جريمة عائلية جديدة.. بطلها شاب ثلاثيني، أقدم على قتل خالته وزوجها في منطقة روض الفرج شمال العاصمة، معللًا ذلك بمروره بضائقة مالية، جريمة هزت شارع البقليني، "أهل مصر" تواجد في مسرح الجريمة ليحقق فيها.. "مؤمن م م" 34 سنة، حاصل على دبلوم، أعتاد أن يقترض أموالاً من خالته وزوجها، مرارًا وتكرارًا، لمروره بضائقة مالية، حدث هذا كثيرًا في أوقات متباعدة، الأمر الذي جعل زوج خالته يفكر مليًا قبل اقراضه، ليرد الشاب في المرة الأخيرة رافضًا اقراضه "نحن نحتاج إلى الأموال"، فرد علية الشباب "مؤمن"، "أنت مش عندك وريث وأنا أولى بالفلوس"، فاستشاط زوج خالته غضبًا.. ولم يجد سبيلًا أمامه سوى طرده من مسكنه، ليذهب الأخير إلى المطبخ عاقدًا النية على تنفيذ مخططه الإجرامي، لينقض على خالته وزوجها، مسددًا عدة طعنات في الصدر، ليقتلهما في الحال ويفر هاربًا، لتتحول الدماء إلى ماء.
جريمة مأساوية، ذاع صيتها في مختلف مناطق شمال القاهرة، وعندما تواجد محرر"أهل مصر" في مكان الحادث، ليجد الحاج "أمير. س" الرجل الستيني، يجلس أمام منزل المجني عليهما وبجواره كوب مملوءً بالماء، يبدو عليه علامات الحزن بعد فراق جارهم وزوجته: "ناس يعجز اللسان عن وصفهم بطيبتهم وأخلاقهم الحسنة وماعرفش موتهم ازاي، أنا صدمت من خبر موتهم".
بخطوات بطيئة، ونظرات متباعدة علي مد البصر، تجاه منزل المجني عليه، وقف عم محروس الخمسيني، صاحب محل مفاتيح السيارات المطل علي حجرة المجني عليهما قائلًا: "الراجل والست دول عمرهم ما عملوا مشكلة مع حد، وكان الناس كلها بتحبهم"، ولكن غالبًا تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، لأن الرجل لم يكن عنده أبناء وكان يعامل الشاب هو وزوجته كأنه نجلهما، وهذه كانت النتيجة، بعدما جاءهما في الساعات المتأخرة في الليل، طالبًا للأموال كعادته، مضيفًا: "ما باليد حيلة"، الرجل لم يكن في بيته أموال ليعطيها له، فغدر بالرجل حينما استدار وطعنه في رقبته ليسقط الرجل قتيلًا، ولم يكتفي بذلك بل طعن زوجته التي كانت في فراشها.
ليضيف حينما قتل الشاب خالته وزوجها، أسرع في الشقة مهرولًا فلم يجد بها غير 350 جنيه، وتلك الأموال لم تكن كافية لسد حاجته، فسرق الهاتف المحمول والشاشة الموجودة في البيت الصغير، وتركهما في بحرٍ من الدماء، لتلتقط الكاميرا المجاورة لهذا العقار الجاني وهو يهرول اتجاه السيارة في الساعات المتأخرة من الليل.
اقرأ أيضا.."سرق 350 جنيه وقتلهم".. ننشر اعترافات المتهم بقتل عجوز وزوجته بروض الفرج
ولفت إلى أن القوات الأمنية بقسم روض الفرج، استعانت بتلك الكاميرات في كشف غموض الواقعة، وبالفعل خلال ساعات تم إلقاء القبض عليه.
"كانوا بيدولوا فلوس على طول مش عارف هو عمل فيهم ليه كده" هذا ما قاله "أحمد. أ"، أحد جيران المجني عليهما، أن المجني عليه وزوجته، كانا يعاملان هذا الشاب الجاني مثل نجلهما تمامًا، لأنهما لم ينجبا أولاد، وكانت العلاقة مستقرة بينهم كباقي أفراد العائلة الذين يقطنون في تفس العقار، ولكن هذا الشاب كان لا يعمل، رغم أنه كان عنده 4 أطفال، إلا أنه كان دائمًا يقصد خالته في أخذ الأموال، لأنهما كانا يعيشا في السعودية لفترة طويلة، وحالتهما ميسورة، مؤكدًا: رغم ذلك لم يصون هذا الشاب هذه المجاملات التي فعلها من أجله المجني عليهما.
"مالقتش معاهم إلا 350 جنيه أخدتهم ومشيت".. أدلى المتهم بقتل خالته وزوجها باعترافات تفصيلية، أمام العقيد صبرى حامد مأمور قسم شرطة روض الفرج خلال التحقيقات التي أجريت معه قائلًا:"أن خلافا نشب بينى وبين المجنى عليها حول إرث العقار محل سكنها، وبعد أن رفضت بيعه، ونظرًا لمرورى بضائقة مالية وعلمى بثراها وزوجها واحتفاظهما بمبالغ مالية بشقتهما فخططت للتخلص منهما وسرقتهما".
وأضاف المتهم فى اعترافاته، أنه توجه بالأمس ليلة ارتكابه الجريمة للعقار سكنهما وطلب منهما مبلغ مالي إلا أنهما رفضا فقام بالتعدي عليهما بسلاح أبيض "سكين" كان بحوزته، محدثًا ما بهما من إصابات والتي أودت بحياتهما، وعقب ارتكاب الجريمة استوليت على شاشة تليفزيون و2 هاتف محمول و350 جنيه وماكينة حلاقة كهربائية وهربت إلى أن تم ضبطى.
وكان قسم شرطة روض الفرج قد تلقى إخطارا من شرطة النجدة، يفيد بمقتل شخصين بشقة بعقار فى شارع ابن الأثير، بالانتقال والفحص وجدت جثامين موظف بالمعاش مسجاة على وجهها وبها جرح طعني بالرقبة وزوجته ربة منزل مسجاة على وجهها وبها طعنات نافذة بالرقبة، تم نقلهما لمشرحة النيابة بزينهم وتبين سلامة جميع منافذ الشقة وبعثرة محتوياتها.
بسؤال نجل شقيق المتوفاة "شيف"ومقيم بذات العقار قرر بأنه لدى توجهه لشقة المتوفيين للاطمئنان عليهما وجد باب الشقة مفتوحًا، واكتشف مقتلهما ونفي علمه بملابسات الحادث ولم يتهم أو يشتبه فى أحد بارتكاب الواقعة.
وجه اللواء محمد منصور مدير أمن القاهرة بوضع خطة بحث لتحديد مرتكب الواقعة، وحصر وفحص المقيمين والمترددين على العقار محل الواقعة، وكذا فحص علاقات وخلافات المجني عليهما واستخلاص الاشتباهات من بينهم لما قد يرقى لأن يكون دافعا لارتكاب الحادث.
ومن خلال فحص الكاميرات بمحل الواقعة، تم التوصل إلي أن وراء ارتكابها نجل شقيقة المجنى عليها الثانية "عاطل"، تم ضبطه.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
