حكاية "مجدي" المشرد في شوارع الإسكندرية.. سُرقت بطاقته فتحول من مُخرج مسرحي إلى متسول: "مش عارف أقبض المعاش" (صور)

حياة بائسة ومأساة حقيقية يعيشها مجدي عبد الرحمن إبراهيم عثمان صاحب الـ 64 عامًا، مخرج مسرحي وتلفزيوني، بعد أن تبدلت به الأحوال من بعد حياة مستقرة تجمعه بزوجته رفيقة دربه ونجله تحت سقف واحد في مسكن الزوجية، ليصبح مشردًا بشوارع الإسكندرية يعيش حياة التشرّد ويعاني من الجوع والفقر، حاله كحال حياة العديد من نجوم الفن التي حوّلت الظروف المعيشية الصعبة، حياتهم إلى حياة مأساوية، ومنهم من انتهت حياته نهايات مأساوية بعد سلسلة من الأزمات المادية والصحية.

فعلى أحد كراسي محطة الترام بمنطقة محطة الرمل، وسط الإسكندرية، يجلس الرجل المسن الذي لا يمتلك سوي «زجاجة مياه وكيس بلاستيك» يضعهم بجواره على الكرسي متخذًا منه سريرًا ينام عليه، متعففًا عن السؤال لعزة نفسه، وقد يمر يومه دون مأكل أو مشرب، في مشهد جذب أنظار المارة، في شغف لمعرفة حقيقة هذا الرجل وحكايته المأساوية التي يخفيها وراء هذا الشيب.

وبالاقتراب منه وسؤاله عن قرب، بدأ يسرد تفاصيل حياته وهمومه وآلامه وأحلام دهستها قسوة الطرقات وذلها التراب، حيث قال إنه كان يعمل مخرج مسرحي وتليفزيوني وأنه يحمل مؤهل بكالوريوس تجارة خارجية دفعة 1976 وأيضًا درس في معهد إخراج تليفزيوني وتخرج منه في عام 1988، وكان يمتلك منزلا يعيش فيه وزوجته ونجله بالقاهرة بدائرة قسم شرطة الظاهر، مضيفًا أن حياته تبدلت بعد أن كانت مستقرة وذلك بعد وفاة زوجته ومغادرة نجله إلى خارج البلاد، حيث سافر إلى أمريكا وتركه منذ عدة سنوات ولا يعلم عنه شيئًا، أما المنزل الذي يعيش فيه فقد تم طرده منه بعد أن استولى صاحب الشقة عليه مستخدمًا نفوذه ولم يستطع استردادها منه مرة أخرى.

يتابع «مجدي»، أنه جاء عقب ذلك إلى الإسكندرية، وسُرقت منه محفظته وكانت تحوي جميع أوراقه، مشيرًا إلى أنه كان يتقاضى معاشًا شهريًا من البوسطة 6000 جنيه، ومنذ فقدانه جميع أوراقه داخل المحفظة لم يستطع الحصول على معاشه، وانتهى به الحال بأن أصبح مشردًا بشوارع الإسكندرية دون مأوى أو مأكل أو أي وسائل رعاية.

وصور أحد المواطنين المخرج المسرحي والتليفزيوني ونشر صورته عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» في محاولة منه لمساعدته والعمل على انتشاله من الشوارع واستخراج أوراق رسمية بدلا من التي فُقدت، وعلى الفور استجابت الدكتورة غادة والي، وزيرة التضامن الاجتماعي، بعد ساعات قليلة من تداول صوره، وتم إرسال فريق التدخل السريع بمديرية التضامن الاجتماعي بالإسكندرية لبحث الحالة وتقديم سبل الرعاية لها، وتم إيداع المواطن عقب ذلك داخل دار الهدايا للمسنين بمنطقة الرأس السوداء بشرق الإسكندرية.

وقال هشام صلاح الدين، مهندس ديكور بالإسكندرية، إنه عقب علمه بحالة المواطن قام بتصويره ونشر صوره على «فيس بوك» في محاولة منه لمساعدته والعمل على انتشاله من الشوارع، وفي حوالي الساعة الثانية بعد منتصف الليل تلقى اتصالًا هاتفيًا من وزارة التضامن الاجتماعي لتقديم الشكر له على اهتمامه بحالة المواطن ورعايته، وأنه سيتم إرسال فريق التدخل السريع لبحث حالة المواطن وتقديم كل سبل الرعاية له، مضيفًا أنه فور انتهاء المكالمة تواصل معه فريق التدخل السريع بمديرية التضامن الاجتماعي بالإسكندرية وتم إيداع المواطن داخل دار الهدايا للمسنين بمنطقة الرأس السوداء.

وأضاف أنه عقب ذلك تواصل معه الدكتور أشرف زكي، نقيب الممثلين، وأكد أن المواطن بالفعل عضو بنقابة المهن التمثيلية بالمعاش ومقيد منذ شهر يناير 2015، وأنه سيتم تقديم كل سبل المساعدة له وسيتم نقله إلى دار للمسنين بالقاهرة وتوفير معاش له ليتمكن من العيش من خلاله.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً