كيف يدعم التحول الرقمي خطط إفريقيا نحو تنمية اقتصادها؟

تبحث تحالفات القارة الأفريقية، عن تطويع كافة السبل للاعتماد على التكنولوجيا، بهدف توطين عملية التحوّل الرقمي، باعتباره السبيل الوحيد لدعم الاقتصاد، وارتفاع النمو المحلي ومواكبة الثورة الصناعية الرابعة لتكنولوجيا البيانات المتقدمة، وهو ما أكده خبراء الصناعة ومتخذي القرار، حول أهمية التحالف بين دول أفريقيا نحو التحول الرقمي، خاصة أن القارة لديها كل الموارد والظروف المهيئة للمضي قدما، نحو التنمية بفضل استخدام تكنولوجيا الاتصالات.

وأكد الدكتور حسام الجمل، رئيس مركز معلومات ودعم متخذي القرار السابق، على أهمية إدراك دول القارة مفهوم Digital Africa، كما نتمكن من تطبيقه في الاتجاه نحو التحوّل الرقمي، مشيرًا إلى أن المشكلة الوحيدة، هي أن الدولة الأفريقية منفردة أمام التحديات، دون أن تتعاون مع باقي الدول الأفريقية معها.

وشدد على ضرورة أن تكون الدول الأفريقية على دراية كبيرة بالتحوّل الرقمي، الذي يحدث الآن في العالم، وأن الاقتصاد الأفريقي لديه فرصة كبيرة في المنافسة عالميًا إذا اتحد أكثر من هذا.

من جهته قال حسين دادو، السكرتير العام لمجلس الوزراء ومسؤول وزارة التفويض بكينيا، إن تكنولوجيا الاتصال، والمعلومات توفّر للحكومة والمواطنين المعلومات، التي تجعلهم قادرين على اتخاذ القرار الصائب فالحياة بدون التكنولوجيا لا يمكن تخيلها، لافتا إلى أن بلاده تسعى جاهدة لتطبيق تكنولوجيا الاتصالات بشكل أكبر في "كينيا"، وهو الأمر الذي أظهر أثر إيجابي هائل في تحسين الاقتصاد وخاصة النمو المحلي.

وأضاف أن كينيا تمثل 56 مليون مواطن، وهو ما يعتبر سوق كبير كمقصد استثماري، قادر على خلق فرص عمل للشباب ومن ثم فأنا أريد تعزيز سبل التعاون، وأتمنى كثيرًا أن أجد في البلاد الأفريقية أسواق لتكنولوجيا الاتصال والمعلومات، خاصة أن 80 % من السكان لديهم هواتف ذكية وهذا أمر جيد.

وفيما يتعلق بالنمو الاقتصادي، الذي حدث في كينيا، قال دادو، إن النمو تحقق بفضل التحسن والتطوير، الذي تم في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، موضحًا أن حكومة كينيا بدأت في اتخاذ قرارات عاجلة وهامة، من أجل تطوير قطاع تكنولوجيا الاتصال، وتطوير جميع الخدمات الحكومية المقدمة للمواطنين، وهو ما أطلقنا عليه "الحكومة الإلكترونية".

وشدد مسؤول وزارة التفويض بكينيا، على أن موقع بلاده المتميز بشرق أفريقيا، ألزمهم باستخدام التكنولوجيا الحديثة من أجل استغلال هذه الموارد، متعهدًا بدعم كل القرارات، التي سيتخذها معرض القاهرة الدولي للاتصالات Cairo ict، من أجل تطوير قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.

قال سيلاس نجيبيرانو، عضو مساعد في خدمات إدارة المعلومات بأوغندا، إن أوغندا يواجهها تحديات كثيرة لكي تصل إلى مستوى تكنولوجى متقدم، قائلاً: "لدينا تحديات وهي ارتفاع تكفلة الوسائل المتعلقة بتكنولوجيا الاتصال وتستهلك قدر كبير من دخل المواطن وأيضًا نعاني من مشكلة في الطاقة الكهربائية، وقريباً سنجد بدائل أخرى من الطاقة المتجددة، أما التحدي الأكبر الذي يواجهنا هو ارتفاع معدل الأمية الرقمية لأن عدد كبير من مواطني أوغندا لا يستخدم تكنولوجيا الاتصال".

وكذلك أكدت جانجانا ديوب، المستشارة الفنية لوزير الاقتصاد والمال والتخطيط على أهمية التعاون من أجل بحث سبل التعاون لتطوير مجال تكنولوجيا الاتصالات بالدول الأفريقية، قائلة: "نحرص في السنغال على مواكبة كافة التطورات التكنولوجية لما له من أثر كبير في تقدم ونهضة الدول، لذلك فنحن نأمل بأن يكون هذا المعرض نقطة انطلاق نحو مزيد من التعاون بين الدول الأفريقية في هذا المجال البالغ الأهمية.

ومن جانبه قال روبرتس، الرئيس التنفيذي لمجموعة CTO، liquid teleco، :" لدينا ربط مع الكثير من الدول مثل زيمبابوي والكونغو وجنوب أفريقيا وكينيا وغيرها، وهذا يعطينا شبكة متكاملة وبهذا يمكن الامتداد حتى أوروبا".

وأضاف: "أتوقع أن الجيل الجديد من التكنولوجيا سيجذب التطبيقات الجديدة مما يؤدي للتحوّل الرقمي في أفريقيا وهذا متوقف على الطلبة الأفارقة، الذي يجب أن يستخدموا التكنولوجيا الحديثة والهواتف المحمولة والتطبيقات التكنولوجية المتعددة".

وفيما يتعلق بالشراكات الناجحة في أفريقيا، قال شريف كفافي، مسؤول بشركة السويدي إلكتريك،: انه يوجد الآن محطات شحن بالبطاقات في مختلف البلدان وهو ما يعرف برقمنة صناعة الطاقة وهو خاص بالسيارات، التي تشحن بالكهرباء، في النهاية نحن نخطط لتغطية كل القارة الأفريقية كشركة رائدة في الصناعات الخاصة بتكنولوجيا الجيل الرابع.

وقالت ويني ومبوجو، المخرجة في مجال الاتصالات وعضو مشارك في "smart Africa"، إنه يجب على جميع رؤساء الدول الأفريقية التكاتف، والتعاون سويًا بالشراكة مع القطاع الخاص من أجل تطوير قطاع تكنولوجيا الاتصال، ومواكبة التطور العالمي الهائل، سعيًا نحو تكوين شبكة أفريقية موحدة.

وأضافت: "لدينا صندوق لتمويل منح للطلاب الأفارقة في تكنولوجيا الاتصال والحاسبات والمعلومات، لتأهيلهم على أن يكونوا قادرين على استخدام تكنولوجيا العصر بل وتصنيعها، وكذلك الاطلاع على خبرات الدول المتقدمة في مجال التكنولوجيا والاستفادة منها، وفي بداية العام المقبل سنعزز من الاقتصاد الرقمي أيضًا.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً