في أشعة الشمس الحارقة، ومياه البحر الفرعوني الملوث لا تزال حياة 8 ألاف صياد وأسرهم مهددة بالتشرد لتكوين رواسب الريم "الشعب المرجانية"، وعدم تجديد مياهه بعد فصلة عن نهر النيل، إذ تكسوه القمامة من جميع أنحائه وصولا لعمق 2 متر ونصف بدلاً من 7 أمتار، الأمر الذي أدى لهروب الأسماك منه.. تلك هي المعاناة التي يعيشها صيادي البحر الفرعوني حيث يمر بـ”مدينة الباجور، و منوف، و أشمون“، تعديات بالجملة علي مساحة البحر الفرعوني، حيث أخذ البعض يقومون بردم العديد من الأمتار داخل البحر، و ذلك للبناء علية وسط إهمال المسؤلين.
أهل مصر التقت بعض الصيادين، وفي البداية يقول إبراهيم السيد - أحد صيادِ البحر الفرعوني، إن البحر يعد مصدر دخل لحوالي 8 آلاف صياد وأسرهم، حيث كان مصدر أساسي بمحافظة المنوفية لإستخراج جميع أنواع الأسماك وأبرزهم ”البلطي، و ثعابين البحر، والبياض“، حيث لم تعد هذه الأسماك موجودة الأن وذلك لعدم الاهتمام بالبحر وزيادة تعديات الآهالي برمي القمامة ومخلفات الصرف الصحي به.
وأضاف إبراهيم: "البحر الفرعوني لم يتم تجديد مياهه منذ فصله عن مياة نهر النيل، والتي أحدثت علي إثرها العديد من الإهمالات، حيث تسببت في تجمع القمامة بصورة كبيرة في مياهة وموت الريم "الشعب المرجانية"، ومن ثم ترسبها في البحر مما يؤدي لقلة الإرتفاع الخاص بالمياه.
فيما قال مجدي غريب: "السمك زي البني أدم بيحب البراح مبيحبش الزحمة.. والتلوث تسبب في تراكم العفش والقمامة في البحر، ما أدى إلي هجرة السمك من مكان إلي آخر فتتلوث المياه بداية من قرية كفر الخضرة، و فيشا الكبرى، وتلوانة، و شنشور، وتعد السبب الرئيسي في وفاة الأسماك.
وأكد غريب، ان هناك العدين من الصيادين قد أصيبوا ببعض الأمراض مثل ”الفشل الكلوي، والبلهاريسا“، وذلك بسبب التلوث.
أما عربي سعد أحد صيادِ البحر الفرعوني أيضا فأكد أن استخدام الأساليب غير الشرعية "غير الشباك" في صيد الأسماك أدي إلي تقليل عدد الأسماك بالأمر حيث يتم استخدام إما الكهرباء أو السموم للموت والتجميع طافياً علي الماء وبالتالي سهولة جمعة، مما يؤدي إلي قتل الأسماك الكبيرة والزريعة والتي قد تسبب في عدم ظهور الأسماك مرة أخري.
ويضيف سعد، أن سعر السموم والأدوات الكهربية الخاصة بالأسماك باهظة الثمن لذلك لا يقوم الصياد العادي القيام بها خوفاً علي إنتاج باقي الشهر وأيضاً لعدم توافر ثمنها لدي الصياد لذلك يجب وضع القوانين الراسخة وتنفيذها ضد من بستخدم هذة الأساليل للحفاظ علي الثروة السمكية.
ويشير سلمان طارق أحد صيادِ البحر الفرعوني إلى أن أسعار معدات الصيد أصبحت في ارتفاع مستمر، حيث إزداد ثمن الرصاص والغزل إلي 800 جنيه في الإسبوع الواحد، هذا فضلاً عن استخدام المراكب التي تعمل بالزيت والبنزين والتي تستهلك 250 جنيه يومياً وهذا غير مناسب إطلاقاً مع عوائد السمك.
وأضاف سلمان، البحر الفرعوني مهزوم للغاية وذلك للقيام الآهالي بالتعدي علية وردم بعضاً منه وبالتالي بناء منازل أعلاه، هذا بالإضافة إلي قيام السيدات بالغسيل بالبحر الفرعوني مما يؤدي لكثرة تلوث مياهة .
أما إسلام علي فيقول: "أعمل في الصيد منذ صغري حيث كنت معتاداً علي مهنة الصيد إعتماداً كليا لانني أقوم بسد حاجات أسرتي، اما الان فلا أستطيع الإكتفاء بها لانها لم تعد مهنه الجني، فإضطررت إلي شراء بعض الادوات والسعي في بيعها في الشوارع في سبيل الحصول علي رزق حلال".
ويتابع: "كل واحد لية منطقة للصيد مينفعش أي حد يتجرا ويتعدي عليها، وكإنها حدود دول » هكذا عبر محمد حمدي أحد الصيادين عن غضبة الشديد، كإننا بالظبط عايشيين في صراع لو الجزء بتاعك مفيهوش سمك إياك تفكر تقرب من جزء غيرك وإلا مش هيحصلك خير".
واختتم قائلاً "نطالب بضرورة تواجد هيئة المسطاحات المائية لتطهير البحر علي الواقع وليس علي الأوراق فقط ، بالإضافة إلي إقامة نقابة صيادين لضرورة الحفا ظ علي حقوقنا".