يتذكر المصريون، اليوم الجمعة، إحياء الذكرى الأولى لحادث الروضة الإرهابي الذي راح ضحيته مئات المصلين وإصابة عدد كبير من أهالي قرية العبد بشمال سيناء، وهو الحادث الذي استهدف المسجد على يد العناصر التكفيرية منذ عام مضى، وخلف الحادث أثارًا نفسية جسيمة للمصريين أجمع وأهالي سيناء بصفة خاصة، وفى هذا السياق، أكد الدكتور محمد سامي، طبيب نفسي، أن الأحداث الكبرى التي تمر بها البلاد ينتج عنها تأثيرات نفسية ضخمة ومنها حادث الروضة الإرهابي، حيث إن بعض هذه الأحداث يكون تأثيرها بشكل مباشر والآخر غير مباشر، خاصة للأطفال الذين راح ضحية الحادث وخلف عنه وفاة آبائهم، فهناك اضطرابات كبيرة ما بعد الصدمة والاكتئاب مع انتشار القلق بعد هذه الحوادث، كما أن ظروف العائلات والأهالي الاقتصادية بعد الحادث الإرهابي وفقدان العائل الوحيد للأسرة ووجود الفقر والمرض والجهل يؤثر على الحالة النفسية لديهم فضلاً عن زيادة ضغوط أخرى تساهم في انتشار المرض النفسي بجميع أنواعه.
وأشار سامي، إلى الحلول التي يمكن تقديمها والتي تكمن في أهمية وجود الدعم النفسي دائمًا ومتابعة الحالات التي تظهر مع تقديم العلاج، بالإضافة ضرورة وجود تنمية شاملة في سيناء للقضاء على الإرهاب.
في حين، أوضحت سارة عبد الفتاح أخصائية نفسية، هناك بالفعل أثار نفسية سلبية شعر بها الأهالي والأطفال في سيناء جراء هذا الحادث الإرهابي فضلاً عن المصريين في كل مكان بسبب المئات الذين راحوا ضحية هذا الحادث الإرهابي الغادر، ولكن الدولة تسعي جاهدة في تخفيف حدة الأثر النفسي بالتعمير والإنشاءات وإعادة تأهيل القرية من جديد وما بها من منازل ومدارس ومنشآت خدمية.
وأضافت أن الأثر النفسي من هذه الأحداث يمتد وتزيد حدته إذا لم يكن هناك حلول سريعة، ولكن الدولة تبذل جل طاقتها منذ الحادث في تعمير القرية، وأيضاً القضاء على الإرهاب واجتثاث جذوره من سيناء.
كما سعت الدولة إلى إعادة تأهيل قرية الروضة على مدار عام كامل لتعود إليها الحياة من جديد كما كانت قبل الحادث، آمنة مطمئنة، وفيما يلي نرصد بالأرقام كيف عادت الحياة إلى قرية الروضة خلال عام.
أعلن محافظ شمال سيناء عبدالفضيل شوشة، أن إجمالي عدد منازل قرية الروضة وتوابعها، التي تم رفع كفاءتها بلغ 767 منزلاً، بينها 100 منزل تكفلت بها مؤسسة مصر الخير، و78 منزلاً عن طريق مؤسسة الأورمان، و25 تولاها الأزهر الشريف، و270 منزلاً عن طريق وزارة الأوقاف، وتطوير باقى المنازل كان تحت مسئولية جهاز تعمير سيناء ووزارة الإسكان، فضلاً عن تنفيذ المجمع الخدمي والمرافق، من طرق ومياه وكهرباء، وغيرها من خدمات جارٍ إنشاؤها في القرية وتوابعها، علاوة على المدارس والمعاهد الأزهرية والمنشآت الخدمية الأخرى.
أعلن جهاز تعمير شمال سيناء، أنه تم تخصيص 81 مليون جنيه من الجهاز، و16 مليونًا و400 ألف جنيه من وزارة الأوقاف، ومليوني جنيه من الأزهر لرفع كفاءة منازل القرية وتوابعها، وأضاف المهندس مصطفى عبد الفتاح، رئيس قطاع مياه الشرب والصرف بشمال سيناء، أنه تم تخصيص 35 مليون جنيه لإنشاء مشروعات صرف صحي في القرية، من بينها إنشاء محطة رئيسية وأخرى فرعية وثالثة للمعالجة من قبل الهيئة القومية لمياه الشرب، مشيراً إلى أنه يجرى إحلال وتجديد شبكة المياه في القرية بطول 14 كم بنسبة تنفيذ 75%، كما أجرت شركة الكهرباء تغييرات على الخطوط الهوائية للكهرباء داخل القرية بكابلات أرضية، ووافقت الوزارة على تركيب 60 عدادًا لأسر الشهداء والمصابين في المجزرة من أهالي القرية بالمجان.
الجدير بالذكر أن حادث الروضة، والذي وقع في الواحدة والنصف ظهرًا يوم الجمعة 23 نوفمبر في العام الماضي، أسفر عن استشهاد 305 أشخاص بينهم 27 طفلًا وإصابة 128 آخرين على يد عدد من العناصر التكفيرية التي قامت بإشعال النيران في السيارات وإطلاق النيران على المصلين بطريقة عشوائية، وأعلنت حينها رئاسة الجمهورية الحداد ثلاثة أيام على خلفية تفجير مسجد الروضة بمنطقة بئر العبد في شمال سيناء.