قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مساء الثلاثاء، إنه سيترك القرار للكونجرس بشأن تبعات قضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي على السعودية، معتبرا محاولة التغطية على ملابسات قضية خاشقجي بأنها "أسوأ عملية تستر على الإطلاق"، "أيا كان من فكر في هذه العملية سيكون في ورطة وعليه أن يكون في هذا الموقف"، وفق ما نقلت "سي إن إن".
وقال ترامب إن ما حدث كان "فكرة سيئة بالمبدأ، وتم تنفيذها بشكل سيء وعملية التغطية عليها كانت الأسوأ عبر التاريخ".
أما عن الانسحاب من بعض الشراكات الاقتصادية مع المملكة، فقال الرئيس الأمريكي إن هذه الخطوة ستفسح المجال أمام روسيا والصين لكسب صفقات عسكرية تقدر بـ450 مليار دولار. لافتا إلى أن واشنطن ستكون قد أذت نفسها إذا اتخذت إجراء كهذا.
وبعد 18 يوما على وقوع الجريمة، أقرت الرياض، فجر السبت الماضي، بمقتل خاشقجي، داخل قنصليتها في إسطنبول، لكنها قالت إن الأمر حدث جراء "شجار وتشابك بالأيدي"، وأعلنت توقيف 18 شخصا كلهم سعوديون للتحقيق معهم على ذمة القضية، فيما لم توضح المملكة مكان جثمان خاشقجي.
غير أن الرواية الرسمية السعودية تلك قوبلت بتشكيك واسع من دول غربية ومنظمات حقوقية دولية، وتناقضت مع روايات سعودية غير رسمية، منها إعلان مسؤول سعودي، في تصريحات صحفية، أن "فريقا من 15 سعوديا، تم إرسالهم للقاء خاشقجي، في 2 أكتوبر، لتخديره وخطفه قبل أن يقتلوه بالخنق في شجار عندما قاوم".
وعلى خلفية الواقعة، أعفى العاهل السعودي مسؤولين بارزين من مناصبهم، بينهم نائب رئيس الاستخبارات أحمد عسيري، والمستشار بالديوان الملكي، سعود بن عبد الله القحطاني، وقرر تشكيل لجنة برئاسة ولي العهد محمد بن سلمان، لإعادة هيكلة الاستخبارات العامة.
وأكد الرئيس رجب طيب أردوغان على وجود "أدلة قوية" لدى بلاده على أن جريمة قتل خاشقجي "عملية مدبر لها وليست صدفة"، وأن "إلقاء تهمة قتل خاشقجي على عناصر أمنية لا يقنعنا نحن ولا الرأي العام العالمي".
وبينما اقترح الرئيس التركي محاكمة الـ18 شخصا الموقوفين في السعودية في إسطنبول، دعا إلى إجراء تحقيق دقيق في مقتل خاشقجي من قِبل لجنة عادلة ومحايدة تماما ولا يشتبه في أي صلة لها بالجريمة.