى يحيا محمود الرجل الثمانينى والذى انجب 7 اولاد اكبرهم محمد واصغرهم احمد البالغ من العمر 27 عاما ما زالوا جميعا يساعدون والدهم الرجل المسن فى مهنته التى ورثا ابا عن جد عمى يحيا التقت به اهل مصر قال انا حلمى الوحيد ان يكون عندى بيت الم فيه اولادى واحفادى وان تقوم الدولة بانشاء نقابة مثل النقابات الاخرى لاننا كقفاصين لا توجد لنا نقابة والدولة تعامنا على اننا فلاحين مع اننا اصحاب مهنة شريفة مثل اى مهنة للاسف الشديد الحكومة رافضة تصرف لينا معاش اصحاب مهنة
يسكن عمى يحيا فى الشارع بين الاقفاص وجريد النخيل واولاده حين ترهم عرايا من قلة الملابس حيث لا توجد سوى غرفة واحدة ن لطوب اللبن وحما م بلدى ضيق ويستخدم تلك الغرفة لنساء اولاده وبناته وزوجته فقط اما اولاده لصبيان فيعيشون بين الاقفص والجريد وفى الشارع حيث لا يتقاضى اى معاش حكموى او من اى نقابة عمالية بسبب غياب النقابة الخاصة بالعمال القفصين سوى معاش مسنين حوالى 400 جنيه يقول عمى يحيا انا عايز اتقدم للمحافظة علشان تدينى شقة او تهدى البيت القديم واعمله لولادى خاصة وان عمرى اقترب من الموت ودخلت على ال80 من لعمر ومش عايز حاجة من لدنيا سوى سترة اولادى من بعدى
ويضيف عمى يحيا اولادى فهم محرمون من المعاش او اية مساعدات من الدولة لانها تقول لنا انتم لستم اصحاب مهنة وانما انتم فلاحون او عمال لم يملكون من حطام الدنيا شيئا قال عمى يحيا حلمى الاكبر ان يكون عندى بيت او شقة واحدة لان المهنة انتهت وراح عليها خلاص لان غلاء الاسعار واسعار الجريد ارتفع اسعارها والزبون مات مفيش زبون عاد ليشترى القفص سواء للطيور او الفراخ او العصافير من اجل الترفيه
واضاف عمى يحيا انا معايا 7 اولاد كلهم مجوزين بس معنديش شقة و لا بيت والحكومة يا ريت سايبانا فى حالنا بتطاردنا كل وقت ومش عارفين نروح فينا محاضر اشغال وطرق وتقدمت بطليات كثيرة لمحافظ المنيا لاستلام وحدة سكنية الا ان يبدو ان الغلابة ملهمش نصيب فى البلد ده واختتم عمى يحي احنا تعبنا من المهنة ومحتاجين صرف معاش وخاصة نحن ندفع تامينات على تلك المهنة فلماذا لا تكون نقابة تدافع عن العشرات من القفاصين الغلابة فى المحافظة وخاصة اصبحنا مثل اللاجئين ننتظر زبون بفارغ الصبرعلشان ناخد 30 جنيه ولا اكتر نعيش منها وينهى حديثه قائلا شوف لينا المشكلة واطرحها علشان نقدر نعيش زى باقى الناس.