يعتقد الكثيرون أن "الترامادول" منشط وليس إدمانًا، لما يحققه من طاقة كاذبة لبعض الوقت، تشعر متعاطي الحبة الحمراء أو البيضاء منه، بأنه وحش كاسر يستطيع أن يهدم الحائط الذي أمامه، مخدوعًا بما يعتليه من قوة زائفة، تلقي بصاحبها لمهالك خطيرة، نتيجة ما يتم ابتلاعه من سموم، ليتخطى الأمر مجرد التناول، إلى التشابك حول ماهية "الترامادول" بين المتعاطيين، إن كان منشط فقط، أم إنه قد يتحول لإدمان، فضلا عن خطورته التي تعقب تناوله للعملية الجنسية، ولعل أبرزها ضعف الانتصاب وقتل الحيوانت المنوية.
حسم الدكتور نبيل عبد المقصود أستاذ علاج السموم بكلية الطب جامعة القاهرة هذا الجدل، موضحًا طبيعة الترامادول وتاثيره، مشيرًا إلى أنه مادة مسكنة قوية، تقوم مقام المادة المخدرة، مؤكدًا أن اعتباره كمنشط يعد وهمًا كبيرًا، كونه ناتج عن عدم شعور متعاطيه بالتعب لساعات طويلة على غير عادته، ويرجع هذا لأنه يحدث نوع من أنواع التخدير للعضلات، على عكس طبيعة الجسم، الذي يجهد بعد عدد معين من ساعات العمل.
وأكد "عبد المقصود" في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر"، أن خطورته تكمن في نفس خطورة تأثير الهيروين، فيعتقد البعض أن تركه الهيروين ولجوئه إلى الترامادول، أنه أقلع عن الإدمان، مشيرًا إلى أن من يعتقد ذلك مخطئ تمامًا، لأنه انتقل من مخدر إلى مخدر آخر، منوهًا بأن هناك من يتعاطاه لحل مشاكله الجنسية، موضحًا أنه تأثير وهمي مؤقت في البداية، يعقبه تأثيرات سلبية كثيرة، منها عدم القدرة علي الإنتصاب وقتل الحيوانات المنوية، وبالتالي عدم القدرة علي الإنجاب بسبب عقم ثانوي، وعدم القدرة علي إخصاب البويضة، ولو حدث يكون عرضة للإجهاد المتكرر، وإحتمالية وجود طفل به شيء من النقص الذهني أو النفسي.
وأضاف "عبد المقصود"، أن طريقة العلاج من الترامادول، هى نفسها الطريقة المتبعة في علاج حالات مدمني الهيروين، لأنه من عائلة الأفيون، لافتًا إلى حدوث نفس التأثير، ويتم العلاج من خلال الطرد السريع للمخدر، في غضون ثلاثة أيام دون الشعور بأعراض الانسحاب،
مؤكدًا أن التحصين ضد الترامادول، يتم بغلق المستقبلات الأفيونية بالجسم، التي تؤدي الي عدم شعوره بمتعة تعاطي المريض للترامادول بعد ذلك، لرفض جسمه له ونزوله بالبول، ثم يتجه المريض للعلاج النفسي والإجتماعي.