في التاسعة مساءً، خرج "محمد" من منزله الذي يقع على بعد أمتار من قسم شرطة الوراق، ليوزع "دعوى الفرح"، استعدادًا لحفل زفاف شقيقه الأصغر، "محمود سمير"، ذهبًا إلى محل عمله الذي يقطن في أحد المواقف السيارات، "موقف الوراق" نظرًا لعلمه سواق على أحد السيارات الأجرة في المنطقة، اقترب محمد إلى الموقف لتوزيع الدعاوي على أصحابه، حيث وجد مشادات كلامية بين أصحابه من السائقين، فتدخل "محمد" لفض النزاع بينهم، موجهًا حديثه إلى زميله "سلطان" الذي كان يتشاجر مع "محمود عزت" قائلاً:" بلاش تشتم الناس اللي واقفه" قام على إثرها مشاجرة عنيفة بينهم تدخلت الأهالي لفض النزاع بينهم، وبعد مرور ساعات قليلة عاد مرة أخرى "شقاوة" وبصحبته والده وأحد أقاربه، وتجدد الشجار مرة أخرى بعدما وجه "محمد" اللوم إلى والد "عزت"،.."ربي ابنك الأول"، فاشتعل الشجار بينهم لكن هذه المرة كانت عنيفة، أسقط محمد على إثرها قتيل على يد "شقاوة" بعد أن سدد له عدد من الطعنات "بمطواة" في زراعه.
"ابني مات قبل فرح أخوه بيومين"، بهذه الكلمات بدأت والدة المجني عليه حدثيها لـ"أهل مصر"، والدموع تنهمر من عينيها حزنًا على فراق أكبر أولادها، قائلة: " ابني كان طول عمره جدع، وبيحب الخير للناس، وكان شقيان علينا، كنا قاعدين في البيت، وجاء أحد من أهالي المنطقة، أخبرنا أن محمد بيتخانق في "الموقف"، فتوجهنا مسرعين إليه أنا ووالده لقيت ابني غرقان في دمه، فتوجهنا إلى المستشفى الساحل الذي رفضت دخلوه لإسعافه، فتوجهنا إلى مستشفى أخرى "معهد ناصر" لكن كان فارق الحياة".
التقطت طرف الحديث، آية محمد، زوجة المجني عليه قائلةً: "أنا عايزه حق جوزي اللي اتقتل، ذنبهم إيه أولادي اللي اتيتموا، جوزي راح ضحية على يد البلطجية، إحنا عايزين القصاص"، وقال الحاج "سمير" والد المجني عليه صحاب 63 سنة، "محمد كان ضهري وسندي في الدنيا، وكان بيساعدني في مصاريف البيت، كل ذنبه أنه كان عايز يفض مشاجرة بين أصحابه في الموقف، مكانش عارف أنه هيموت غدر على يد أحد البلطجية.فيما روت الحاجة ليلى، جارة "محمد" وهي في حزن شديد "محمد أنا اللي ربيته، طول عمره كان راجل شقيان على أهله، وبيخدم الصغير والكبير في المنطقة، الله يرحمه كان محبوب من كل الناس، إحنا عايزين حقه يرجع"، وأدلى المتهم باعترافات تفصيلية أمام رجال المباحث، إذ أكد أنه لم يكن يريد قتل المجني عليه ولكن كان يرغب في ترهيبه فقط، مضيفا في اعترافاته أنه تشاجر مع المتهم بسبب الدور في التحميل، فأخرج سلاح أبيض "مطواه" من ملابسه لترهيب المجني عليه، فصدمه بالسلاح الأبيض في ذراعه فتركه خوفا ولاذ بالفرار تاركا المجني ينزف.
ترجع تفاصيل الواقعة بتلقي قسم شرطة الوراق إشارة من المستشفى تفيد بوفاة "محمد. س" 32 سنة سائق ميكروباص إثر إصابته بطعنتين في الصدر، وانتقل رجال المباحث، وبالفحص والتحري، تبين نشوب مشادة كلامية بين المجني عليه وصديقة في الموقف بسبب أولوية التحميل، وتدخل الأهالي لفض تلك المشادة بينهما.وتفاجأ المجني عليه بالمتهم يحضر مرة أخرى ومعه نجل عمته، وقام بالاعتداء عليه باستخدام مطواة، وأصابه بطعنتين في الصدر، مما أدى إلى مصرعه، وتمكن رجال المباحث من ضبط المتهم وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة. وحررت الأجهزة الأمنية محضر بالواقعة وأخطرت النيابة للتحقيق.