تقدم جديد في مفاوضات سد النهضة، ذلك فحوى ما قاله وزير الموارد المائية والري والكهرباء السوداني، منذ يومين، حين أوضح أن التقدم كان في وضع جدول زمني لملء بحيرة سد النهضة الإثيوبي الذي يشيد على نهر النيل بتكلفة أربعة مليارات دولار.
وقال الوزير السوداني خضر محمد قسم السيد لـ«رويترز»: «هناك تقدم بخصوص التوصل لاتفاق بخصوص ملء بحيرة السد وهناك تفاؤل بإمكانية التوصل لاتفاق في هذا الملف».
أخطر النقاط
وتعد جدلية ملء بحيرة سد النهضة، أخطر نقاط الخلاف بين مصر وأثيوبيا في المفاوضات الفنية الدائرة منذ ثلاثة أعوام، فمع إعلان مارس الذي وضع خريطة فعلية للتفاوض حول سد النهضة بين الدول الثلاث «مصر - السودان - أثيوبيا» ظلت تلك النقطة هي الخلاف الرئيسي الذي أدى في النهاية إلى شلل تلك المفاوضات.
لماذا الاختلاف
وينشأ الإختلاف بين أثيوبيا ومصر من تصور أديس أبابا التي تريد ملء خزان بحيرة السد البالغ سعته 74 مليار متر مكعب في ثلاث سنوات فقط، فيما تريد القاهرة ملء هذا الخزان خلال سبع سنوات.
ورغبة مصر ناتجة من أن تخزين هذا الكم الهائل من المياه في ثلاث سنوات فقط، يعني حرمان مصر من حصتها كاملة من مياه النيل، بما لذلك من آثار على ري الأراضي الزراعية وتشغيل السد العالي، وهي الكارثة التي حذر منها البعض إذا أقدمت أديس أبابا على ما تريده.
ويؤكد الدكتور نادر نور الدين خبير المياه الدولي في تصريحات خاصة لـ«أهل مصر»، أن إعلان المباديء الذي وقعه الرئيس عبد الفتاح السيسي مع رئيس وزراء أثيوبيا السابق ينص على عدم إقدام أثيوبيا على تشغيل السد إلا بموافقة القاهرة وهو ماجعل هذا الخلاف قائم حتى الآن.
أما عن التطورات، فيرى «نور الدين» أن حديث وزير الموارد المائية السوداني يقصد أن هذا التقدم يعني وجود حل وسط، مرجحًا أن توافق مصر على الملء خلال 5 سنوات من أجل تفادي أي ضرر عليها.