يظل مستشفى قصر العيني الفرنساوي، ذلك المبنى العريق، مقصد ووجهة ملايين المرضى يوميًا، ويبذل القائمون عليه قصارى جهدهم لتقديم خدمة طبية ناجحة وملائمة لاحتياجات كافة زواره، والعمل على تجديد وتطوير المستشفى باستمرار، «أهل مصر» حاورت الدكتور أحمد طه، مدير قصر العيني الفرنساوي، حول التجديدات والتوسعات التي شهدتها المستشفى الفترة الأخيرة، وكيف ساهمت التبرعات في سرعة إنجاز تلك التوسعات، وما يحتاجه القصر العيني في تلك الفترة، وعن رأيه في النظام التعليمي الجديد لكلية الطب. وإلى نص الحوار..
- حدثنا عن التوسعات الجديدة التي شهدها قصر العيني الفرنساوي لأول مرة؟
قصر العيني الفرنساوي شهد افتتاحات وتوسعات جديدة بالغة الأهمية، على رأسها مركز علاج مرض السكر ومضاعفاته، هذا المركز يحتوي على وحدة مخصصة لطب الفم والأسنان، وعيادة لضبط مستوى السكر في الدم، وعيادة للتغذية العلاجية، والتعامل مع مرض السمنة والنحافة، وعيادة لجراحة الأوعية الدموية، وأخرى للأعصاب الطرفية، كل تلك الأشياء متعلقة بمرض السكر.
نحن نفتح مجالا لعلاج مرض السكر وعلاج مضاعفاته أيضًا، مرض السكر من أكثر الأمراض شيوعًا بين المصريين، فمصر تقع في المرتبة رقم 8 على مستوى العالم في معدل انتشار مرض السكر، عندنا حوالي 11 مليون نسمة لديهم مرض السكر، وبالتالي كان من الضروري تسليط الضوء والاهتمام بمرضى السكر في مصر.
افتتحنا أيضًا وحدة جديدة للسياحة العلاجية والخدمة الفندقية المتميزة، بدور كامل في المستشفى، والمقصود بها وضع القصر العيني الفرنساوي على خريطة السياحة العلاجية، ونخاطب بها المرضى العرب الذين يقصدوا العلاج في مصر.
- هل المستشفى مستعد ليلعب دورًا مميزًا في السياحة العلاجية؟
لدينا كوادر بشرية من أساتذة القصر العيني مستواهم الطبي عال جدًا، ومركزنا قريب جدا من الخدمات الفندقية الموجودة في الفنادق من حولنا، هذا بجانب أن مصر غنية بالمعالم السياحية لامتلاكها ثلث آثار العالم، وبالتالي فنحن مؤهلون أن نبقى على رأس السياحة العلاجية على مستوى المنطقة العربية.
خطة تطوير المستشفى تشمل أيضًا رفع كفاءة الطوارئ وتوفير شاشات إلكترونية وتجهيز سرائر الكشف وأجهزة طبية، فوحدة الطوارئ أصبح فيها "إقامة نهاري" بمساحة 8 غرف لاستقبال المرضي الذي يدخلون لإجراء عملية لمدة يوم واحد، بالإضافة إلي تطوير الأشعة، وطورت المستشفي صالة الاستقبال ووفرت أجهزة الرنين المغناطيسي والقسطرة وفحص الثدي.
كل تلك الافتتاحات والتوسعات يشهدها القصر العيني الفرنساوي لأول مرة، أيضًا قمنا بتطوير وحدة بنك الدم، ووحدة فحوصات القلب والأوعية الدموية، كل هذا نفتح به مجال أوسع للتعامل مع مرضى القصر العيني.
- كيف ساعدت التبرعات في تطوير وافتتاح التوسعات بقصر العيني الفرنساوي؟
التبرعات كان لها دورا كبيرا وأساسيا في افتتاح تلك التوسعات الجديدة، فمستشفى القصر العيني يعاني الفترة الحالية من المديونية، وكنا لا نريد أن نثقل على كاهل المستشفى بصرف أموال إضافية أو زيادة مديونيتها، فالكثير من هذه التطورات والتوسعات تم بمجهود الإدارة الهندسية في المستشفى، وتم التجهيز بأجهزة حديثة ندفع ثمنها بالتقسيط، والتكلفة جاءت على فترات طويلة جدًا، وهناك أجهزة وأشياء تمت إضافتها إلى المستشفى بالتبرعات، فهناك العديد من الأشخاص قاموا بالتبرع بأجهزة، وآخرون تبرعوا برفع كفاءة أماكن داخل المستشفى، وهناك من تبرع بالأموال.
- ماهو أكثر شيء يحتاجه القصر العيني في الفترة الحالية؟
قصر العيني الفرنساوي تحديدًا يحتاج في الفترة الحالية أن يتم تسويق خدماته بشكل أفضل، وزيادة وعي الناس بإمكانيات هذه المستشفى حتى تكون مقصد للعلاج ليس فقط للمصريين، وإنما من كل الدول العربية، وأن لنا دورًا في محيطنا الإقليمي.
- ما رأيك في نظام التعليم بكلية الطب الجديد؟
هي تجربة تستحق، لأننا لسنا بعيد عن العالم، فهي تستحق الترقب، والفكرة ليست في خمس أو ست سنوات، وإنما الفكرة تكمن في التعليم المدمج للمناهج، وإعطاء فترة أطول للتدريب أكثر من التلقين بالدروس، فهي تجربة قائمة على تلك الفكرتين، أن المناهج من سنة أولى إلى سنة خامسة تكون مدمجة مع بعضها البعض، وبالتالي يكون اختصارًا وتفاديًا لتكرار المعلومات في أكثر من سنة، وأن نمكن الطالب من الدخول إلى المستشفيات في سن مبكر، أيضًا هذا النظام الجديد سيتيح للطالب أن تكون فترة التدريب عامين بدلًا من عام واحد، حتى تكون لديه كفاءة أكثر، ليخرج بعد ذلك طبيب قادر على التعامل مع المرضى، فنتمنى أن تحقق تلك التجربة الأهداف المرجوة منها.
نقلا عن العدد الورقي.