19عاماً ظل خلالها قعيدًا لايقوى على التحرك، جليساً على كرسياً متحركاً، يحركه أشقاؤه ووالديه يميناً ويساراً داخل منزلهم، حُرم من اللعب بين أقرانه الأطفال، ومن التنزه بين شوارع قريته الصغيرة، ومن التعليم بسبب مرضه وضيق الحال، رحلة علاج كبيرة خاضها على الجزار، البالغ من العمر نحو 20عاماً، بعد أن أقعده "شلل الأطفال" وجعله أسيراً حبيساً، لكن رحلته لم تفلح فى تخفيف ألامه، التى زادت وتزايدت معها المسئولية عقب وفاة والده منذ نحو 4 سنوات.
داخل منزل بسيط مكون من غرفتين ومطبخ وحمام، فى إحدى قرى محافظة كفر الشيخ، يجلس الشاب العشرينى باكياً على حاله، خاصة أن الأطباء أكدوا له أن هناك أملاً فى شفاؤه حال إجراؤه عملية جراحية فى ألمانيا، لكنها تتكلف أكثر من مليونى جنيه، وهو مبلغ لم يستطع توفير القليل منه، مؤكداً أن الحكاية بدأت معه منذ أن كان عمره أيام قليلة، حيث اكتشف الأطباء إصابته بشلل الأطفال، فضلاً عن عيب خلقى فى العمود الفقرى.
تقول خيرية طه، والدة رفيق، أنه الأبن الأكبر لها، وولد ولادة طبيعية دون أى مشاكل إلا أنها بعد أيام لاحظت وجود تقوس فى العمود الفقرى، وبعدها أصيب بشلل الأطفال، فبدأت رحلتها مع العلاج،، متنقلة بين العيادات الطبية للأطباء وعلى مدار سنوات تكلفت عملياته الجراحية عشرات الألاف من الجنيهات، وكلما تقدم فى سنوات عمره زاد الألم، وزادت حالة تقوس العمود الفقرى مع شلل الأطفال، وتدهورت حالته، إلى أن جاء سن المدرسة، إلتحق بالمدرسة إلا أنه لم يستطع استكمال تعليمه بعد تدهور حالته، خاصة بعد إصابته بشلل نصفى نتيجة تقوس العمود الفقرى ثم شلل كامل، مضيفة أن الأطباء قرروا إجراء عملية جراحية فى دولة ألمانيا تتكلف نحو مليونا جنيه، وأنا لا أملك من حطام الدنيا شيئاً خاصة بعد وفاة زوجى وتركه لى 4 أولاد، لأننى أعمل باليومية.
تضيف والدة الشاب قائلة: "لفيت بيه على كل مستشفيات مصر دون جدوى، وعملتله عمليات جراحية بسيطة كى يستطيع الوقوف على قدميه لكن دون جدوى لأن الحل فى ألمانيا، فى البداية كانت نسبة الشلل 30% لكن دلوقتى بقت 100% ويحتاج لإجراءعملية جراحية فى ألمانيا بالاضافة إلى زرع نخاع شوكى".
وبإبتسامة تملؤها الرضا بقضاء الله وقدره، يجلس الشاب العشرينى على كرسيه المتحرك، كل أمنياته أن يستطيع التحرك مرة أخرى، ليساعد والدته فى توفير نفقات تعليم أشقاؤه الـ3 "نفسى أقف تانى وأشتغل وأساعد أمى علشان أخواتى ميتحرموش من التعليم مثلى، أنا بس نفسى أعمل العملية ومش عاوز حاجة تانية من الدنيا، هقف وهعافر وهعتمد على نفسى"، كلمات قالها الشاب برضا نفس.
يضيف قائلا: "أمى مبقتش قادرة توفرلى نفقات علاج، وبخد جلسات علاج طبيعى لعله يكون فيها جزء من الشفاء، أنا بستلف ثمن الجلسات من الأهالى، علاجى بيكلف أكثر من 4 ألاف جنيه شهرياً، نفسى أتعالج على نفقة الدولة، أو حد يتكلف بعلاجى".