تفاصيل محاولة الصلح الفاشلة بين أنور المعداوي ويوسف السباعي في جروبي

اهل مصر

«كان أنور المعداوي أحد أهم وأقيم النقاد المصريين على مدار التاريخ، وكانت له الريادة في مجلة الرسالة، حيث ألقى الضوء على شعر نزار قباني وبشر على صفحاتها بكتابات نجيب محفوظ، وكان على خلاف دائم بمن يحاول أن يعبث بالأدب ويوجهه إلى خدمة أي جهات أخرى، وكان هذا مربط الخلاف بينه وبين يوسف السباعي، حيث تولى يوسف السباعي رئاسة تحرير المجلة عقب الثورة، وغير من سياستها التحريرية تمامًا مما جعل من أنور المعداوي عبارة عن بركان متنقل، لأن مجلة الرسالة كانت درة المجلات الأدبية حينما كان يرأسها أحمد حسن الزيات»

«هاجم المعداوي جريدة الرسالة، بعدما تأكد أن أهل الكفاءة قد تبدلوا بأهل الثقة، وحاول شيخ الساخرين الكاتب محمود السعدني الصلح بين أنور المعداوي ويوسف السباعي لأنه رأى أن المعركة غير متكافأه، أنور المعداوي ممثلًا للأديب الناقد الفقير المطارد المشرد، ويوسف السباعي مثالاً للأديب السلطوي صاحب رابطة العنق اللامعة، وجهز محمود السعدني مكان للمقابلة وهو في جروبي- عدلي باشا، في الخامسة إلا ربع بالتحديد، وذهب محمود السعدني وحيدًا لانتظار ليدخل يوسف السباعي بمدرعة حربية ترفع علم القيادة، ونزل منها الأديب الجنرال يوسف السباعي، ويجلس هو والسعدني لانتظار أنور المعداوي الذي تعمد التأخير نصف ساعة وحينما وصل اعتذر لأنه كان على موعد مع فلاح من بلده! فابتلع يوسف السباعي الإهانة»

«وفي خضم الحديث تنازل يوسف السباعي وعرض على المعداوي العودة لرئاسة تحرير مجلة الرسالة مرة أخرى، ولكن أنور علق موافقته على توافر عدة شروط، ولم يتحمل يوسف السباعي تلك النيرة التي يتحدث بها المعداوي، والتي كانت من أول شروطها فصل جميع المحررين وعدم نشر الكلام الفارغ.. وانتهت الجلسة على خلاف أزاد الخلاف القديم عمقًا»

«يقول محمود السعدني أن أنور المعداوي سأله عن رأيه في الجلسة ولكن محمود السعدني قال له أنه "بداية المتاعب" فرد أنور المعداوي: "أهلاً بالمتاعب"، بل كانت المتاعب أكبر مما تصور الاثنين، فقد فُصل أنور من وظيفته وانقطع صرف مرتبه، وتم تضييق الخناق عليه فلم يعد مسموحًا له بنشر حرف واحد في أي جريدة، ولم ينقذه سوى الكاتب محمود شعبان والذي خصص له مرتب شهري، ودخل أنور المعداوي بعدها في صراعات قضائية للعودة لوظيفته، ولكن لم تسعفه صحته إلى العودة للوظيفة بعد أن صدر حكم بصحة عودته، وكان المرض نهش جسده قبل أن يموت كمدًا وحسرةً على ما تلقاه»

المصدر : كتاب مسافر على الطريق

اقرأ أيضًا... اغتيل في قبرص وحضر جنازته مبارك.. 20 معلومة عن يوسف السباعي

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً