سنخبرك بمفاجأة صغيرة، التكتيك كله قديم، والأفكار كلها معادة، ولم يعد أحد قادرًا على إبتكار شيء جديد في عالم كرة القدم، بإستثناء الفيلسوف الإسباني بيب جوارديولا، الذي طالما أدهش جماهيره وقدم كرة قدم مذهلة، صفق له العديد من الجماهير في المدرجات، وأيضًا مشاهدين العبقري من شاشات التلفزيون، بالإضافة إلى تمني عدة أشخاص أن جوارديولا يمسك الفريق الذي يحبه.
أنا مُتصدر ترتيب المجموعة العاشرة برصيد 12 نقطة، والمتواجد خلفي بـ9 نقاط، وواجهنا بعضنا البعض 18 مرة، انتصرت في 9 لقاءات، وتعادلنا في 4 مباريات، وهُزمت في 5 مباريات فقط، لذلك من المتوقع أن أكرر الفوز مجدًدا، وأواصل الانتصارات التي حققتها على هذا المنتخب، حتى وإن كان بينهما ميسي ورونالدو، فأنا لدي طاقة إيجابية هذا الموسم تمكنني من جلب البطولات التي أنافس عليها، بالإضافة إلى إمتلاكي مجموعة لاعبين رائعيين، سراع ومهاريين، إذ نزلوا ساحة القتال دمروا الجميع وخرجوا وكأن شيئًا لم يحدث.
باختصار ورقي بحت، مواجهة منتخب مصر وتونس المقبلة، ستشهد ملحمة تاريخية في عالم الساحرة المستديرة خاصة للكرة المصرية، وستجيب عن العديد من الأسئلة؟، وعلامات الاستفهام التي تحوم حول إمكانيات المكسيكي خافيير أجيري، الذي لم تظهر ملامحه بعد في المباريات الكبرى، وهل سيمكننا من الوصول نهائي أمم إفريقيا؟، مثلما فعل المنعزل الأرجنتيني هيكتور كوبر، أم سيكتفي من التأهل للمربع الذهبي!، كل هذه الأسئلة وأكثر ستجيب عنها مباراة منتخب مصر وتونس، ولكن قوة ماهر الكنزاري ومراد العقبي مدربي تونس، وخبراتهم في مجال التدريب، تتفوق كثيرًا على أجيري، بسبب خبراتهم وإداركهم التام عن أي لاعب يكمل الخطورة على نسور قرطاج في الفراعنة.
القوي والضعيف، الأسرع والأبطأ، المشاكش والطيب، كلها معاني تبرز ملامح مراد العقبي وماهر الكنزري، وأجيري مدرب منتخب مصر، نعم ظهرت قوة أجيري أمام المنتخبات الضعيفة في تصفيات أمم إفريقيا من دور المجموعات، فقد انتصر على النيجر بسداسية نظيفة، وفاز على سوازيلاند بستة أهداف مقابل هدف في مجموع المباراتين الذهاب والإياب، ولكن هذا اللقاء سيوضح مدى فعالية المكسيكي مع الفراعنة وهل سيحقق ما حققه كوبر!، بينما حقق منتخب تونس ثلاثة انتصارات في دور المجموعات، ولكن فوز نسور قرطاج تكون بهدف أواثنين على الأكثر، ولكن ليست هذه المشكلة، لأن المشكلة تكمن في قوة وصلابة دفاعات نسور قرطاج، ومدى تحملها الـ90 دقيقة داخل الملعب، وبالإضافة إلى زيادة عددهم وسط الملعب قبل أن يأتي أي خصم على المرمى حتى.
ونستعرض في السطور التالية تحليل فني قبل مباراة منتخب مصر وتونس
- من الناحية الهجومية
هناك مقدمات تؤدي إلى نتائج، وأيضًا هناك مقدمات تعكس النتائج تمامًا، ففي ستاد برج العرب، سيضغط مدربي تونس بـ" وهبي الخزري" وبالإضافة إلى فراس شواط، ومحمد دراغر، مع الدعم الكبير الذي سيقدمه ياسين مرياح، وحمزة المثلوثي، بجانب قوتهم وإلتزامهم الدفاعي وإسهاماتهم الهجومية، وأثناء هجوم نسور قرطاج يتراجع طارق حامد إلى الوراء ليدافع مع أيمن أشرف وأحمد حجازي، ولكن المفاجأة الكبرى أو الطعنة ستأتي من وسط الملعب وهي قدوم نعيم السيلتي من الخلف ويحرز الهدف الأول وكأن شئيًا لم يحدث، وستكرر هذه التجربة كثيرًا في الـ90 دقيقة.
يزداد التطور والتعدد في الخيارات الهجومية، فيستمر الارتفاع المتزايد في مستوى " الخزري"، ومشاركة السيلتي للربط مع خط الوسط تارة، ثم بلال السعيداني، لفتح الملعب على مصراعيه تارة أخرى، ليبدأ مدربي الترجي المباراة وكل شيء مجهز نسبيًا للفوز وتلقين منتخب مصر درسًا لن ينسوه أبدًا على استادهم برج العرج ووسط جمهورهم.
طارق حامد، وعلي غزال، الأول تارة صاحب قوة بدنية هائلة، ويتحمل أصعب المباريات في أقوى المناسبات، وتارة أخرى لاعب عشوائي لا يجيد اللعب حتى في دوري الدرجة الثانية، يتشتت في الملعب كثيرًا، ولكن حينما يستيقظ لن يمر بجانبه أي لاعب من عدوه وسيأخذ من الكرة وبقوة وتمريراها إلى أحد جناحي المنتخب ليطير بها إلى هجوم الخصم لإحراز أول الأهداف، والثاني صاحب الخبرات القليلة التي أعُجب به أجيري كثيرًا، بسبب سرعته وقدرته على الهجوم، ولكن ليدرك الثنائي أن زيادتهم العديدة في الهجوم، سيحمل عبء كبير على دفاعات المنتخب، بسبب وجود أعنف مهاجم في منتخب تونس وهو " وهبي الخزري"، الذي لا يستطيع أقوى مدافع الوقوف أمامه، نظرًا لقوته الجسدية، وسرعته العالية، مهاجم " رخم" كما يُقال في عالم كرة القدم.
- وسط الملعب
في عالم كرة القدم الحديثة، إذ تمكنت من السيطرة على منتصف الملعب، ملكت الملعب كله، لأن خط الوسط يعتبر مثل الآله التي تُحرك التروس لتشغيل الآله، إذ توقف ترس واحد " أي لاعب" توقفت الآله كلها، لذلك من سوء الحظ أن كلًا من أجيري ومدربي تونس، يعتمدان على الاستحواذ، والسيطرة الكاملة على مجريات الأمور، وفي ظل تراجع مستوى طارق حامد، وإصابة محمد النني، من المتوقع أن يبدأ سام مرسي بدلًا من لاعب آرسنال، وبجابنه طارق حامد، وأمامه علي غزال، لذلك سيستغل مدربي تونس جبهة سام مرسي وجبهة أيمن أشرف الضيعفة من أجل الهجوم، وسيكثف مدرب نسور قرطاجة العدد في هذه الناحية.
يمتلك نسور قرطاج قدرة استثنائية على الوصول إلى مرمى الهدف في أقل من دقيقة بسبب سرعة الجناحيين، وقدرتهم على المراوغة، بالإضافة إلى وسط ملعب قوي يمكنهم الدفاع والهجوم معًا.