عودة الأمير أحمد بن عبد العزيز الشقيق الاصغر للملك سلمان بن عبد عزيز للسعودية مساء أمس، هل تٌنجح خطة الفاسدون في السعودية خاصة بعد قضية مقتل جمال خاشقجي للإطاحة بولي العهد السعودي أم أنه طوق السلامة لحماية العرش من المارقين الذين يحاولون الإيقاع به بمعاونة إيران وغيرها،يبدو من المؤشرات الأولى أنها لصالح السعودية حيث وصل الأمير أحمد واستقبله بحفاوة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ولكن عودته تلك تعتبر مؤشر هام داخل اروقة القصر الملكى ... فهل هناك ثمة شئ يحدث؟
الأمير أحمد بن عبدالعزيز والملك سلمان هما الفردان الأخيران من بين من يسمَّون السديريون السبعة، وهم أبناء الملك عبدالعزيز -مؤسس المملكة السعودية الحديثة- السبعة من زوجته المفضلة الأميرة حصة بنت أحمد السديري.
وشغل أحمد بن عبد العزيز لفترة وجيزة منصب وزير الداخلية عام 2012، إلى أن خلفه بعد خمسة أشهر من توليه المنصب المسؤول البارز في مكافحة الإرهاب الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز.
اتصال هاتفي بشأن قضية جمال خاشقجي
وكانت وسائل إعلام محسوبة على قطر وإيران بالإضافة إلى أخرى غربية، روّجت منذ أشهر أن الأمير أحمد بن عبدالعزيز قرر البقاء في لندن بسبب خلافات مزعومة داخل الأسرة، إلا أن عودته في هذا التوقيت بشكل خاص تدحض تلك الأكاذيب، حيث قالت مصادر لصحيفة "سي بي أس" الأمريكية أن الأمير أحمد بن عبد العزيز هاتف منذ أسبوع الملك سلمان وكشف له ماحولات بعض الإخوان والمعارضون للمملكة قلب الرأي العام على السعودية في قضية جمال خاشقجي، مؤكداً أنه على يقين أن المسؤولين في الرياض ليس لهم يد في مقتل جمال خاشقجي الصحفي السعودي، وأنه آت للمملكة قريباً لمساندته.
المسؤولية تقع على أفراد محددين
وكان الأمير أحمد بن عبدالعزيز أثناء اقترابه من المتظاهرين في لندن بسبب قضية جمال خاشقجي الذين كانوا يهتفون باللغة الإنجليزية "يسقط آل سعود، عائلة آل سعود المجرمة"، ويسألهم لماذا ينتقدون آل سعود كلهم بينما المسؤولية تقع على أفراد معينين.
وقد أثار مقطع الفيديو جدلا واسعا على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، وظهر أكثر من وسم حول الموضوع أبرزها وسم "نبايع أحمد بن عبد العزيز ملكا"، ووسم مضاد "نتعهد بالولاء للملك سلمان بن عبدالعزيز"، لكن الأمير أحمد أكد أن شقيقه الملك سلمان ونجله ولي العهد محمد براء من دم "جمال خاشقجي" وستؤكد التحقيقات ذلك.
سنواجه العالم معاً
عودة الأمير أحمد ستخفف الضغط على بن سلمان ، الذي يقع في قلب المواجهة بين السعودية وتركيا بعد مقتل خاشقجي في قنصلية بلاده في اسطنبول،وتطالب السلطات التركية السعوديين بإخبارهم بمكان جثة خاشقجي ، ويصر السعوديون على أن تقوم تركيا بتسليم الأشرطة الصوتية للإعدام ، والتي تسربت تفاصيلها بشكل روتيني إلى وسائل الإعلام.
ومع وجود الأمير أحمد عبد العزيز داخل المملكة سيتم الكشف عن المحرضون الحقيقيون الذين أردوا بتلك اللُعبة توريط آل سعود في أزمة عالمية تزامناً مع مؤتمر "دافوس الصحراء" الاستثماري لقلب خطط "بن سلمان" الاقتصادية للمملكة رأساً على عقب، خاصة وأن الأمير أحمد عبد العزيز مشهور بأنه "داهية" في الداخلية لذا استعان به شقيقه لحل اللغز.
ونفى بن سلمان مراراً وتكراراً معرفته بعملية مقتل جمال خاشقجي، التي تضمنت خمسة أفراد من تفاصيله الأمنية الشخصية، رافقته ثلاثة منهم في رحلات رفيعة المستوى إلى لندن وواشنطن وباريس، خاصة تزامناً مع حشد الأمير خالد بن سلمان شقيق ولي العهد السعودي الأمراء ضد محمد بن سلمان لزحزحته عن العرش.
فهل سينجح الأمير أحمد في حل لغز قضية جمال خاشقجي، وهل سيكشف المحرضون الحقيقيون الذي ارادوا توريط السعودية فيما ليس لها؟