كلما زاد عدد السينمات ودور العرض والمسارح وقصور الثقافة والتياتروهات، ارتقى الذوق العام للمجتمع، هذه قاعدة عرفها المجتمع المصري، فمنذ أن ظهرت السينمات في مصر، حتى انتشرت بشكل كبير في جميع المناطق الشعبية.
تاريخ طويل شاهد على تنوع السينمات ما بين سينمات مفتوحة "صيفية" وسينمات مغلقة "مغطاة"، كما اشتهرت العديد من السينمات بأسماء أصحابها، مثل سينما فاتن حمامة وسينما فريد شوقي، حيث جرت العادة أن يشترى الفنانين سينمات ومسارح باسمهم، مما ساعد على وجود تنافس ساعد على ثراء الحياة الفنية.
سينما "دوللي" .. ربما تردد هذا الإسم في العديد من أفلام الثمانينات، وأشهرهم فيلم "زوج تحت الطلب" الذي ذكر فيه الفنان عادل إمام اسم السينما في إحدى مشاهد الفيلم.
وتعد سينما "دوللي" من أقدم سينمات شبرا القاهرة، بل أنها من أهم معالمها الثقافية، التي تجمع أهالي الحي أمامها في المناسبات والأعياد بعد أن كانت وسيلتهم للترفية، ولم يعد الحال كما هو عليه، فما أن تمر بشارع شبرا وعلى بعد خطوات من محطة "أحمد حلمي"، تجد نفسك أمام سينما "دوللي"، والتي لم يبقى منها سوى لافتة قديمة مكسورة عليها نصف الاسم.
سلاسل حديدة أمام المدخل، الذي غطته خيوط العنكبوت والحشرات وسياج حديدة وشرفات كانت توضع تحتها أفيشات الأفلام استبدلت بإعلانات عن مقابر وأحواش للبيع والإيجار، هكذا بات حال أشهر سينمات شبرا القاهرة.
تاريخ السينما
تعود ملكية سينما "دوللي" إلى الفنان فريد شوقي، الذي امتلك أكثر من دور عرض والذي كان يملك سينما تحمل اسمه في حي العباسية، ولكنه تعرض أيضا للغلق والهدم.
جولة ميدانية لـكاميرا "أهل مصر" حول السينما للحديث إلى أهل الحي عن ذكرياتهم مع سينما دوللي.
"اتقفلت وهتتباع زي كتير من معالم شبرا اللي اتغييرت وشوهت شكل الحي" .. بهذه الكلمات يبدأ عم "ميخائيل" رجل سبعيني يملك متجر لبيع الحلوى واللب في شارع جانبي للسينما، فيقول أن شبرا وروض الفرج كان بهم العديد من السينمات الشعبية التي كانت تضم جميع ففئات المجتمع والتي كانت أسعار تذاكرها يتناسب معهم، لافتا إلى أن سينما دوللي ليست الأولى، فسينما ألف ليلة وليلة في منطقة روض الفرج أغلقت في البداية ثم هدمت ويوجد مكانها برج سكنى الآن، بالإضافة إلى سينما مسرة وشبرا بالاس وجميعهم أغلقوا وسيتعرضوا للإزالة تماما.
وأضاف عم "ميخائيل" ليست السينمات فقط هي ما تتعرض للإغلاق والبيع، فهناك الكثير من معالم شبرا أغلقت وبيعت مثل أشهر محل حلواني في شبرا "أحمد مدبولي قاسم" وبني مكانه مقر لأحد البنوك التجارية.
ويوضح أحد العاملين بمحل حلوى في شارع شبرا، أن السينما كانت تعرض أفلام سينمائية قبل ثورة 25 يناير، ولكن مع ظهور السينمات الحديثة مثل سينما مول الأمير في شارع خلوصي تراجع الإقبال عليها، ثم تعرضت للهجوم والتكسير مثل العديد من المتاجر في شبرا أثناء الثورة، وظلت مغلقة من وقتها حتى يومنا الحالي.
"اه طبعا فاكرها وليا معاها ذكريات كتير .. وحزين أنها اتقفلت" .. هكذا جاء رد الرجل صاحب الـ65 عاما والذي كان يقف في بلكونته في الدور الأرضي ليسقي الزرع، فيقول أنه كان يذهب إليها مع أصحابه في الثمانينات وكان سعر التذكرة رخيص يتناسب معاهم، موضحا أنه لم يكن هناك مولات وكانت شبرا هي كل حياتهم، وبالطبع سينما دوللي كان لها العديد من الزيارات في فترة التحاقه بالجامعة، موضحا أنه لم يعرف أحدا إلى الآن من هو المالك الحقيقي للسينما وهل تم ضمها لباقية سينما وزارة الثقافة أم لا ؟، ولكن بالتأكيد سيتم هدمها وبيع الأرض لمستثمر حيث أنها تقع في موقع مهم في شارع شبرا .