حرص الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال احتفال مصر بذكرى المولد النبوي المبارك، على توجيه رسائل عدة إلى الأمة الإسلامية والعربية والشعب المصري، أبرزها ضرورة إرساء قواعد التعايش السلمي بين أبناء المجتمع الواحد، وإحياء قواعد التسامح وقبول الآخر، ونبذ العنف والتطرف، وقيام كل مسؤول بمراجهة دوره.
كما حرص الرئيس السيسي على التأكيد على هدف الدولة الاستراتيجي خلال الولاية الرئاسية الثانية، وهي إعادة بناء الإنسان المصري، مطالبًا علماء الأزهر والأوقاف في القيام بالدور المنوط لهم، بتنوير العقول، وتكوين الشخصية، والدفاع عن الإسلام والمسلمين في ظل الهجمة الشرسة التي تنالهم بسبب تصرفات البعض المنتميين للإسلام.
وحازت كلمة الرئيس السيسي، خلال الاحتفال، على إشادة نواب البرلمان، مؤكدين على أن الرئيس السيسي يحمل همّ نشر قيم التسامح والسلام المفقودة في مجتماعاتنا، لما لها من دور كبير في استقرار وأمن المجتماعات.
وشدد نواب البرلمان، على ضرورة قيام رجال الدين، بالمهمة الواقعة على عاتقه، وهي تجديد الخطاب الديني، بما يتلائم مع معطيات العصر والتحديات التي تواجه المجتمعات، وإعادة قراءة تراثنا الفكري، قراءة واقعية مستنيرة، نقتبس منه ما ينفنا في زماننا، ويسهم في إنارة الطريق لمستقبل بلادنا.
النائب صلاح شوقي عقيل، عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بالبرلمان، يرى أن بيننا للأسف من يستوعبوا صحيح الدين وتعاليم نبيه، فأخطأوا الفهم والتفسير، وهجروا الوسطية والاعتدال، وانتهجوا آراء جماحة ومتطرفة، متخلين عن قيم التسامح وقبول الآخر، في الوقت الذي حثنا فيه إسلامنا، على حسن الجوار والمعاملة الحسنة .
النائبة مايسة عطوة، عضو مجلس النواب، أكدت على أن خطاب الرئيس السيسي بمناسبة المولد النبوي الشريف، يحتوى على دلالات ورسائل مهمة، والتى من أبرزها أن هناك إساءة كبيرة جدًا يجب أن تتصدوا لها وهى سمعة المسلمين عالميًا، بغض النظر عن الأسباب، قائلة: "من يقول أن هناك مؤامرة أقول له أن المؤامرة موجودة على مر العصور، والاختلاف والتدافع بين الناس موجود منذ أن خلق الله الخلق، ويجب أن نتصدى لهذا الأمر ويخرج من مصر مسار عملى حقيقى للإسلام السمح من خلال ممارسات حقيقة، وليس مجرد نصوص نكررها فى خطب الجمعة والتليفزيون والمؤتمرات، يجب أن يكون هناك سلوكيات حقيقة للمسلمين".
وأضافت عطوة، أن الرئيس عبدالفتاح السيسي دعا المصريين بأن يقف كل فرد من أفراد المجتمع أمام مسئوليته، سواء من حيث أمانة الكلمة وتصحيح المفاهيم الخاطئة وبيان حقيقة الدين الإسلامى السمح، وتفنيد مزاعم من يريدون استغلاله بالباطل بالحجة والبرهان.
فيما طالب النائب أحمد أبو خليل، عضو مجلس النواب، رجال الدين والعلماء بمزيد من الجهد بشأن مواجهة الفكر المتطرف والإرهاب، والمزيد من تلك الجهود لإعادة قراءة تراثنا الفكرى قراءة واقعية مستنيرة نقتبس من ذلك التراث الثرى ما ينفعنا فى زماننا، ويتلاءم مع متطلبات عصرنا وطبيعة مستجداته ويسهم فى إنارة الطريق بمستقبل مشرق لوطننا وأمتنا والأجيال القادمة من أبنائنا.
ويرى النائب يسري المغازي، عضو مجلس النواب، أن المفاهيم المغلوطة عن الدين كانت السبب في زيادة أعداد التطرف والإرهاب، مؤكدا أن هناك حاجة ماسة لمزيد من الجهود والفكر التنويري وعمل قراءة مستنيرة للتراث وأخذ ما يتناسب مع العصر من أفكار ورؤى.
