"القاتل أغلب من القتيل".. 4 كلمات رددها أهالي شارع محمود العشري بمنطقة طرة الأسمنت، التابعة لقسم شرطة المعادي، في الجريمة التي حيرت الجميع في المنطقة، بعدما أقدم سائق ميكروباص يدعى" شريف"، بطعن صاحبه "أحمد ع. م"، في صدره سقط على إثرها قتيلاً، بسلاح أبيض، "سكين" لاعتقاده بأن المجني عليه يقوم بأعمال سحر وشعوذة له.
"أهل مصر" انتقلت إلى مسرح الجريمة، ليروي لها شهود العيان ما حدث، في البداية يقول "محمود. ك" 36 عامًا، صاحب محل، أحد شهود العيان، إن شريف وأحمد السمطي، أصحاب من زمان جدًا، ولكن القدر مبيعرفش يفرق ما بين صاحب وغيره، ففي اليوم الذي وقعت تقابلوا الاثنين، فعندما رأي شريف "أحمد" المجني علية، قال له "يا أحمد إنت بتعملي أعمال ليه"، أنت عايز تموتني، عايز تنقم مني"، فلم يرد علية "أحمد"، فاستشاط شريف غضبًا من تصرف المجني علية، وجهًا له السِباب والشتائم، وهو ما قُبل من المجني علية بالمقابل حتى وصلت إلى حد العراك بينهم، وقامت أهالي المنطقة بالفراق بينهم، وتماشى كل واحد منهما في اتجاه مخالف من الشارع، ولكن "شريف" ناره لم تبرد، فرجع لأحمد وبيده السكين، حتى اقترب منه فطعنه في صدره أوردته قتيلاً في الحال.
اقرأ أيضا.. مصدر أمني ينفي العثور على قنبلة في ميدان الجيزة
ويستكمل الشاهد حديثه لـ "أهل مصر": "شريف" مريض نفسي ومن زمان، حتى في سنة 2014، كان محجوز في مستشفى الأمراض الصحية بمصر الجديدة، وبعدما خرج من المستشفى، كان يتابع مع دكتور أمراض نفسية، ليكمل علاجه، ولكن "شريف" لم يأخذ جرعة العلاج من 10 أيام، من قبل الواقعة فهناك، احتمال إلى أن عدم أخذ " العلاج"، في تلك الفترة أثرت عليه، وكانت السبب في قتل صاحبه.
أخذ أطراف الحديث، علي السيسي، مدير صيانة بإحدى الشركات الخاصة، وأحد شهود العيان للواقعة، قائلا:"القاتل والقتيل جيران ومتربين مع بعض من أيام ما كانوا أطفال، والاثنين معروفين بالسيرة الطيبة بين الناس، على الرغم من إنهما غرباء عن المنطقة كل منهما من محافظة مختلفة، وسكنوا في المنطقة عشان أكل عيشهم، مشيرًا "القدر جاء لينهي حياة "أحمد" في تلك المنطقة على يد صاحبه".
بينما تقول الطفلة "نسمة" 10 سنوات التي تدرس في الصف الرابع الابتدائي، إنها رأت الواقعة بتفاصيلها أمامها قائلةً :" كنت معدية في الشارع يوم الواقعة، كنت متواجدة في الشارع رأيت "عمو أحمد" قادم من أحد المحال لشرائه حوائجه، وجاء شريف (الجاني) وقام بالسباب لعمو "أحمد" الذى كان يقف فى حالة من الذهول من هول ما يسمعه من صديقه، فرد علية أنا عملت لك إيه علشان تقول كده، فرد الجاني علية.
تستكمل نسمة حديثها: "عمو أحمد" مشى ولم يوجه له أي كلمة، وتركة وذهب، ولكن "شريف" كان ينتظره في نهاية الشارع فلما رآه قام بالاعتداء عليه، وطعنه بالسكينة التي كانت بحوزته في صدره، فسقط على إثرها على الأرض، وتم نقله إلى المستشفى.
اقرأ أيضا..انقلاب اتوبيس نقل طلاب في القطامية.. وإصابة تلميذين
تعود تفاصيل الواقعة بعدما تلقى قسم شرطة المعادي بلاغا من مستشفى مبرة المعادي، يفيد استقباله بائعا توفي إثر إصابته بطعنة غائرة أسفل عضلة الترقوة من الناحية اليسرى.
وبالانتقال والفحص تبين حدوث مشادة كلامية بين المجني عليه وسائق يعاني من اضطراب نفسي (بسبب اعتقاد الأخير أن المجني عليه يقوم بإيذائه بأعمال السحر)، تطورت إلى مشاجرة، قام على أثرها المتهم بالتعدي على المجني عليه بسلاح أبيض (سكين)، محدثا إصابته التي أودت بحياته.
وتمكن ضباط مباحث القسم من ضبط المتهم وبحوزته السلاح الأبيض المستخدم في ارتكاب الواقعة، وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة على النحو المشار إليه،وتم إحالته إلى النيابة العامة التي قررت حبسه على ذمة القضية.