بأسلوب بديع ومبتكر، يكسر قوالب الكتابة المألوفة، يطرح الكاتب محمد مختار كتابه الجديد “مذكرات أب عاطل عن العمل”، متوجهًا برسائل إنسانية فريدة إلى ابنه الصغير خالد.. مازجًا فيه بين الذاتي والإبداعي وهو يصدر كتابه بإهداء “إلى طفلي خالد”.. مؤكدًا أنه الإنسان الوحيد الذي لم يحجب ابتسامته عنه في أحلك الظروف. قصة الإهداء في أحلك الظروف لم يفارقني ابني خالد وكان صغيرا يحبو في طرقات الشقة البسيطة التي كنت اسكن فيها في حي من أحياء ضواحي محافظة القليوبية بشمال العاصمة المصرية، فعندما فقدت عملي لم يكتف الأقربون بأن تخلوا عني، ولم أكن أطمع في مساندة معنوية على الأقل، بل أنه بمجرد نفاد مدخراتي القليلة أصبح كل من حولي بمن فيهم أقرب الأقربين يتجهم في وجهي ولا أعرف سببا لذلك، لأنني ببساطة لم أكن اطلب أي شيء من أي إنسان.
ويقول محمد مختار: في هذه الظروف كان إنسان وحيد فقط لم يتوقف عن الابتسام لي، هو طفلي خالد الذي كان في عامه الأول في هذا الوقت الصعب، كان وجوده في حياتي كفيلا بأن يصبرني على المحنة التي مررت بقسوتها، لكن لم أنس أبدا ابتسامته لي وهو يحبو ويفتح باب غرفتي بعد أن رأيت نفسي في رؤيا وشعر كثيف نكاية عن الهموم، فأزاح بابتسامة طفل لم يخطو بعد، يصل بعد لعتبة عامه الثاني كل الهموم، وسارت الحياة بعد ذلك في تيارها المكتوب بحلوها ومرها. ويواصل الكاتب: إن صاحب هذا الإهداء، وهو طفل يحبو في منزلي، هو أكثر شخص في هذا العالم افتقده، لقد كبر الطفل وأصبح له نزقه واصدقائه وحياته الخاصة التي يتلمس بدايتها بعيدا عن بيت أبيه، فليحظفه الله هو وكل أبناء جيله، لكني افتقد صاحب هذا الإهداء هذا الإنسان الصغير الجميل الذي لولاه لما مرت أيام المحنة بكل ما فيها من قسوة ومرار!