اعلان

بورصة أسعار أدوية الشتاء تحرق قلوب المرضى.. "شخلل عشان تتعالج"

ادوية الشتاء

على أبواب الصيدليات يقف مواطنون أثقل كاهلهم الارتفاعات المتلاحقة في الأسعار التي أصابها الجنون في الآونة الأخيرة، يلتمسون دواءً ينجيهم من ألم المرض الذي أحاط بهم فنهش في جسدهم وعظامهم، تنخفض درجات الحرارة معلنة وصول الشتاء، لتبدأ معاناة تبدو متكررة في كل عام مع أدوية الشتاء التي بدورها يصيبها السعار فترتفع أسعارها وتكمل الخناق على محدودي الدخل، الذي يتبين من بعيد مبادرات ترعاها الحكومة تمثل حلًا جزئيًا ينجيه من بطش أباطرة الأدوية الذين يتاجرون في آلامه.

"أهل مصر" تفقدت سوق الدواء مع ارتفاع المؤشرات التي تؤكد زيادة أسعار الأدوية في الشتاء، وكانت البداية برفع سعر أحد أدوية الضغط لـ3 جنيهات، فتقول هناء شريف ربة منزل، إنه يجب على وزارة الصحة أن تتراجع في قرار ارتفاع سعر دواء الضغط 3 جنيهات، وهو ما يترتب عليه زيادة أخرى في الأدوية الحيوية والمهمة لدى الفئات البسيطة، لأن الدواء يعتبر أبسط حقوق الإنسان، وهناك أفراد لا يستطيعون شرائه فسيتأثرون سلباً من جراء التسعيرة الجديدة موضحة أن أدوية البرد والانفلونزا قوية المفعول مستوردة وبأسعار خيالية.

- مواطنون: "الأسعار بتزيد ومش لاقيين حد يعالجنا"

وعلق موسى عبد الشكور، موظف، أن الدولة رفعت أسعار جميع السلع والآن جاء دور الدواء، حيث أوضح أنه مريض بالقلب والضغط والأسعار مرتفعة بالفعل ولا تتطلب أية زيادة أخرى، وأن من يدفع الثمن في النهاية المريض، كما أن المضادات الحيوية تتواجد بكميات كبيرة خاصة في فصل الشتاء فيجب مراعاة المرضى وميزانيتهم.

"لما اروح الصيدلية ألاقي دوا القلب أو الضغط زاد سعره ومش معايا اجيبه أعمل ايه ومين يعلاجني".. بهذه العبارة بدأت الحاجة نعمات شكري حديثها، بخوفها الشديد من زيادة باقي أسعار الدواء في الفترة القادمة واحتمال عدم شرائه لعدم وجود أموال في ظل الأزمة الاقتصادية وما يعانيه المواطنين، مضيفة: أن هذه الفترة يجب أن تنتهى بسلام وأن تتوفر جميع الأدوية بسعر مناسب لأنها من أبسط حقوق المواطنين، في حين يحكي محمد سعيد بنبرة ألم معاناته لوجود نقص في الأنسولين لعلاج مرض السكري في بعض الصيدليات، بعدما كان يجد صعوبة في البحث عنه وشرائه من قبل متسائلاً ماذا سيفعل إذا تم زيادة سعره بجانب أدوية الضغط.

- صيادلة: أسعار أدوية البرد ارتفعت خاصة المستورد

وأشار عمر الشامي صيدلي، إلى أن المرضى يصرون على شراء الأدوية بالسعر القديم وعند إبلاغهم بأن أيًا من الأدوية ارتفع سعره يتشاجرون معنا، فالمريض عند ذهابه للصيدلية يُفاجأ بسعر جديد ولا يشتري العلبة ويكتفي بشراء جزء من العلاج. وعن زيادة سعر دواء ألدوميت 3 جنيهات فهو علاج يُقبل عليه عدد كبير من المرضى وبالتالي فزيادة سعره يؤثر سلبيًا عليهم.

