غادر المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، مارتن غريفيث العاصمة صنعاء، اليوم السبت، عقب زيارة دامت عدة أيام زار خلالها الحديدة أيضا، فيما من المنتظر أن يلتقي نائب الرئيس اليمني بالعاصمة السعودية الرياض بوقت لاحق لوضعه بصورة مشاوراته مع قادة جماعة أنصار الله "الحوثيين".
والتقى المبعوث الأممي خلال زيارته زعيم جماعة أنصار الله "الحوثيين" عبد الملك الحوثي، واستعرض معه ترتيبات استئناف المشاورات السياسية المزمع عقدها مطلع الشهر المقبل.
كان غريفيث أعلن، عقب زيارته ميناء الحديدة، عن اتفاقه مع جماعة أنصار الله على أن "تنخرط الأمم المتحدة الآن وبشكل عاجل في مفاوضات تفصيلية مع الأطراف للقيام بدور رئيسي في ميناء الحديدة، وأيضا على نطاق أوسع"، وهو ما قوبل من الحكومة اليمنية على لسان وزير إعلامها معمر الإرياني بالرفض، حيث أكد عدم القبول بأي صيغة لا تتضمن انسحاب "أنصار الله" من مدينة الحديدة ومينائها الاستراتيجي.
ومن المتوقع، بحسب تقارير صحافية، أن يلتقي المبعوث الأممي نائب الرئيس اليمني الفريق على محسن صالح، في الرياض لاستعراض نتائج لقاءاته مع جماعة أنصار الله في صنعاء.
وتقود السعودية تحالفا عسكريا ينفذ منذ 26 مارس 2015، عمليات لدعم قوات الجيش الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي؛ لاستعادة مناطق سيطرت عليها جماعة "أنصار الله" الحوثيين في يناير من العام ذاته.
وبفعل العمليات العسكرية المتواصلة، يعاني اليمن أسوأ أزمة إنسانية في العالم، إذ قتل وجرح الآلاف بحسب الأمم المتحدة، كما يحتاج 22 مليون شخص، أي نحو 75% من عدد السكان، إلى شكل من أشكال المساعدة والحماية الإنسانية، بما في ذلك 8.4 مليون شخص لا يعرفون من أين يحصلون على وجبتهم القادمة.
وكان من المقرر أن تجري جولة مشاورات بين الأطراف اليمنية في جنيف، أوائل سبتمبر الماضي، إلا أن وفد جماعة "أنصار الله" لم يتمكن من الوصول، واتهمت الجماعة التحالف العربي بقيادة السعودية بعرقلتهم، من خلال عدم التصريح لطائرة عُمانية بنقل الوفد وجرحى وعالقين على متنها، وهو ما نفته الحكومة اليمنية على لسان وزير إعلامها.
ويسعى غريفيث لعقد جولة جديدة من المشاورات بين الأطراف اليمنية في السويد التي أعربت وزيرة خارجيتها مارغو والستروم، بوقت سابق من نوفمبر الجاري، عن استعداد بلادها لاستضافة تلك المشاورات.