وشدد المغازي، أن الإرهاب كان ولا يزال القنبلة الموقوتة التى تهدد مصر وأمنها واستقرارها، ولا بد من استئصال جميع الأفكار الخبيثة التي تغذيه.
ويرى عبدالرحيم علي، عضو مجلس النواب، إن العالم كله سوف يعيش فى أمن وسلام واستقرار إذا طبّق الكلمات المهمة التى جاءت فى هذا الخطاب، وفى مقدمتها التأكيد الواضح الذى قال فيه الرئيس السيسى إن ديننا الحنيف علمنا بأنه لا إكراه في الدين، ليرسخ بذلك قيم التسامح وقبول الآخر".
وأضاف: "من دواعي الأسف أن يكون من بيننا مَن لم يستوعب صحيح الدين وتعاليم نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم، فأخطأ الفهم وأساء التفسير، وهجر الوسطية والاعتدال، منحرفًا عن تعاليم الشريعة السمحة ليتبع آراء جامحة ورؤى متطرفة، متجاوزًا بذلك ما جاء في القرآن الكريم وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم من حرمة النفس، وقدسية حمايتها وصونها من الأذى والاعتداء".
وأكمل: "رسالة الإسلام التي تلقاها سيد الخلق وأشرفهم صلى الله عليه وسلم، صاحب هذه الذكرى العطرة، والذي بعثه الله تعالى رحمة للعالمين، حرصت كل الحرص على إرساء مبادئ وقواعد التعايش السلمي بين البشر وحق الناس جميعًا في الحياة الكريمة، دون النظر إلى الدين أو اللون أو الجنس، فقد خلقنا المولى شعوبًا وقبائل، متنوعين ثقافيًا ودينيًا وعرقيًا، لكي نتعارف".
كما أكد الدكتور صلاح حسب الله المتحدث باسم مجلس النواب، على أهمية القضايا التى استعرضها الرئيس عبدالفتاح السيسى فى خطابه المهم بمناسبة ذكرى ميلاد رسول الإنسانية رسولنا الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم مطالبا جميع المؤسسات الاسراع فى تطبيق ماجاء من قضايا فى هذا الخطاب على أرض الواقع.
وأعلن "حسب الله" ، تأييده التام لتأكيد الرئيس السيسى بأن بناء الإنسان وتنوير العقول وتكوين الشخصية على أسس سليمة يعد المحور الأساسي في أية جهود للتقدم وتنمية المجتمعات، وهو ما وضعته الدولة هدفاً استراتيجيا لها خلال الفترة الحالية مطالبا العلماء والأئمة والمثقفين بتنفيذ دعوة الرئيس السيسى إلى وجهها اليهم ببذل المزيد من الجهد في دورهم التنويري لاستدعاء القيم الفاضلة التي حث عليها الإسلام ورسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم، التي تنادي بالعمل والبناء والإتقان، لنواجه بها أولئك الذين يدعون إلى الهدم و التطرف والإرهاب.
النائب أحمد أدريس، عضو مجلس النواب، أكد على أن إرساء قواعد التعايش السلمي أصبحت ضرورة ملحة في المجتماعات العربية، في ظل انتشار دعوات العنف والتطرف ونبذ الآخر، لافتًا إلى أن رسول الإسلام، أولى الرسائل التي حملها، كانت من أجل البشرية جميعها، وحثنا على اتباع مبادئه وتعاليمه، التي تحث على نشر قيم العدل والتسامح.
النائبة سحر عتمان، عضو مجلس النواب، أكدت على أن أهم رسالة حملها خطاب الرئيس عبدالفتاح السيسي، هي تأكيده على الأمانة التي يحملها جميع المسؤولين في مصر، في أن يقوم كل منهم بالدور المنوط له في الدفاع عن سمعة الإسلام والمسلمين، بعد أن أساءت الفئات الضالة إلى إسلامنا السمح بتصرفاتها المتطرفة.
فيما يرى النائب عصام خلاف، عضو مجلس النواب، أن مهمة تنوير العقول، وتكوين الشخصية، هدف نبيل، ما أحوجنا إليه، في ظل محاولات البعض فرض أفكارها الضالة على الجميع، وهنا دور رجال الأزهر والأوقاف في التصدي لهؤلاء بالحجج والبراهين، وتفنيد مزاعمهم، فماء جاء نبي الإسلام- صلوات ربي وسلامه عليه- إلى رحمةً للعالمين