أكد عدد من نواب البرلمان، على أن القضية الفلسطينية تشهد اهتمامًا غير مسبوق في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، في الوقت الذي انشغل فيه الحكام الحرب بخلافاتهم وصراعاتهم الداخلية في بلادهم، حيث صرحوا بأن اللقاء الذي عُقد بين الرئيس عبدالفتاح السيسي ونظيره الفلسطيني محمود عباس أبو مازن، على هامش فعاليات منتدى شباب العالم بشرم الشيخ، يأتي بهدف تطورات ملف المصالحة الوطنية، في ظل العناية الخاصة التي توليها مصر لهذا الملف، باعتبار أن الانقسام "الفلسطيني-الفلسطيني" أضر كثيرًا بالقضية، وبوابة للوصول إلى حا عادل وشامل للقضية.
وشدد النواب في تصريحات لـ"أهل مصر"، على موقف مصر الثابت تجاه القضية الفلسطينية، المرتكز على أساس حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، مؤكدين على أن مصر لن تألوا جهدًا لدعم التحرك الفلسطيني الساعي لاستعادة حقوق الفلسطينيين المشروعة، وتسوية القضية وفقا لحلول عادل وشاملة.
النائب اللواء محمد سعيد الدويك، عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بالبرلمان، يرى أن بداية حل القضية الفلسطينية يمكن في إعادة ترتيب البيت من الداخل، ولم شمّل الفرقاء، وهو ما تقوم به مصر خلال العامين الماضيين، لأنها تعلم تمامًا حجم الضرر الذي تسبب فيه هذا الانقسام، والذي دفع ثمنه فقط الشعب الفلسطيني.
ويضيف: أن أمام الفلسطييين فرصة تاريخية لتسوية القضية الفلسطينية تلوح في الأفق ترعاها الدولة المصرية، والرئيس عبدالفتاح السيسي، لن تتكرر هذه الفرصة مرة ثانية، متابعًا:" لن ترحمهم الأجيال المقبلة إذا أضاعوها".
النائبة غادة عجمي، وكيل لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، تقول إن القضية الفلسطينية ضمن الأجندات الرئيسية لسياسة مصر الخارجية، وتسعى جاهدةً لرفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني، وإيجاد تسوية سياسية لهذه القضية، ومن هذا المنطلق منذ اليوم الأول لرئيس عبدالفتاح السيسي في الحكم، وهو لا يترك فرصة أو مناسبة في محفل دولي دون أن يطالب المجتمع الدولي بالقيام بمسؤولياته التاريخية تجاه الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة.
وتابعت: أن لقاء السيسي- عباس تأكيد على حرص مصر مساندة القضية الفلسطينية وإعلان الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، مشددًا على ثبات الموقف المصري من القضية الفلسطينية المرتكز على حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وتضيف: "كما يؤكد هذا اللقاء، على مدى الاهتمام الكبير التي توليه مصر في عهد الرئيس السيسي على دعم التحرك الفلسطيني الساعي لاستعادة حقوق الشعب الفلسطيني وتسوية القضية وفق حلول عادلة وشاملة".
وأشارت وكيل لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان إلى أن مصر على مدى العقود الماضية قدمت للقضية الفلسطينية الكثير ولم تلعب أبدا على الخلافات الفلسطينية أو تستغلها بالعكس كانت دائما مع تعزيز المصالحة الوطنية الفلسطينية والدفع بها للأمام.
وتحتل القضية الفلسطينية منذ عام 1948اهتمام الأكبر من جميع الزعماء المصريين خاصة بعد الجلاء البريطاني عن مصر، الا أن كل رئيس تعامل معها بطريقة مختلفة
ففي عهد الملكية، أعلن الملك فاروق عن مشاركة الجيش المصري في حرب 1948 حيث أدرك أن الرأي العام المصري والعربي لدية رغبة في الإسهام في عملية إنقاذ فلسطين ولمواجهة خصومة السياسيين في ذلك الحين وهما حزب مصر الفتاة وجماعة الإخوان المسلمين.
ووضع جمال عبدالناصر القضية الفلسطينية في مقدمة اهتماماته لذا كانت دعوته لعقد مؤتمر الخرطوم الذي رفع فيه شعار «لا اعتراف، لا صلح، لا تفاوض» مع إسرائيل، والذي سمى بمؤتمر «اللاءات الثلاث» كما كان لمصر بقيادة عبدالناصر دور كبير في توحيد الصف الفلسطيني من خلال اقتراح إنشاء منظمة التحرير الفلسطينية ، كما ساندت مصر في القمة العربية الثانية التي عقدت في اسكندرية يوم الخامس من سبتمبر 1964.
وكانت نظرة الرئيس الراحل أنور السادات ثاقبة في تقدير العلاقات العربية مع إسرائيل لذا أطلق عليه بطل الحرب والسلام بين المثقفين المصريين حيث خاضت مصر حرب أكتوبر بقيادته والتي توجت بالنصر فرفع شعار «النصر والسلام» ، ولا يمكن أن نتجاهل مطالبات السادات بحقوق الشعب الفلسطيني خلال خطابة الشهير في الكنيست الإسرائيلي مطالبا بالعودة إلى حدود ماقبل 1967.
وخلال فترة حكم الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك التي امتدت تقريبا 30 عامًا شهدت القضية الفسيطينية تطورات كثيرة وحادة ونتيجة ذلك تطورت مواقف وأدوار مصر لتحقيق الاستقرار في هذه المنطقة الملتهبة من حدود مصر الشرقية، وكانت البداية مع سحب السفير المصري من إسرائيل بعد وقوع مجزرة صبرا وشاتيلا 1982.
وبعد تولي الرئيس السيسي ظلت القضية الفلسطينية قضية مركزية بالنسبة لمصر وبذلت مصر العديد من الجهود لوقف إطلاق النار لتجنب المزيد من العنف وحقن دماء المدنيين الأبرياء من أبناء الشعب الفلسطيني الذين يدفعون ثمن مواجهات عسكرية لا ذنب لهم فيها، فضلاً عن الجهود الإنسانية التي قدمتها مصر من خلال فتح معبر رفح لاستقبال الجرحى والمصابين الفلسطينيين والمساعدات الغذائية والدوائية للشعب الفلسطيني.