في مثل ذلك اليوم من العام الماضي احتفت مصر، ممثلة في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بإطلاق خدمات الجيل الرابع؛ باعتباره حلما طال انتظاره وتأخر قدومه، وكانت المخيلات وقتها تصوره بالعصا السحرية التي ستتحقق كل الأهداف، وتتيح نقلة نوعية للصناعة، وتفتح آفاق الركب التكنولوجي والثورة المعلوماتية العالمية لمصرنا الحبيبة، وأن كانت المحصلة صفر، بعدما تبين أنهم كانوا يبيعون الوهم.
مظاهر الصدمة الحضارية من عدم الاستفادة من تلك التقنية التي تم الإعلان عنها واستمرار الوضع على ما هو عليه دون أدنى تغيير باتت ممزوجة بمشاعر الاستغراب والدهشة، التي تعتري مستخدمي الهواتف الذكية ومشتركي الإنترنت السريع من عبارات "اقفل الراوتر وافتحه تاني"، و"اتأكد من وجود الاسيبلتر وعدم وجود خدوش بالسلك"، و"الهاتف خارج نطاق الاتصال"، و"عذرا.. أنت تحاول الاستفادة من خدمة غير موجودة"، وغيرها من العبارات التي يطلقها موظفو خدمة عملاء شركات الاتصالات، حتى صارت التساؤلات عن جدوى التقنية وحقيقة تفعيلها محل شك، ولسان حال الشارع المصري، فيما يتعجب البعض من دفع وتحصيل اشتراك مقابل خدمة لا يحصل عليها بالفعل، في عملية تتسم بغياب عدالة التوزيع والاستخدام حسب وجهة نظرهم.
كان عدد مستخدمي الهاتف المحمول في مصر قبل تطبيق خدمات الجيل الرابع نحو 96.2 مليون مستخدم، وصلوا إلى 100.3 مليون بعده، ووصل مستخدمو الإنترنت عن طريق المحمول من حوالي 31.7 مليون، إلى 32.8 مليون بعد الجيل الرابع، كما كان مستخدمو الإنترنت "يو إس بي مودم" قبل تطبيق الجيل الرابع 3.2 مليون، وصلوا إلى 3.4 مليون مستخدم بعد الجيل الرابع، ومستخدمو الإنترنت فائق السرعة 4.9 مليون مشترك، وصل عددهم إلى 5.8 مليون بعد الجيل الرابع.
وكشف الدكتور حمدى الليثى نائب رئيس غرفة صناعة تكنولوجيا المعلومات أن الخدمة لم يتم تطويرها بالقدر الكافي حتى الآن، حيث لم تواكب مستوى خدمة 4 G وسرعاتها الموجودة فى الدول المقدمة لهذه الخدمة، موضحاً أن الخدمة لا تزال غير منتشرة بصورة منتظمة بمختلف المناطق حسب كثافتها السكانية وعدد المستخدمين بها .
وأوضح الليثي في تصريحاته لـ"أهل مصر" أن استفادة المستخدم من خدمات الاتصالات بصورة متكاملة تحتاج إلى تطوير خدمات البنية التحتية للقطاع بشكل جذري بالكامل، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن تكلفة تطوير البنية التحتية لقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بمصر تتجاوز 200 مليار جنيه.
وأضاف نائب رئيس غرفة صناعة تكنولوجيا المعلومات أن تلك التكلفة تأتي كقيمة لعمليات الصيانة اللازمة وإتاحة ترددات جديدة للشبكات والدعم الفنى الخاص بأبراج الإشارات، إضافة إلى زيادة الحيز الترددى لها، مستشهداً بأنه تم ضخ ما يعادل 460 مليار جنيه بالبرازيل لتحديث البنية التحتية وتطوير خدمات الإنترنت فائق السرعة، بينما ضخت أستراليا ما يعادل 475 مليار جنيه، وألمانيا ما يعادل 360 مليار جنيه .
فيما رفض المهندس خالد حجازي رئيس القطاع المؤسسي لإحدى شركات المحمول وصف الجيل الرابع بالفنكوش أو غير المؤثرة، موضحاً أن كل تطبيقات الأجيال المختلفة بدءاً من الهاتف الثابت إلى الجيل الخامس تعد طريقاً ومساعداً لما يليه، فهي عبارة عن حلقات متصلة لا يمكن الإستغناء عن أي منها، كما أن خدمات الجيل الرابع لا تزال في مرحلة العمل، مشدداً على أهمية الصبر، حتى نرى نتيجة العمل، وليس بين عشية وضحاها ستعم الفوائد.
وتابع حجازي في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر" أن ترددات الجيل الرابع ساعدت على إطلاق خدمات الجيل الرابع المتقدمة الــ 4.5G التيساهمت بقوة في تحسين جودة الإتصالات بمصر سواء على صعيد تسريع بيانات الإنترنت أو المكالمات الهاتفية لافتاً إلى أن المستخدم سيشعر بالفرق بين خدمات الجيل الثالث والجيل الرابع وخدمات الجيل الرابع المتقدمة موضحً أن اللأخير منذ طرحه وخدمات الإنترنت والمكالمات تغيرت بشكل أفضل .
وكان حجازي أوضح سابقاً الفرق بين خدمات الجيل الثاني والثالث بأنه نقلة نوعية من تكنولوجيا الاتصالات التي صنعت الفارق بين الهاتف التقليدي الذي تقتصر خدماته على الرسائل القصيرة والمكالمات الصوتية، عكس خدمات الجيل الثالث الذي يقدم المكالمات الصوتية ورسائل الوسائط المتحركة، فضلا عن جودة تراسل البيانات والإشارات، الأمر الذي اختلف في الانتقال من الجيل الثالث إلى الجيل الرابع، والذي يقوم بتسريع بيانات وإشارات الإنترنت بكفاءة متميزة.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
