تستعد محافظة الأقصر، للإحتفال بمولد القديس مارجرجس، والذي يبدأ في الفترة من 11 حتى 17 نوفمبر الجاري من كل عام، بمشاركة الآلاف من مسيحيي محافظات مصر، معلنين رفضهم للإرهاب الأسود، رافضين الإستسلام والرضوخ لكل المحاولات البائسة واليائسة التي تحاول جاهدة إطفاء أعياد المصريين وأفراحهم، متجاوزين محنة الحادث الإرهابي البشع، الذي استهدف مجموعة من المواطنين المصريين، يوم الجمعة الماضي، أسفر عن استشهاد 7 وإصابة 14 آخرين، بمحافظة المنيا، أثناء زيارتهم لدير الأنبا صموئيل.
بدأ توافد الأقباط من مختلف محافظات الجمهورية، للتخييم في دير مارجرجس بالرزيقات بالأقصر، فيما يفضل اقباط آخرون زيارة الدير في نفس اليوم ومغادرته، لإرتباطهم بظروف عمل، 11 من نوفمبر حتي 19 من الشهر من كل عام.
دورة المولد
ويشهد "الدير"، إقامة قداس من صباح كل يوم، والتي تعرف باسم دورة مارجرجس، والتي تنطلق في الثانية من ظهر كل يوم، ويشارك فيها كل زوار الدير، ويتقدم الشمامسة الدورة ثم الرهبان، ويرفع فيها صورة كبيرة لمارجرجس، والتي تبدأ من بوابة الكنيسة الأثرية، حتي باب الدير وتعود مرة أخرى لنفس النقطة.
التعميد ودق الصليب
يقول مايكل يوسف، أحد خدام كافيتريا الدير، أن مولد مارجرجس، مناسبة دينية وإجتماعية هامة للأقباط، ففيه يلتقي الناس أقاربهم الذين لم يروهم طوال العام في بعض الأحيان، فيما يقوم آخرون بعقد قرانهم، أو خطبتهم في الدير، مشيرًا إلى العديد من الطقوس الهامة الأخرى مثل: "التعميد، ودق الصليب".
وأضاف "يوسف"، يعد مولد مارجرجس، مناسبة هامة للتجار الذين ينتظرونه كل عام، لرواج حركة الشراء، وينتظر الكثير من الناس أقباط ومسلمين أخر أيام الدير، لإنخفاض أسعار السلع من ملابس وأحذية، وأدوات المطبخ.
"تَصَدَّق مِن مالَك، ولا تُحَوِّل وجهك عن فقير؛ وحينئذٍ فوجه الرب لا يُحَوَّل عنك" (سفر طوبيا 4: 7)"
وقال "مايكل"، إن للفقراء نصيب من الفرحة في مولد مارجرجس، حيث يقوم كل قبطي مقتدر بذبح خروف أو عجل، ويأخذ صاحبه ثلاثة أرباع اللحم ويترك الربع للدير، والذي يقوم الأخير بتوزيعه على الفقراء، مضيفًا أن الدير يعتمد على الخدمة المجانية من شباب وكبار، يتم توزيعهم إما في الكافيتيريا، أو نظافة دورات المياه، وإعداد الطعام، فيما ينتظر الكثير من المسلمين مولد مارجرجس، إما لشراء السلع بأسعار مخفضة، أو لزيارة الدير.
استنفار أمني بالأقصر
في سياق متصل، أعلنت مديرية أمن الأقصر، الاستنفار الأمني في محيط دير مارجرجس لتأمين الاحتفالات، وتأمين الطرق المؤدية إلى الدير بمنطقة جبل الرزيقات بمدينة أرمنت بالجنوب الغربي من الأقصر.
وحرص المستشار مصطفى ألهم، محافظ الأقصر، على متابعة كافة الاستعدادات والترتيبات والتجهيزات الخاصة باستقبال الزائرين خلال الاحتفالات، واستعدادات قوات الشرطة والصحة والإسعاف والمرور والحماية المدنية ومختلف القطاعات، للتأكد من سلامة وأمن الزائرين وخروج الاحتفالات بشكل آمن.
يُذكر أن الاحتفال الرسمي بذكري الشهيد مارجرجس في ديره بالرزيقات، يستمر أسبوعًا من الأول إلي السابع من شهر هاتور، وهي المناسبة التي توافق ذكرى تكريس أول كنيسة باسم الشهيد العظيم مارجرجس في مدينة "اللد" بفلسطين، لكن المئات من الأسر تسافر قبل هذا الموعد للإقامة بالدير على مساحة تزيد على 60 فدانًا، بداخل خيام أقيمت خصيصًا لهذا الغرض، بخلاف المنطقة المحيطة التي تكتظ بالآلاف من الزوار مع اقتراب الليلة الختامية.
يُشار إلي أن تاريخ بناء الدير، يعود إلى الفترة ما بين عامي 1850 إلي 1870 ميلادية، وفي بعض الروايات الأخرى إلى ما قبل عام 1896 في عهد الأنبا مرقص أسقف كرسي إسنا في ذلك الوقت، وورد ذكره في كتابي تحفة السائلين ودليل المتحف القبطي.