أكد ماجد حلمي، صيدلي أن الأمر لا يتوقف فقط على أدوية الضغط ولكن مع دخول فصل الشتاء فنجد أن أدوية البرد أسعارها عالية على المريض، خاصة لأنها مستوردة من الخارج ويكون الطلب عليها كبير بسبب مفعولها القوي ولكن لها بدائل مصرية بأسعار مناسبة.

ومن جانبه، أكد الدكتور حاتم البدوي عضو مجلس إدارة اتحاد الغرفة التجارية بالقليوبية وسكرتير عام شعبة الصيدليات باتحاد الغرف، بأن هناك تشوهات سعرية في الأدوية وهو السبب في حدوث أزمة في الأسواق ووجود نواقص، فهناك أدوية بسعر رخيص وبها خسائر فامتنعت الشركات عن تصنيعها لأن وزارة الصحة رفضت زيادة أسعارها في حين أن الشركات تُنتج أدوية تحقق هامش ربح يصل لـ300% ، وكأصحاب صيدليات نطالب بتوفير الأدوية للمرضى ورفع هامش الربح بسبب زيادة المرتبات والخدمات والكهرباء والتأمينات.

وأشار "البدوي" إلى أن هناك أدوية كثيرة غير متوفرة ومختفية من الأسواق والتي تتعلق بالهرمونات وأدوية الحديد والقطرات وغيرها، فضلاً عن وجود مخالفة من جانب الشركات المنتجة لمصل الانفلونزا وعدم نزوله للصيدليات ولكن نزل العيادات ويتم بيعه للمواطنين بأضعاف ثمنه بالمخالفة لصريح القانون، ولم تتدخل وزارة الصحة لمنع هذه المهزلة فلا يصح لطبيب بيع الدواء في عيادته.

وأضاف "البدوي" أن قرارات وزارة الصحة عجيبة تصدر دون الرجوع للمجتمع المدني أو المتخصصين فيها، قائلاً "اتحدى أي حد في مصر سواء شخصية عامة أو متخصصة أن يتوقع قرارات وزارة الصحة".

كما طالب بوجود هيئة عليا للدواء تكون مرجعيتها لرئاسة الجمهورية يشغل مناصبها خبراء في صناعة الأدوية وصيادلة وشخصيات عامة لضبط المنظومة وتنفصل تمامًا عن الجهاز التنفيذي ووزارة الصحة، لأن هناك إشكالية كبري تتعلق بالمنظومة الصحية وقطاع الدواء في مصر، قائلاً "احنا مش أقل من دول كالسعودية والأردن وعمان الذين أقاموا هيئة عليا للدواء".

وعن زيادة سعر دواء أدلوميت لعلاج الضغط، أكد على ضرورة عدم استلام أي دواء بسعر قديم، ولابد أن يكون السعر المطبوع على العبوة مطابق للفاتورة والشركات التي ترسل أدوية لها سعر قديم يتم رفض الاستلام لأن هذا يعرض الصيدلي لحدوث مشكلات مع المواطنين والدولة.

- شعبة الصيادلة: نسبة النواقص تراجعت إلى 10%

في حين أشار عادل عبدالمقصود، رئيس الشعبة العامة للصيدليات السابق بالغرف التجارية، أن الإدارة المركزية لشؤون الصيادلة، أعدت لجانًا للوقوف على توافر الأدوية المحلية والمستوردة مع دخول فصل الشتاء، وأن نسبة النواقص تراجعت من 30% إلى 10% نتيجة رفع أغلب أسعار الأدوية.

وفي السياق ذاته، أكد أشرف سالم مدير إدارة الخدمات الاجتماعية وعضو مجلس الإدارة بشركة "سيد" للأدوية، على أهمية زيادة أسعار الأدوية لأن الشركات المنتجة تتعرض لخسائر فادحة بسبب غلاء تكلفة الخامات والماكينات والتصوير وبالتالي يجب تحريك أسعاره وإلا ستتعرض الشركات الوطنية للإغلاق في القريب العاجل، ونضطر حينها للاستيراد من الخارج بأضعاف التكلفة، كما أثر ذلك وأدى إلى اختفاء بعض الأدوية بالفعل من الأسواق بسبب خسارة الشركات في تكاليف إنتاجها.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً